إن تغيّرات المزاج المرتبطة بتغير الظروف الجوية تعد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، ومن الطبيعي أن يشعر الفرد باكتئاب طفيف مع قدوم فصل الخريف وبرودة الجو- ونادرًا ما يحدث في فصل الصيف -، ولكن في حال زيادة شدة هذا الاكتئاب، وإعاقته لسير حياة الفرد، فإنه يعتبر نوع من أنواع اضطراب الاكتئاب والذي يسمى الاكتئاب الموسمي (SAD).[١]


أسباب الاكتئاب الموسمي

لا يمكن تحديد سبب واحد مباشر للاكتئاب الموسمي، ولكن ترتبط معظم الحالات بقلة التعرّض لأشعة الشمس خلال فصلي الشتاء والخريف، مما يُسبب اكتئاب الشتاء أو اكتئاب الخريف،[٢] وتتضمن الأسباب المحتملة لذلك ما يلي:


تغير الساعة البيولوجية

وهي النظام الداخلي لجسم الإنسان، والذي يستخدم فيه أشعة الشمس لتحديد الوقت من اليوم، وبالتالي ينظم إفراز الهرمونات بناء على هذا التوقيت، وفي حال تغيير هذا النظام، يتغير تبعًا لذلك تراكيز الهرمونات والجسم، والتي تؤثر بدورها في نشاط الإنسان ومزاجه.[٣]


قلة إفراز هرمون السيروتونين

السيروتونين (Serotonin) المعروف أيضًا بهرمون السعادة هو هرمون وناقل عصبي يؤثر على الحالة المزاجية والشهية والنوم، عادًة ما تنخفض مستوياته عند عدم التعرض لأشعة الشمس بشكلٍ كافٍ كما في فصل الشتاء؛ وبالتالي يُمكن أن يؤدي ذلك إلى تغييرات في المزاج، والشعور بالاكتئاب.[٤]


قلة إنتاج فيتامين دال

وذلك بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس، ففيتامين دال يساعد في زيادة هرمون السيروتونين، ونقصانه يؤدي إلى نقص السيروتونين، وبالتالي قد يؤثر ذلك على مزاج الشخص.[٥]


زيادة إفراز الميلاتونين

وهو مادة كيميائية مسؤول عن الشعور بالنعاس وتنظيم النوم، ومع قلة أشعة الشمس يزداد إفراز الميلاتونين (Melatonin) مما يؤدي إلى الشعور بقلة النشاط والنعاس.[٥]


الأفكار السلبية والتوتر

حيث أن معظم المصابين بالاكتئاب الموسمي يحملون أفكارًا سلبية عن فصل الشتاء مما يؤدي بهم إلى القلق وتغير المزاج، وما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإيجاد العلاقة بين هذه الأفكار والإصابة بالاكتئاب الموسمي.[٥]


عوامل خطر الإصابة بالاكتئاب الموسمي

إن وجود بعض العوامل قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب الموسمي، ومن هذه العوامل نذكر:[٦]

  • الجنس الأنثوي:

حيث أن الاكتئاب الموسمي يصيب النساء أكثر من الرجال.

  • صغر السن نسبيَا:

الشباب الأصغر سنًا هم أكثر عرضة للإصابة.

  • الإصابة باضطرابات مزاجية أخرى:

مثل الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب.

  • الإقامة في مناطق بعيدة عن خط الاستواء:

وذلك لقلة التعرض لأشعة الشمس فيها.

  • وجود تاريخ عائلي أو أقرباء مصابين بالاكتئاب الموسمي.


علاج الاكتئاب الموسمي

هناك بعض الإجراءات التي من الممكن اتباعها لتخفيف هبوط المزاج والاكتئاب الناتج عن تغيرات الجو:[٧]

  • التعرض لأشعة الشمس من خلال الوقوف بجانب النافذة، أو ممارسة الأنشطة الخارجية.
  • تناول الأطعمة التي تساعد على تحسين المزاج، ومنها الأطعمة الغنية بفيتامين دال، مثل: السمك، والحليب والألبان المدعّمة.
  • المحافظة على نوم صحي وكافٍ، فهو أساسي لتنظيم الساعة البيولوجية.
  • ممارسة الرياضة والنشاط البدني باختلاف أنوعه، مثل: المشي، والتمارين الهوائية، واليوغا.
  • طلب المساعدة الطبية في حال الحاجة لها، أو عدم الحصول على التحسن المرجو.


توجد خيارات أخرى لعلاج الاكتئاب الموسمي، ومنها:[٨]

  • العلاج بالضوء:

وهو التعرض لنوع مخصص من الضوء الأبيض الاصطناعي، والذي يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية وهرمونات الجسم.

  • العلاج بالأدوية:

وهي أدوية اكتئاب تصرف من قبل الطبيب.

  • العلاج النفسي:

عن طريق التحدث لأخصائي نفسي، حيث يساعد المريض على تغيير نظرته وتحسين علاقاته الاجتماعية.

المراجع

  1. "The Winter Blues or Seasonal Affective Disorder?", bbrfoundation, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  2. "What Is Seasonal Affective Disorder?", verywellmind, Retrieved 3/1/2022. Edited.
  3. "seasonal-affective-disorder-sad", nhs, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  4. "Seasonal affective disorder (SAD)", nhsinform, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت "seasonal-depression", clevelandclinic, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  6. "seasonal-affective-disorder", mayoclinic, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  7. "how-to-beat-the-winter-blues", verywellmind, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  8. "seasonal-affective-disorder", hopkinsmedicine, Retrieved 27/12/2021. Edited.