تعد زيارة الطّبيب النّفسي أمراً مهماً عند ملاحظة ظهور بعض من أعراض الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب، فهي كغيرها من الأمراض الّتي تحتاج إلى رعاية وعناية في سبيل تحقيق حياة مستقرّة وطبيعيّة.[١]
علاج الأمراض النفسية
يوجد العديد من الطُّرق والأساليب المتّبعة لعلاج الأمراض النفسية، وتختلف هذه العلاجات باختلاف حالة المريض وحاجته، وتتراوح ما بين العلاج النّفسي، والعلاج الدوائي، والعلاج من خلال التحفيز العميق للدماغ وغيرها أيضًا ممّا سنذكره ونفصله فيما يأتي:[٢]
العلاج الدوائي
قد لا تُعالج الأدوية النفسيّة المرض بشكلٍ نهائي، ولكنها قد تخفّف من أعراضه وتحسّن من حالة المريض بشكلٍ جيّد، في حين يوجد العديد من الأدوية الموصوفة لعلاج الأمراض النفسيّة، ولكن سنذكر أهمّها والأكثر استخدامًا، ومنها:[٣][٤]
- مضادّات الاكتئاب: قد تساهم مضّادات الاكتئاب في تخفيف أعراض العديد من الاضطرابات النفسية، كالاكتئاب، والقلق، والقلق الاجتماعي، والاضطراب العاطفي الموسمي، والاكتئاب المزمن الخفيف وغيرها من الأمراض الأخرى أيضًا.
- مضّادات القلق: تُستخدم لتخفيف الشّعور بالخوف، والهلع، والذّعر، وقلة النوم النّاتج عن القلق المستمر.
- مثبّتات المزاج النفسي: حيث تستخدم هذه الأدوية لعلاج الهوس واضطراب ثنائي القطب- وهو حالة تتمثل في تغيّر مفاجئٌ غير اعتيادي في المزاج والطّاقة للمريض-.[٥][٦]
- مضادّات الذّهان: حيث تستخدم عادةً لعلاج اضطرابات الذّهان كالفصام.[٧]
العلاج النفسي
يتمثل العلاج النفسي بحوار يدور بين الطبيب النّفسي والمريض إمّا على شكلٍ فردي، أو ضمن العائلة، أو مع مجموعة من الأشخاص، وقد يدوم العلاج لجلسات قليلة تنتهي في أسبوعٍ أو اثنين، أو قد تمتدّ لسنين، وخلال هذه الجلسات تُناقش المشاكل الّتي يعاني منها المريض والّتي أدّت إلى حدوث الاضطّرابات العقلية أو العاطفية، كما يهدف إلى السّيطرة والتحكّم بأعراض هذا الاضطراب ومحاولة علاجه، وذلك في سبيل توفير بيئةٍ آمنة وصحيّة للمريض، حيث يساعد العلاج النفسي المرضى على تخطّي العديد من الأمور، نذكر منها:[٢][٨]
- استيعاب السّلوكيّات، والعواطف، والأفكار الّتي قد تزيد من حدّة المرض، وتعلّم كيفيّة التعامل معها وتعديلها.
- تجاوز الأحداث والمشاكل الّتي حصلت مع المريض، مثل الإصابة بأمراض خطيرة، أو وفاة أحد أفراد العائلة، أو فقدان وظيفة، أو طلاق وذلك في محاولة للتخفيف من الأعراض وتخطّي الاضطراب النفسي الناتج عنها.
- استعادة الشّعور بالتحكّم والمتعة في الحياة.
- تعلّم مهارات التأقلم وطرق حلّ المشكلات.
