أدوية تثبيت المزاج: دليلك الشامل

قد يتعرض الكثير من الأشخاص لتقلبات مزاجية في حال كانوا يعانون من أمراض نفسية، وهذه التقلبات تكون على شكل ارتفاع مفرط للمزاج والسعادة (Mania) أو الشعور بالاكتئاب (Depression)، فإذا تكررت بصورة مستمرة، قد يوصف الطبيب مثبت للمزاج، فما هي مثبتات المزاج؟ كيف تعمل؟ وكم يجب الاستمرار باستخدامها؟

تعريف أدوية تثبيت المزاج

تعتبر أدوية تثبيت المزاج من الأدوية النفسية التي تتحكم بالتغيرات المزاجية الحادة المرتبطة بالأمراض النفسية، والتي تتراوح ما بين تهيج وارتفاع مفرط بالمزاج والشعور العارم بالسعادة وبين شعور بالحزن والاكتئاب، حيث توصف هذه الأدوية لكي تخفض من النشاط المفرط للدماغ، وتساعد أدوية تثبيت المزاج على:^[١][٢]

• علاج نوبات التهيج والاكتئاب ومنع تكرارهما عند المصاب باضطراب ثنائي القطب.
• معالجة الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب لدى المصاب بالفصام.
• تقليل الاندفاعية والعدوانية تجاه النفس والآخرين عند المصاب باضطراب الشخصية الحدية.

أنواع أدوية تثبيت المزاج

تقسم هذه الأدوية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:^[٣][٤]

الليثيوم

الليثيوم ومن أسمائه التجارية (®Camcolit)، هو الدواء الأكثر استخداماً لحالات التهيج أو ارتفاع المزاج المفرط عند المصابين باضطراب ثنائي القطب، ومن الجدير بالذكر أنه يجب على المريض فحص تركيز الليثيوم في الدم كل 3-6 أشهر للتأكد من بقائه ضمن الحدود الآمنة وتقليل فرص حدوث آثار جانبية.

أدوية علاج الصرع

بعض علاجات الصرع قد تستخدم لتثبيت المزاج، ومن هذه الأدوية:

• حمض الفالبرويك من أسمائه التجارية ®Depakene: وهو الخيار المفضل في حال وجود موانع لاستخدام الليثيوم لعلاج مرضى ثنائي القطب.
• لاموتريجين من أسمائه التجارية ®Lamictal: يستخدم اللاموتريجين بشكل خاص في حالات الاكتئاب المصاحبة لاضطراب ثنائي القطب، ولا ينصح به في حالات التهيج والارتفاع المفرط في المزاج.

أدوية علاج الذهان

تستخدم هذه الأدوية لتحسين المزاج، بالإضافة إلى علاج أعراض الذهان مثل التهيئات والهلوسات السمعية والبصرية، ومن هذه الأدوية:

• أولانزابين (Olanzapine) من أسمائه التجارية ®Olenza.
• كيتيابين (Quetiapine) من أسمائه التجارية ®Seroquel.
• ريسبيريدون (Risperidone) من أسمائه التجارية ®Risperdal.
• هالوبيريدول (Haloperidol) من أسمائه التجارية ®Haldol.

كيف تعمل مثبتات المزاج؟

تُخفّض مثبتات المزاج من النشاط المفرط للدماغ، فتستقر التقلبات المزاجية ويقل التأرجح بين نوبات التهيّج والاكتئاب لدى المريض.^[٥]

الاستخدام الآمن لمثبتات المزاج

قبل أن يبدأ المريض باستخدام مثبتات المزاج يجب عليه:^[٦][٧]

• التأكد من معرفته بكل الأدوية التي يتناولها، بما في ذلك طريقة تناولها، وسبب تناولها، وأي تحذيرات بشأن الأدوية، وما يمكن توقعه أثناء تناولها.
• الابتعاد عن تناول أي دواء آخر لم يصفه الطبيب إلى جانب هذه الأدوية دون استشارة الطبيب.
• عدم التوقف عن تناول مثبتات المزاج فجأة دون مراجعة الطبيب، وفي حال قرر الطبيب إيقاف العلاج، سيتم ذلك تدريجياً لضمان عدم عودة الأعراض.
• إجراء بعض الفحوصات المنتظمة التي قد يطلبها الطبيب، للتحقق من تراكيز الأدوية في الدم، ووظائف الكبد.

