أدرجت منظمة الصحة العالمية (WHO) الإدمان على الجنس ضمن اضطرابات الصّحة العقلية،[١] فما المقصود بالإدمان على الجنس؟ وما هي أعراضه؟


ما هو الإدمان على الجنس؟

يُعرَّف الإدمان على الجنس أو السلوك الجنسي القهري أحيانًا بفرط الرغبة الجنسية، أو اضطراب فرط الرغبة الجنسية، وهو حالة لا يستطيع فيها الفرد السّيطرة على سلوكه الجنسي، كما يفشل في التعامل مع الدّوافع الجنسية الشّديدة، والملحة، والمتكررة لديه، مسببًا شعور المريض بالضّيق لما له من تأثير سلبي في سير الحياة اليومية؛ كقدرة المريض على العمل، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، واستكمال الأنشطة اليومية.[١][٢]


ما هي أعراض الإدمان على الجنس؟

توجد عدّة علامات تشير ما إذا كان الشّخص مدمنًا على الجنس أم لا، فقد تكون هذه الأعراض عاطفية أو جسدية، إذ يمكن توضيح هذه الأعراض على النحو التالي:[١][٣]


الأعراض العاطفية

  • يسبب ضائقةً أو ضعفًا ملحوظًا في المجالات الشّخصية أو الأسرية أو الاجتماعية أو التّعليمية أو المهنية.
  • الشّعور بالذنب، أو العزلة، أو الاكتئاب، أو الغضب والقلق الدائم.
  • الانخراط بسهولة مع أشخاص جنسيين بغضّ النظر عن مدى معرفتهم، وصعوبة التّخلي عن هؤلاء الأشخاص.
  • عدم التحكم في الانفعالات وعدم السّيطرة على العواطف.
  • البقاء في علاقات غير صحيّة، والقفز من علاقةٍ إلى علاقة للتقليل من شعور عدم الاكتمال.


الأعراض الجسدية

تصبح الأنشطة الجنسية المتكررة محورًا رئيسيًا في حياة الشخص لدرجة إهمال الصّحة والعناية الشّخصية.

  • استمرار السلوك الجنسي المتكرر، على الرغم من العواقب السلبية، ومن ضمنها الشّعور بالشلل؛ بسبب الوساوس الجنسية أو العاطفية.
  • الإصابة بالأمراض الجنسية.
  • حصول حمل دون الرغبة بذلك.
  • قلة التركيز والإنتاجية في العمل.
  • العجز الجنسي.


أسباب الإدمان على الجنس

يتطوّر الإدمان على الجنس نتيجة العديد العوامل التي يمكن الإشارة لها بالنّقاط التالية:[٣][٢]


عوامل بيولوجية

  • الجينات: كوجود خللٍ وراثي في السّيطرة على العواطف أو الاندفاع غير المبرر.
  • الهرمونات: تؤثر المستويات المرتفعة من الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون أو الإستروجين في شدّة الرغبة الجنسية.


عوامل نفسية

  • التأثيرات البيئية: فالتعرّض للعوامل البيئية في وقتٍ مبكر من الحياة، مثل سوء المعاملة أو التعرّض للمحتوى الجنسي قد يزيد من احتمالية الإدمان على الجنس.
  • الصحة العقلية: يُساهِم القلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية وضعف التحكّم في الانفعالات، والإصابة بالاضطراب ثنائي القطب في حدوث الإدمان على الجنس.


عوامل اجتماعية

  • رفض العلاقات الاجتماعية السّليمة.
  • العزلة الاجتماعية.
  • مشاهدة البرامج الإباحية.


تشخيص الإدمان على الجنس

لتشخيص الإدمان على الجنس لا بدّ من استمرار الأعراض السّابقة فترةً تتعدّى 6 أشهر، عندئذٍ يجب مراجعة طبيبٍ مختصّ أو أخصائي الصحة العقلية، لتقييم الحالة النّفسية من خلال الإجابة على بعض الأسئلة التي تتمحور حول النّقاط التالية:[٤]

  • الصحة الجسدية والعقلية، والعاطفية بشكل عام.
  • الأفكار، والسلوكيات، والدوافع الجنسية التي يصعُب السّيطرة عليها.
  • استخدام المخدّرات والكحول.
  • الأسرة والعلاقات والوضع الاجتماعي.
  • المشاكل النّاجمة عن السلوك الجنسي.


