اكتئاب الشتاء

يشير اكتئاب الشتاء إلى الاكتئاب العاطفي الموسمي الذي يحدث في فترة الشتاء بشكل خاص، حيث يتأثر الدماغ بانخفاض عدد ساعات سطوع الشمس خلال اليوم، مما قد يسبب بعض الأعراض مثل الضيق، أو التوتر، أو القلق، ولكن الإصابة باكتئاب الشتاء أو أي اكتئاب موسمي لا يعني أنّ الشخص مصاب بمرض الاكتئاب النفسي، حيث تتحسن الأعراض تدريجياً مع اعتياد الشخص على التغييرات الموسمية.[١][٢]


متى يحدث؟

يحدث اكتئاب الشتاء عند بعض الأشخاص في بداية الاعتدال الخريفي، وقد يبدأ بعد الانقلاب الشتوي، ولكنّه يبدأ بالتحسّن عند حلول فصل الربيع.[٣]


من يصيب؟

يعدّ اكتئاب الشّتاء شائعاً بين النساء أكثر من الرجال، وينتشر بشكل أكبر بين البالغ أعمارهم 18-30 سنة، رغم أنّه يمكن الإصابة به في أي عمر.[٣]


أعراض اكتئاب الشتاء

تتعدّد أعراض اكتئاب الشّتاء، وتتفاوت في شدتها، حيث يمكن أن تظهر خلال اليوم ولفترات قصيرة، وقد تظهر في أيام متفرقة أو في معظم الأيام، فتؤثّر سلباً في الأنشطة اليومية،[٣] ومن هذه الأعراض نذكر التالي:[٢]

  • الشعور بالحزن أو الانزعاج الدائم والبكاء بسهولة أكثر من قبل.
  • المبالغة في نقد الذات أو الآخرين أو زيادة الحساسية اتجاه النقد.
  • انخفاض الدافع للإنجاز ومواجهة صعوبة في التركيز بما يجب فعله.
  • انخفاض القدرة على الاستمتاع بالنشاطات التي كانت ممتعة سابقاً.
  • زيادة الشهية للكربوهيدرات مما يؤدي لزيادة الوزن.
  • زيادة فترات النوم أو عدم القدرة على النوم.


هل يجب مراجعة الطبيب؟

يعتمد الأمر على شدة الأعراض التي يعاني المصاب منها، حيث إن الأعراض الخفيفة أو العابرة التي لا تعيق حياة الفرد اليومية لا تستدعي علاجاً، أما في حال كانت الأعراض شديدة وبدأت تؤثر سلباً في الحياة اليومية، أو تفاقمت لتصل للتفكير في إنهاء الحياة، فيجب مراجعة الطبيب فورا للحصول على العلاج المناسب.


تشخيص اكتئاب الشتاء

لا بدّ من استشارة الطبيب عند ملاحظة الأعراض السابق ذكرها، خاصة إذا بدأت تؤثر سلباً في حياة المصاب، إذ إنّ الطبيب سيستبعد وجود أمراض أخرى قد تشابه أعراضه، مثل: قصور الغدة الدرقية أو فقر الدم، كما قد يسأل الطبيب عن الحمية الغذائية المتبعة، وأوقات النوم، وتغيّرات سلوك، والأفكار، والحالة المزاجية،[٤] كما يوصي الطبيب بالفحوصات التالي:[٥][٣]

  • فحوصات مخبرية: مثل فحوصات تعداد الدم الكامل (CBC)، أو اختبار الغدّة الدرقية للتأكد من عملها بشكل صحيح.
  • التقييم النفسي: وفيه يسأل الطبيب عن علامات للاكتئاب، ويتضمن هذا تعبئة الشخص لاستبيان عن مدى شدة الأعراض التي يشعر بها المصاب.
  • اختبار الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5): حيث يعتبر هذا الفحص من الأدوات المستخدمة لتشخيص، وتحديد شدة الأمراض النفسية، ومنها الاكتئاب.


أسباب الشعور باكتئاب الشتاء

في الحقيقة لم يكتشف السبب الدقيق لحدوث اكتئاب الشتاء بعد، ولكن معظم التفسيرات تدور حول قلة التعرض لأشعة الشمس التي تحدث في الشتاء، نتيجة قلة ساعات النهار، وهذا قد يؤثر في الأمور التالية:[٦]

  • إنتاج الميلاتونين: حيث يعد هرمون الميلاتونين العامل المساعد على النوم، ويفرزه الدماغ عادة عند حلول الظلام، ويتوقف عن إنتاجه عند التعرض لضوء الشمس، وفي الشتاء ينتج الدماغ الكثير من الميلاتونين بسبب زيادة ساعات الليل، لذلك قد تزداد فترات النوم أو تزداد الحاجة له، وهذا قد يسبب الإزعاج للأشخاص المحبين لفترات النهار الطويلة.
  • إنتاج السيروتونين: حيث يعد السيروتونين من النواقل العصبية التي تعمل على تنظيم الحالة المزاجية، وعند قلة إنتاجه نتيجة انخفاض التعرض لأشعة الشمس في الشتاء فإنّ هذا يؤثر سلبًا في المزاج، والنوم، والشهية، والذاكرة.


