يُمكن لاضطراب الوسواس القهري (OCD) أن يؤثر في الأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس؛ وهو حالة صحية شائعة يُعاني الشخص المُصاب بها من أفكار وسواسية وسلوكيات قهرية مزعجة، مما يُمكن أن تتداخل كثيرًا مع قدرته على التمتع بحياته، ومع ذلك يُمكن للعلاجات المتاحة أن تُساعد في السيطرة عليه، ولكن هل الوسواس القهري مرض عقلي؟ وكيف يُمكن علاجه؟[١]
هل الوسواس القهري مرض عقلي؟
نعم، يُعد الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية الشائعة، وهو مرض مزمن وطويل الأمد، يُعاني المُصاب به أعراض الوساوس أو الأفكار الغريبة المتكررة، والتي لا يُمكن السيطرة عليها، ما تُسبب له الإحراج، وتُعيق قدرته على التمتع بحياة طبيعية، والجدير بالذكر؛ يُمكن لأعراض الوسواس القهري أن تأتي وتختفي، أو تختفي تدريجيًا، أو تزداد سوءًا بمرور الوقت.[١][٢]
ما هي أعراض الوسواس القهري؟
تتمثل أعراض الوسواس القهري بوجود أفكار وسلوكيات قهرية لا معنى لها، إلّا أن المُصاب به لا يستطيع التوقف عنها، وإذا توقف فإنه يشعر بالسوء، ويُعاود القيام بها مرة جديدة، ويمكن أن تشمل أعراض الوسواس القهري الشائعة ما يلي:[٣]
- القلق بشأن تعرّض الشخص نفسه أو الآخرين للأذى.
- الوعي المستمر بالرمش، أو التنفس، أو أحاسيس الجسم الأخرى.
- الشك في أن الشريك غير مُخلص دون وجود أي سبب يُؤكد ذلك.
- القيام بالمهام بترتيب أو عدد معين في كل مرة.
- الحاجة إلى عد الأشياء بما في ذلك الخطوات.
- الخوف من لمس مقابض الأبواب، أو استخدام المراحيض العامة، أو مصافحة الآخرين.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري؟
يزيد وجود بعض العوامل من خطر الإصابة بالوسواس القهري أو تحفيزه، ويُذكر منها ما يلي:[٤]
- تاريخ العائلة الصحي: يُمكن أن يؤدي وجود والدين أو أفراد آخرين من العائلة مصابين بهذا الاضطراب إلى زيادة خطر الإصابة به أيضًا.
- أحداث الحياة المُرهقة: يزيد التعرّض لأحداث مؤلمة أو مرهقة من خطر الإصابة بالوسواس القهري؛ إذ يُمكن أن يُسبب ذلك رد فعل يظهر على شكل إثارة أفكار وسلوكيات وأفعال قهرية لا يُمكن السيطرة عليها.
- أمراض واضطرابات الصحة العقلية الأخرى: يُمكن أن يكون الوسواس القهري مرتبطًا باضطرابات الصحة العقلية الأخرى بما في ذلك اضطرابات القلق، والاكتئاب، وتعاطي المخدرات، واضطرابات التشنّج اللاإرادي.
هل يمكن علاج الوسواس القهري؟
يُساعد طلب المشورة من المعالج النفسي أمرًا مفيدًا للتعامل مع الوسواس القهري واستكشاف خيارات العلاج الأكثر نفعًا، وعادةً ما يشمل العلاج كلًا من الأدوية والعلاج النفسي، وتهدف الأدوية العقلية الموصوفة إلى تقليل أعراض الوسواس القهري، بينما يستخدم العلاج النفسي أدوات لإدارة الأفكار غير المرغوب فيها، وتغيير أنماط السلوك غير المفيدة، واتّباع استراتيجيات لتحسين الاسترخاء والتعامل مع المشاعر المزعجة، ومن أمثلة العلاج النفسي الشائعة في علاج الوسواس القهري العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والعلاج بالتعرض ومنع الاستجابة (ERP)، والعلاج المعرفي القائم على اليقظة.[٥]
ماذا لو تُرك الوسواس القهري دون علاج؟
إذا لم يتلق المُصاب بالوسواس القهري الخفيف العلاج، فقد تستمر الأعراض في التحسّن، ومع ذلك يُمكن ألّا تتحسن أعراض الوسواس القهري المعتدل أو الشديد، وتزداد سوءًا إذا تُركت دون علاج، وفي حين أن العلاج يُمكن أن يكون فعالًا، إلّا أنه من الضروري الاستمرار عليه؛ إذ قد تظهر أعراض الوسواس القهري في وقتٍ لاحقٍ من الحياة لدى بعض المُصابين.[٦]
المراجع
- ^ أ ب compulsive disorder (OCD) is,usually starts during early adulthood. "Overview - Obsessive compulsive disorder (OCD)", nhs, 18/11/2019, Retrieved 15/10/2022. Edited.
- ↑ "Obsessive-Compulsive Disorder", nih, 1/9/2022, Retrieved 15/10/2022. Edited.
- ↑ Lisa Fields (4/9/2020), "Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)", webmd, Retrieved 15/10/2022. Edited.
- ↑ "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", mayoclinic, 11/3/2020, Retrieved 15/10/2022. Edited.
- ↑ Dana Robinson and Crystal Raypole (22/12/2021), "Everything You Need to Know About Obsessive-Compulsive Disorder", healthline, Retrieved 15/10/2022. Edited.
- ↑ Hannah Nichols (29/9/2020), "What is obsessive-compulsive disorder?", medicalnewstoday, Retrieved 15/10/2022. Edited.