يعاني معظم الأشخاص من التقُّلبات المزاجيّة، وهي عبارة عن تغيّرٍ مفاجئٍ أو شديدٍ في الحالة العاطفية، إذ يتحول شعور الشخص من السعادة والتفاؤل إلى الانفعال أو الشعور بالحزن أو الغضب بشكلٍ مفاجئ،[١] وسنتطرق في هذا المقال أسباب التقلُّبات المزاجية لدى المرأة.
أسباب تقلُّب المزاج عند النساء
هناك العديد من الأسباب التي قد تكمن وراء تغير الحالة المزاجية لدى المرأة، ونذكر من أبرزها ما يأتي:
التقلُّبات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة
يعتبر تأثير التقلبات الهرمونية في الحالة المزاجية أمراً طبيعياً، خاصةً المتعلقة بهرمون الإستروجين، ومن أبرز الحالات المرتبطة بالتقلبات الهرمونية لدى المرأة ما يلي:[٢]
متلازمة ما قبل الحيض
تؤثر متلازمة ما قبل الحيض (Premenstrual syndrome) في مستوى الهرمونات الأنثوية، ما يتسبب في ظهور عدّة أعراض قبل بداية الدورة الشهرية مباشرة، من أهمّها التقلبات في الحالة المزاجية.[٣]
الحمل
يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية التي تحدق لها في جسم المرأة أثناء الحمل إلى توليد العديد من المشاعر لديها، مثل: القلق والضعف، بالإضافة إلى حدوث تقلبات مفاجئة في المزاج.[٤]
انقطاع الطمث
تعاني حوالي 23% من النساء من تغيراتٍ في الحالة المزاجية أثناء أو بعد مرحلة انقطاع الطمث.[٥]
مرحلة البلوغ
يلاحظ بأن المراهقات هم أكثر الفئات العمرية تقلُّبًا في المزاج؛ وذلك بسبب التغيرات الجسدية، والعاطفية، والنفسية التي تحدث خلال مرحلة البلوغ، لذلك قد تكون التقلُّبات المزاجية غير المبررة شائعة خلال هذه المرحلة من الحياة.[٦]
اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي
يعرف اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي (Premenstrual dysphoric disorder)، على أنه اضطراب يصيب حوالي ما يصل إلى 5% من النساء في سن الإنجاب، ويعدّ أكثر شدّة من متلازمة ما قبل الحيض؛ حيث يتميز غالباً بوجود حالة من القلق أو الاكتئاب، إلى جانب أعراض التهيج أو الغضب المستمر، والتغيرات الشديدة في الحالة المزاجية.[١]
أسباب أخرى للتقلبات الهرمونية لدى المرأة
إلى جانب الأسباب المذكورة أعلاه، هناك بعض الأسباب التي تقف وراء التقلبات الهرمونية لدى المرأة، ومنها ما يلي:
- نمط الحياة العام: قد تساهم بعض أنماط الحياة مثل؛ عدم تناول الطعام الصحي أو عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم في حدوث التقلُّبات المزاجية.[١]
- التوتر والإجهاد: يلعب التوتُّر والإجهاد دورًا في تقلُّبات المزاج؛ إذ يمكن أن تؤثر متاعب الحياة اليومية أو حصول المفاجآت غير المتوقعة سواء السيئة أو الجيدّة، أو المرور بتجربة تغيير كبيرة، كتغيير مكان السكن أو الوظيفة على الحالة المزاجية.[١][٥]
- المعاناة من الحساسية: قد تؤثر حالات الحساسية الموسمية في مزاج الفرد في الوقت الذي تبدأ فيه الأعراض بالظهور خلال هذا الوقت من العام.[٢]
- تناول بعض أنواع الأدوية: يمكن أن تكون التقلُّبات المزاجية أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، كما قد تساهم الأدوية المضادة للاكتئاب، أو الأدوية التي تساهم في تثبيت الحالة المزاجية في حدوث تقلُّبات المزاج المُفاجئة.[٢]
- الصحة العقلية: قد يكون تقلُّب المزاج أحد أعراض أمراض الصحة العقلية، مثل؛ الاكتئاب، أو اضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب الشخصية الحدّية، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.[٥]
- المرض أو التعرض لإصابة: قد يكون تقُّلب المزاج أحد أعراض بعض الحالات الصحية، مثل: اضطرابات النوم، أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو السكري، أو الخرف، أو ارتجاج الدماغ، أو السكتة الدماغية، أو التصلب اللويحي، أو مرض باركنسون.[٢]
طرق السيطرة على التقلبات المزاجية
قد يساعد اتباع بعض النصائح على التعامل مع التقلبات المزاجية، ومن هذه النصائح نذكر الآتي:[٧][٨]
- تتّبعي وراقبي الحالة المزاجية: وذلك عن طريق التدوين اليومي، حيث يمكن أن يساهم في تسهيل فهم أنماط هذه التقلبات، والأسباب المحتملة التي تحفّز حدوثها.