التحفيز العميق للدماغ
حيث يلجأ الطّبيب لطريقة التحفيز العميق للدماغ في حال عدم الحصول على نتائج مرضية بعد اتباع العلاج النفسي والدوائي، ولذلك فقد يجرّب الطبيب العلاج بالصدمة الكهربائيّة- وهو إجراءٌ يتمّ بتخدير كاملٍ للمريض يتضمّن تعريض المريض لتيّارات كهربائيّةٍ صغيرة عبر الدماغ- وهو أحد طرق التحفيز العميق للدّماغ، والّتي تتمثل في تحفيز الدّماغ أو لمسه من خلال شحنات كهربائيّة أو مغناطيسيّة.[٩][١٠]
إزالة التحسّس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين
يستخدم هذا العلاج للتخفيف من الضغط والتوتر النفسي الذي يعاني منه المريض، وخاصّة في حالات الصّدمات واضطراب ما بعد الصّدمة تحديداً، حيث يتضمّن استخدام حركات مختلفة كالنقر باليد أو إصبع القدم، كما يمكن تحريك الأصابع أمام العين ذهابًا وإيّابًا، مع طلب المُعالج النفسي لتذكّر بعض الأمور والأحداث المزعجة ومحاولة استدعاء ذات العواطف وحركات الجسد أيضًا، ومن ثمّ يحاول الطبيب أو المعالج تحويلها تدريجيًّا لأفكار أكثر متعةً وإيجابيّة، وقد يستمرّ ذلك ل 90 دقيقة.[١١][١٢]
الإقامة بمراكز الرعاية النفسية
يُلجأ إلى استخدام هذا العلاج عند الوصول إلى الحد الذي لا يستطيع به المريض العناية بنفسه، وذلك بسبب زيادة حدّة المرض النفسي، وخوفًا من أذيّة المريض لنفسه أو لمن حوله.[٧]
مجموعات الدعم
قد تساهم المساعدة الذاتيّة أو مجموعات الدعم عامّة في فهمٍ جيّدٍ لحالة المريض وتشخيصه لنفسه، بالإضافة لذلك فإنّها تسمح للمريض بتكوين صداقات جديدة والاستفادة من نصائحهم لكيفيّة التعامل مع الاضطراب النّفسي وذلك لكثرة التجارب التي مروا بها، كما أنّها تُعالج مشاعر العزلة التي عادةً ما تترافق مع حالات الاضطرابات النفسيّة.[١٢]
يجدر التنبيه إلى أهميّة تحديد العلاج المناسب للمريض وذلك تبعًا لعدّة عوامل تتضمّن:
- مناقشة الأعراض وشدّتها مع المريض.
- الآثار الجانبيّة للأدوية الموصوفة.
- رغبة المريض الشّخصيّة.
هل الأمراض العقليّة قابلة للشفاء؟
كما ذكر سابقاً يوجد طرق علاجية مختلفة ومتنوعة أظهرت فعاليّتها في تخفيف وعلاج العديد من الاضطرابات النفسيّة، كما يوجد العديد من التجارب السّابقة لمرضى قد عُولجوا بشكلٍ تام وعادوا لممارسة حياتهم الطبيعيّة أيضًا.[١٣]
هل الأمراض العقليّة وراثيّة؟
قد تكون الجينات أحد الأسباب الّتي تساهم في الإصابة بالاضطرابات العقليّة -ولكنّها ليست العامل الوحيد للإصابة بها-، وقد تنتقل هذه الجينات من الآباء إلى الأبناء أيضًا، بالإضافة لذلك فمن الصّعب تحديد الجين المسبّب لحدوث المرض العقلي وذلك لأنّ الكثير من الجينات قد تدخل في عمليّة تطوّر الدماغ وطريقة عمله، وإلى جانب العامل الوراثي فيوجد أسباب أخرى تزيد من خطر حدوث الاضطرابات النفسيّة، نذكر منها:[١٤][١٥]
- البيئة المحيطة.
- الصدمات الطفوليّة.
- الضغوط النفسيّة.
- الأفكار السلبيّة.
- تعاطي الأدوية وشرب الكحول.
المراجع
- ↑ "Mental illness treatments", betterhealth, 18/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "What Is Psychiatry?", American psychiatric Association , 20/7/2021. Edited.
- ↑ "All about antidepressants", medicalnewstoday, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "Anxiety Medication", helpguide, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "Bipolar Disorder", NIH, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "Lithium and other mood stabilisers", mind, 20/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Mental illness", mayoclinic, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "Psychotherapy", WebMD, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "Electroconvulsive therapy (ECT)", mayoclinic, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "ECT, TMS and Other Brain Stimulation Therapies", nami, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "EMDR: Eye Movement Desensitization and Reprocessing", WebMD , 20/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Different Types of Mental Health Treatment", familydoctor, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "Is mental illness curable?", Mental Health America, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "Is mental illness genetic?", MHA, 20/7/2021. Edited.
- ↑ "What causes mental illness?", MHA, 20/7/2021. Edited.