علاج اكتئاب الشتاء

عادة ما تتحسن أعراض الاكتئاب دون علاج عند حلول فصل الربيع، حيث إن زيادة التعرض لأشعة الشمس وزيادة ساعات سطوع الشمس يساعد على تحسنها، ولكن هناك بعض الحالات التي تتطلب العلاج، خاصة إذا بدأت الأعراض بالتأثير سلبا في الحياة اليومية للشخص المصاب، ويمكن توضيح العلاجات كالتالي:


العلاج الضوئي

يعدّ العلاج الضوئي العلاج الأساسي لاكتئاب الشّتاء، ويتضمن هذا وقوف الشخص أمام صندوق ضوئي كل صباح للتعرض لضوء اصطناعي ساطع، وبذلك يتم تعويض أشعة الشمس المفقودة خلال فصلي الخريف والشتاء، وقد يساعد هذا على الحد من إفراز الدماغ للميلاتونين، مما يزيد الشعور باليقظة، ويقلل النعاس والحزن، ومن الجدير بالذكر أن الالتزام بالعلاج الضوئي بشكل يومي طوال أشهر الشتاء أساسي للحصول على النتيجة المرغوبة، كما أنّ بدء هذا العلاج قبل ظهور الأعراض في الخريف يمنع اكتئاب الشتاء.[٧][٨]

العلاج النفسي

يتضمن العلاج النفسي العلاج بالكلام أو ما يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وينطوي على مساعدة الشخص على إدارة المواقف والأفكار السلبية التي تزيد من اكتئاب الشتاء، بالإضافة إلى إيجاد طرق مناسبة للتعامل مع التوتر، ويتميز هذا العلاج بأنه مفيد للغاية في حالات اكتئاب الشتاء، ولا ينطوي على أية آثار جانبية.[٧][٥]

فيتامين د

يعاني معظم المصابين باكتئاب الشتاء من نقص فيتامين د نتيجة انخفاض التعرض لأشعة الشمس، وأشارت بعض الدراسات إلى أن تناول المكملات المحتوية على فيتامين د خلال فترة الشتاء يساعد على تخفيف أعراض اكتئاب الشتاء، ومن الممكن عند استخدامه إلى جانب الطرق العلاجية الأخرى أن يزيد من فعاليتها.[٩]


أدوية مضادات الاكتئاب

يوصي الطبيب في بعض الحالات بمضادات الاكتئاب لعلاج اكتئاب الشتاء، ومن هذه الأدوية ما يلي:[١٠][١١]

  • مثبّطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): مثل فلوكسيتين (fluoxetine) ومن أسمائه التجارية (Prozac).
  • بوبروبيون (Bupropion): من أسمائه التجارية (Aplenzin).


العلاج بالزيوت العطرية

وهو ما يتضمّن استخدام الزيوت ذات الروائح المميزة، نظرًا لتأثيرها في منطقة الدماغ المسؤولة عن التحكم في المزاج، وبذلك يمكن تحسين المزاج باستخدام الرائحة المناسبة لكل شخص.[١٢]


تقنيات اتصال العقل والجسم

وهي تقنيات تعمل على مساعدة الشخص على التأقلم مع اكتئاب الشتاء، ومنها التالي:[٥]

  • تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا.
  • التّأمل.
  • العلاج بالموسيقى أو الفن.


الوقاية من اكتئاب الشتاء

عليك باتباع التالي:[١٣]

  • مارس التمارين الرياضية بانتظام لمدة نصف ساعة يوميًّا على الأقل: ومن المستحسن أن يكون هذا في الهواء الطلق وبوجود الشمس.
  • تعرض لأشعة الشمس يومياً في ساعات الصباح المبكرة: فهذا يزيد من إنتاج فيتامين د، والسيروتونين، ويخفض مستويات الميلاتونين.
  • استثمر في إنارة منزلك: حيث يمكنك تركيب لمبات ذات إنارة جيدة، إضافة إلى تبديل الستائر الداكنة بأخرى شفافة أو ذات لون فاتح لزيادة الإضاءة الطبيعية في المنزل صباحاً.
  • التزم بأوقات نوم محددة: حيث إنه يُفضّل أن تنام وتستيقظ بنفس الوقت يوميًّا، مع الحرص على النوم الكافي.
  • التزم بنظام غذائي صحي: فالغذاء الصحي المحتوي على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن يمنحك الطاقة التي تحتاجها، وبالتالي لن تشتهي النشويات والسكر بإفراط في الشتاء.

المراجع

  1. "Winter Darkness, Season Depression", webmd, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Seasonal Affective Disorder", kidshealth, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Seasonal Affective Disorder (SAD)", psychiatry, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  4. "Seasonal affective disorder (SAD)", nhsinform, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Seasonal affective disorder (SAD)", mayoclinic, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  6. "Spring in Chicago Means Improved Mood for Many!", mychicagotherapist, Retrieved 12/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Seasonal Affective Disorder (SAD)", helpguide, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  8. "Seasonal Affective Disorder", medlineplus, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  9. "Seasonal Affective Disorder", nimh.nih, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  10. "Seasonal Depression", clevelandclinic, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  11. "Seasonal Affective Disorder (SAD)", drugaddictionrecoveryy, Retrieved 12/11/2021. Edited.
  12. "12 Ways to Ease Seasonal Depression", everydayhealth, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  13. "Seasonal Depression", clevelandclinic, Retrieved 14/11/2021. Edited.