- تناولي الأطعمة المتنوعة بالعناصر الغذائية الكافية للجسم: واحرصي على تجنُّب السكريات، لأنها يمكن أن تتسبب في تغيُّر مستويات السكر في الدم، بالتالي حدوث التقلبات المزاجية.
- احرصي على ممارسة التمارين الرياضية: حيث تساهم الرياضة في إفراز هرمون الإندورفين، التي تساعد على تخفيف حدّة التوتُّر وتحسين الحالة المزاجية، كما يمكن أن تساعد على تخفيف التغيرات المزاجية المتكررة أو المفاجئة.
- التزمي على أداء المهام ضمن جدول زمني محدد: حيث يساعد القيام بالأشياء في نفس الوقت من كل يوم على تنظيم الانفعالات العاطفية.
- احرصي على السيطرة على التوتر: فقد ثبت بأن ممارسة التأمُّل، والتنفس العميق، واليوغا، من الأساليب التي يمكن لها أن تساعد في السيطرة على حالات التوتر والإجهاد، والتقليل من التقلُّبات المزاجية.
- احرصي على الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: فقد تؤثر قلة النوم في مستويات الشهية والطاقة لدى الفرد، بالتالي التسبُّب بحالات ضعف المزاج العام والحزن والتهيُّج.
- تناولي مكملات الكالسيوم: فقد ثبت بأنها تساعد على تخفيف أعراض القلق، والاكتئاب، والتقلُّبات العاطفية.
- تجنُّب تناول الكافيين والكحول: لأن الكحول يعتبر من المواد التي تسبب الاكتئاب، والذي يؤدي لمضاعفة سوء الحالة المزاجية، أو القيام بتصرفات غير عقلانية، كذلك الكافيين يزيد من الشعور بالعصبيّة والتوتُّر.
مراجعة الطبيب
على الرغم من مرور الجميع بالتقلُّبات المزاجية من وقتٍ لآخر، إلّا أن هناك بعض العلامات التي تشكل مصدراً للقلق، ومنها:[٩]
- إعاقة هذه التقلبات ممارسة الحياة اليومية الطبيعية.
- استمرار تقلبات المزاج لأكثر من بضعة أيام في المرة الواحدة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "What causes mood swings in males and females?", medicalnewstoday.com, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Causes and Risk Factors of Mood Swings", verywellmind.com, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Premenstrual syndrome (PMS)", mayoclinic.org, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "What causes mood swings in males and females?", medicalnewstoday.com, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Causes of Mood Swings", healthywomen.org, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Girls and Puberty", familydoctor.org, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Mood Swings", goodtherapy, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ↑ "MOOD SWINGS", medicoverhospitals, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ↑ "rapid mood swings", greatist.com/health, Retrieved 21/8/2021. Edited.