تعد العمليات الدماغية من العمليات الدقيقة الحساسة، التي نحتاجها لعلاج بعض المشاكل المرضية التي تصيب الدماغ، حيث يقوم الجراح باختيار نوع العملية المناسبة لحالة المريض اعتمادًا على عدة عوامل مختلفة كالمنطقة المصابة، والمشكلة الصحية المراد علاجها.[١]


حج القحف

حيث يقوم الجراح بعمل شقٍ بفروة الرأس في منطقة قريبة لمكان المشكلة، ويقوم الطبيب بإزالة جزء من الجمجمة، وحفظه، ثم يقوم بفصل الطبقة السميكة التي تغطي الدماغ مباشرة وتفصله عن العظام، ويقوم بفتح شقٍ بحذر ليرى الدماغ، من الممكن أن يستخدم الجراح أدوات جراحية مجهرية كالمجهر الجراحي ليكبر المنطقة المصابة، بالإضافة لأجهزة المراقبة.[٢]


يبدأ الجراح بالعملية المطلوبة فمن الممكن أن تكون إزالة ورم في الدماغ، أو علاج تمدد الأوعية الدموية الدماغي، أو صرف الدم، والسوائل من الالتهاب، أو إزالة الأنسجة غير الطبيعية،[١] وعند الانتهاء من العملية يقوم الطبيب بخياطة طبقات الأنسجة معًا، ومن ثم يُعيد جزء الجمجمة المحفوظ مكانه باستخدام صفائح، وخيوط أو أسلاك، ومن الجدير بالذكر أنه في حال وجد الجراح ورمًا أو التهابًا في العظام أو إذا احتاجت الحالة وضع مخفف للضغط لن يقوم الجراح بإرجاع جزء الجمجمة المحفوظ.[٢]


الخزعة

يتم اختيار هذا النوع من العمليات لإزالة جزء صغير من أنسجة الدماغ أو الورم، ليتم فحصها باستخدام المجهر، حيث يقوم الجراح بعمل شقٍ صغير بالرأس، وفتحة صغيرة بالجمجة، حتى يتمكن من إدخال إبرةٍ في الدماغ، وقد يحتاج الجراح تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي لمعرفة مكان الورم، ثم يقوم بأخذ خزعة من الورم مثلًا باستخدام الإبرة، ويقوم بإغلاق الشق، وخياطته عند الانتهاء.[٣]


وبعد العملية يقوم الجراح بمراقبة معدل نبضات القلب، وضغط الدم، والإشارات العصبية، حيث تساعد مراقبتها تقييم وظائف الدماغ، وسيقوم بمراقبة ردة فعل الحدقة تجاه الضوء، وسيراقب ذاكرتك، وسهولة استيقاظك بعد العملية.[٣]


جراحة التنظير الداخلي الأنفي

يتمكن الجراح من خلال جراحة التنظير الداخلي الأنفي إزالة الورم أو الآفة من خلال الأنف أو الجيوب الأنفية، حيث من الممكن أن يصل الجراح لأماكن محددة من الدماغ دون الحاجة لعمل شقٍ، وفتحة في الرأس.[١]


ويقوم الجراح بإدخال المنظار الذي يحتوي على كاميرا، وضوء ليتمكن من رؤية مكان العملية، يمكن اللجوء لهذا النوع عندما يكون الورم على الغدة النخامية، قاعدة الجمجمة، أو على الجزء السفلي من الدماغ.[١]


تنظير الأعصاب

يقوم جراح الأعصاب بإزالة الورم عن طريق فتحة صغيرة بالجمجمة أو عن طريق الأنف أو الفم، حيث يتمكن الجراح من الوصول لأماكن في الدماغ لا يمكن الوصول لها بالجراحة التقليدية، وإزالة الورم دون الحاجة لعمل شقٍ أو أذية أجزاء أخرى من الجمجمة، ومن الممكن اللجوء لها لإزالة أورام الغدة النخامية، أورام المنطقة الصنوبرية، وأورام قاعدة الجمجة.[٤]


ويتم إدخال المنظار للوصول لمكان المشكلة، حيث يمكن للجراح تتبع مسار المنظار من خلال الكاميرا الموجودة عليه، ومن الجدير بالذكر قد يقوم الجراح بإضافة أدوات أخرى على المنظار كإضافة منظار آخر يحتوي على ملقط، ومقص في نهايته لتساعده على إزالة الورم أو أخذ الخزعة.[٤]


التحفيز العميق للدماغ

يتم اللجوء لهذه العملية للأشخاص المصابين بمشاكل الحركة كالمصابين بخلل التوتر، والصرع، ومتلازمة توريت أو لاضطراب الوسواس القهري، حيث يقوم الطبيب بعمل فتحات صغيرة في الجمجمة كما الحال في عملية خزعة الدماغ، وبعد ذلك يتم إدخال أقطاب كهربائية على أنسجة الدماغ، تعمل على إرسال نبضات كهربائية لتنظم النبضات الغير طبيعية، أو لتؤثر على خلايا أو مواد كيميائية معينة داخل الدماغ.[٥]


يقوم الجراح بالتحكم بكمية التحفيز عند التحفيز العميق الدماغي من خلال جهاز شبيه بمنظم ضربات القلب، حيث تكون الأقطاب الكهربائية الموجودة في الدماغ موصولة بهذا الجهاز من خلال أسلاك تحت الجلد.[٥]


ملخص المقال

يوجد هنالك عدة أنواع لعمليات الدماغ، حيث يقوم الجراح المختص باختيار النوع المناسب لحالة المريض بناءً على المنطقة المصابة، والمشكلة الصحية المراد علاجها، ومن هذه الأنواع عملية حج القحف، الخزعة، التنظير الداخلي الأنفي، تنظير الأعصاب، والتحفيز العميق للدماغ.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث brian krans (6/6/2017), "brain surgery", health line, Retrieved 20/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "craniotomy", johns hopkins, Retrieved 27/9/2022. Edited.
  3. ^ أ ب drug.com (5/1/2022), "brain biopsy", drug.com. Edited.
  4. ^ أ ب "minimally invasive neuroendoscopy", johns hopkins, Retrieved 27/9/2022. Edited.
  5. ^ أ ب mayo clinic staff (3/9/2021), "deep brain stimulation", mayoclinic. Edited.