يُعرف الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه سلوك ينطوي على الاهتمام المبالغ فيه تجاه وسائل التواصل الاجتماعي؛ والمتمثل برغبة لا يمكن التحكم فيها للدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها، وينجم عن ذلك إضاعة كبيرة للوقت والجهد بالشكل الذي يؤثر في ممارسة الحياة اليومية، والمهام الأخرى الأساسية في حياة المدمن، فما هي آثار الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي؟[١]


آثار الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي

ثمة العديد من الآثار النفسية والجسدية للإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يأتي توضيح لأبرز هذه الآثار:[٢]


التأثير في الدماغ

وفقًا لدراسة في جامعة هارفارد البريطانية لعام 2018؛ فإنّ استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بإفراط يستهدف جزءاً من الدماغ بشكلٍ يشبه تمامًا تناول إحدى المواد المسببة للإدمان، والمقصود بذلك هو أن الإدمان يعمل على تنشيط الخلايا العصبية في المناطق الرئيسية المنتجة للدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الدوبامين لدى الشخص؛ مما يؤثر بدوره على قرارات الشخص وأحساسيه، كما أنه ووفقًا للأبحاث والدراسات، فإن القيام بشيء بشكلٍ مستمر ومتكرر ولفترات طويلة قد يؤدي لإحداث تغيرات فسيولوجية على الدماغ.[١][٢]


اضطرابات في الذاكرة

وفقًا للدراسات والأبحاث، فإنَّ الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن يُسبب تراجعاً في أداء الذاكرة؛ وتحديداً الذاكرة التبادلية؛ وهي المسؤولة عن تحديد المعلومات المهمة وتخزينها في الدماغ.[٢]


اضطرابات في التركيز والانتباه

الاستخدام المكّثف لوسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن يؤدي إلى فقدان القدرة على الانتباه، والتشتت المستمر؛ إذ إن سهولة القدرة في الوصول واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي تُعرّض الدماغ إلى تحفيز مستمر؛ مما يعني نشاطاً للخلايا العصبية على مدار اليوم، لذا فتسهيل الوصول إلى الوسائط الاجتماعية في مواقع مختلفة وأجهزة مختلفة، يؤدي إلى زيادة في المهام؛ والذي يؤدي بدوره إلى إعاقة القدرة على التركيز على مهمة واحدة في وقتٍ واحد.[٢][٣]


التأثير في احترام وتقدير الذات

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي قد يُؤدي إلى فقدان احترام الذات، فبالرغم مما تقدمه هذه المواقع من ميزات في ملف التعريف الشخصي على صفحاتها لتعزيز احترام الذات؛ إلّا أن مشاهدة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الآخرين، ممن يمجدون ذاتهم، ويستعرضون حياتهم الذاتية، قد تنعكس سلبًا على تقدير مدمني الإنترنت لأنفسهم إثرَ مشاهدة ذلك؛ فهم قد يعتقدون أن الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر سعادة وأكثر نجاحًا منهم،[٤] كما أنه من الممكن أن تتسبب مواقع التواصل الاجتماعي بجعل الأشخاص في انشغال دائم في أخذ صور السيلفي بهدف وضعها على مثل هذه المواقع، إضافةً إلى جعل تفكيره منصبًا على ذاته بشكلٍ غير صحي، إلى جانب إبعاد الشخص عن الواقع.[٥]


القلق والاكتئاب

التواصل بشكلٍ مباشر مع الأشخاص وجهًا لوجه يعزز الصحة العقلية ويقلل من معدّلات التوتر بشكلٍ كبير؛ حيث إنه يحسن القدرة على التواصل مع الآخرين بشكلٍ أكبر، إضافةً إلى شعور الشخص بتحسن عند رؤيته لشخص يهتم لأمره، ولكن الإدمان على مواقع التواصل قد يؤدي إلى الاستغناء عن التفاعل مع هذه العلاقات؛ وبالتالي سيزيد شعور الشخص بتقلبات مستمرة في المزاج، إضافةً إلى القلق والاكتئاب.[٥]