هل مضادات الاكتئاب من مثبتات المزاج؟

لا تعدّ مضادات الاكتئاب من الأدوية المثبتة للمزاج، فآلية عملها تختلف عن مثبتات المزاج، لذلك تعدّ نوعًا منفصلًا من الأدوية النفسية، رغم اعتقاد العديد من الناس أنّ مضادات الاكتئاب تثبت الحالة المزاجية، نظرًا لمساعدتها على تحسين الحالة المزاجية عند المصابين بالاكتئاب.^[٣]

فعالية مثبتات المزاج

تعد مثبتات المزّاج فعالة في حال استخدامها بالطريقة الصحيحة، ولكنها تحتاج وقتاً للوصول للفعالية التامة، لذلك الالتزام أساسي في العلاج، كما ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن هناك بعض العادات اليومية التي تعزّز فعالية هذه الأدوية، مثل التمارين الرياضية، والنوم الجيد، ووجود محيط اجتماعي داعم ومشجع، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي.^[٨][٩]

متى يبدأ المريض بالتحسن عند استخدام مثبتات المزاج؟

سيشعر المريض بتحسن في الأعراض خلال 4-6 أسابيع من بدء العلاج، ولكن من الممكن أن يستغرق الأمر عدة أشهر للحصول على التأثير والاستفادة التامة للدواء، ويجب العلم أنّ مفعول الدواء يختلف من شخص إلى آخر، نظرًا لاختلاف تأثير الدواء على دماغ كل شخص. ^[١٠]

الآثار الجانبية لأدوية مثبتات المزاج

لن يعاني الجميع آثارًا جانبية من هذه الأدوية، كما تتراجع وتختفي معظم الأعراض والآثار الجانبية مع مرور الوقت؛ نظراً لاعتياد الجسم عليها، ونذكر من الآثار التي يمكن مواجهتها ما يلي:^[١٠][١١]

• طفح جلدي أو حكة بالجسم.
• حساسية من أشعة الشمس.
• الشعور بالعطش الشديد.
• الحاجة إلى التبول المتكرر.
• الرجفة في اليدين.
• التقيّؤ والغثيان.
• النعاس.
• تغييرات في الرؤية.
• زيادة الوزن.
• تورم في أجزاء مختلفة من الجسم.

نصائح لتخفيف الآثار الجانبية لأدوية تثبيت المزاج

تساعد بعض النصائح والتدابير على تقليل الآثار الجانية لهذه الأدوية وتسهيل الالتزام بها:^[١١]

• وضع واقٍ للشمس قبل الخروج، لتفادي الحروق الشمسية، كون أن أدوية تثبيت المزاج قد تزيد حساسية البشرة لأشعة الشمس.
• أخذ العلاج أثناء تناول الوجبات أو مع الحليب، لتقليل الشعور بالغثيان.
• استشارة الطبيب حول تغيير موعد الدواء إلى المساء في حال كان يسبب الشعور بالنعاس.
• الالتزام بحمية قليلة السكريات والدهون، وغنية بالألياف إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية لتقليل من فرص زيادة الوزن.

هل تتأثر أو تؤثر مثبتات المزاج في أدوية أخرى يستخدمها المريض؟

نعم تتأثر وتؤثر، لذلك من الضروري إخبار الطبيب عن أي دواء يتناوله المريض قبل بدء مثبتات المزاج أو عند إيقافها، ومن الأدوية التي لا ينصح باستخدامها أثناء فترة استخدام مثبتات المزاج ما يلي:^[١٢]

• الأدوية العشبية أو التكميلية.
• الباراسيتامول من أسمائه التجارية: ®Panadol.
• الإيبوبروفين من أسمائه التجارية: ®Advil.
• الكودين (Codeine).

كم يجب على المريض الاستمرار باستخدام مثبتات المزاج؟

يوصي الطبيب بالاستمرار باستخدام مثبتات المزاج لمدة لا تقل عن 6 أشهر في العادة، ومن الممكن أن تزيد المدة بحسب حالة كل مريض واحتياجه.^[١٣]

هل مثبتات المزاج تسبب الإدمان؟

لا، لا تسبب مثبتات المزاج الإدمان، حيث إن الأدوية المسببة للإدمان تمنح شعورًا بالنشوة، والرغبة بالاستمرار باستخدامها وزيادة الجرعة لتحقيق التأثير المرغوب، وهذا لا ينطبق على الأدوية المثبتة للمزاج، لكن قد يسبب التوقف المفاجئ للدواء دون استشارة الطبيب إلى عودة ظهور أعراض التقلبات المزاجية.^[١٣]