التنمر الإلكتروني

يتعرض الكثير من الناس وخاصةً المراهقين إلى التنمر، وتلقي تعليقات سلبية ومسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي.[٥]


التأثير العاطفي على الشخص

فمدمني مواقع التواصل الاجتماعي قد يتعرضون للأكاذيب والشائعات الجارحة، خاصةً كون بعض المواقع التواصل الاجتماعي تعتبر نقاطًا ساخنة لنشر الشائعات؛ وبالتالي تؤثر على الشخص سلبًا وتسبب له ندوبًا عاطفية.[٥]


الرغبة في الانعزال والوحدة

حيث إنه وفقًا لدراسة أُجريت عام 2018 في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة؛ أشارت هذه الدراسة إلى أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها يفاقم شعور المرء بالوحدة، كما أشارت الدراسة إلى أنه مقابل ذلك فإن تقليص ساعات استخدام مثل هذه المواقع يعزز صحة المرء بشكلٍ أكبر، إضافةً إلى تعزيز علاقاته الاجتماعية.[٦]


تراجع النظر

التعرّض بشكلٍ مباشر للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الذكية من الممكن أن يكون ضارًا على العين خاصةً قبل النوم، كما وجد العديد من أطباء العيون بأن ثمة علاقة ما بين فرط استخدام الهواتف الذكية وإعتام عدسة العين.[٧]


خلل في وضعية الجسد

أشارت العديد من الدراسات الحديثة لوجود علاقة ما بين استخدام الهواتف الذكية لمدة تتجاوز الأربع ساعات يوميًا وانحناء الظهر، وآلام الرقبة، والأكتاف المستديرة، إضافةً إلى الصداع؛ إذ إن العضلات والعظام في جسم الإنسان تتخذ الوضعية التي يستمر الجسم عليها لفتراتٍ طويلة، وهذا يُفسّر العلاقة ما بين وضعية الانحناء عند استخدام الهواتف الذكية ووضعية الجسد غير السليمة مع مرور الوقت.[٧]


السمنة

حقيقةً من الممكن أن يتسبب الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي بزيادة خطر الإصابة بالسمنة؛ جرّاء الجلوس لساعاتٍ طويلة.[٨]


اضطرابات في النوم

التحديق لساعات طويلةٍ بالأجهزة الذكية يعكس على شعور الشخص بشكلٍ خدّاع بأنه في مشهدٍ مضاء بإضاءة ساطعة، ما يؤخر إنتاج هرمون الميلاتونين المسوؤل عن النوم.[٧]


يمكنك الاستمتاع بقراءة المزيد عن الإدمان على الألعاب الإلكترونية.


نصائح للحد من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

رغم كون وسائل التواصل الاجتماعي قد تُشعر الشخص بالاستمتاع لدى تصفحها، وعلى الرغم من كونها في بعض الأحيان قد تغيّر من حياة الشخص للأفضل، إلّا أن على الشخص الاعتدال في استخدامها،[٢] ومن الممكن الاستعانة بمثل هذه التغييرات البسيطة لتقليل استخدامها:[٣]

  • تعلم مهارة الاكتفاء من قضاء وقت معين على وسائل التواصل.
  • الحرص على مراقبة وقت الشاشة.
  • إبعاد الأجهزة المستخدمة في الوصول لوسائل التواصل الاجتماعي من غرفة النوم.
  • الاسترخاء قدر الإمكان.

المراجع

  1. ^ أ ب "Social Media Addiction", addiction center, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "What Social Media Does to Your Brain", neuro grow, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "How Social Media Affects Attention Span", Baptist health, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  4. "Social media addiction: Its impact, mediation, and intervention", muni, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Social Media and Mental Health", help guide, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  6. "NO MORE FOMO: LIMITING SOCIAL MEDIA DECREASES LONELINESS AND DEPRESSION", guilford journals, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Effects of Social Media on Physical Health", holistic bonfire, Retrieved 10/9/2021. Edited.
  8. "Effect of Media Use on Adolescent Body Weight", CDC, Retrieved 10/9/2021. Edited.