وبعد الإجابة عن هذه التساؤلات يقوم الطبيب بتشخيص الحالة إمّا أن تكون السلوكيات المُفرطة للإدمان الجنسي دلالةً على وجود الأمراض العضوية الأساسية، أو أنّ السلوك الشّديد أو فرط النشاط هو من أعراض وجود آفة في الدماغ، أو أحد الآثار الجانبية للأدوية أو أحد أعراض شذوذ الغدد الصماء، وبعد إجراء التّشخيص سيتم تحديد طريقة العلاج.[٥]


علاج الإدمان على الجنس

تتضمّن العلاجات الممكنة لإدمان الجنس مزيجًا من المساعدة الذاتية والعلاج النفسي والأدوية في بعض الأحيان، والتي تهدف إلى مساعدة المريض على إدارة الرّغبة الجنسية، وتقليل السّلوكيات المُفرِطة مع الحفاظ على الأنشطة الجنسية الصّحية، ونوضّح أسلوب علاج الإدمان على الجنس بالنقاط التالية:[٦][٧]


العلاج النفسي

يساعد العلاج النفسي على تعلّم كيفية إدارة السّلوك الجنسي القهري، وتتضمن أنواع العلاج النفسي ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يساعد على تحديد المعتقدات والسلوكيات غير الصّحية والسلبية واستبدالها بطرقٍ أكثر فائدة للتكيف.
  • علاج القبول والالتزام: هو شكل من أشكال العلاج السّلوكي المعرفي يؤكّد على قبول الأفكار والحثّ والالتزام باختيار أفعال أكثر اتساقًا مع القيم المهمة.
  • العلاج النفسي الديناميكي: هو علاج يركّز على زيادة الوعي بالأفكار والسلوكيات اللاواعية، وتطوير رؤى جديدة لحل النّزاعات.


العلاج الدوائي

تعمل بعض الأدويةعلى مستوى المواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالأفكار والسلوك القهري، أو تقلل من الرغبة الجنسية، ويعتمد تحديد الدواء على حالات الصّحة العقلية، ومن ضمن هذه الأدوية:

  • مضادات الاكتئاب: تساعد أنواع معينة من مضادات الاكتئاب المستخدمة لعلاج الاكتئاب أو حالات القلق أو اضطراب الوسواس القهري على علاج السلوك الجنسي القهري.
  • نالتريكسون (Naltrexone): يُستخدَم نالتريكسون لعلاج إدمان الكحول والمواد الأفيونية، إذ يمنع الجزء من الدماغ الذي يشعر بالمتعة عن القيام بسلوكيات الإدمان.
  • مثبتات المزاج: تستخدم هذه الأدوية لعلاج الاضطراب ثنائي القطب، وتقلل من رغبة الإدمان على الجنس.
  • مضادات الأندروجين: تقلل الآثار البيولوجية للهرمونات الجنسية لدى الرجال، مما يقلل من الرّغبة الجنسية.


مجموعات المساعدة الذاتية

تعدّ مجموعات المساعدة والدّعم الذّاتية مفيدةً للأشخاص الذين يعانون من السلوك الجنسي القهري، وللتعامل مع بعض المشكلات التي يعاني منها المريض نتيجة ذلك، وتكون هذه المجموعات قائمةً على الإنترنت أو بإجراء اجتماعاتٍ فردية أو كليهما، ولكن هذه المجموعات لا تناسب أذواق الجميع، لذلك يجب استشارة أخصائي الصّحة العقلية لتحديد مجموعة جيدة، أو اللجوء لبديلٍ عنها.[٤]


دواعي مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب في إحدى الحالات التالية:[٦]

  • الشعور بفقدان السّيطرة على السلوك الجنسي.
  • تزايد السلوك الجنسي القهري مع مرور الوقت.
  • تأثير السّلوك الجنسي القهري في الأنشطة والحياة اليومية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "WHO Classifies Compulsive Sexual Behavior as a Mental Health Disorder", everydayhealth, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What to know about compulsive sexual behavior", medicalnewstoday, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Sex Addiction Symptoms, Causes and Effects", psychguides, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Compulsive sexual behavior", mayoclinic, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  5. "Sexual Addiction: Diagnosis and Treatment", psychiatrictimes, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Compulsive sexual behavior", stclair, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  7. "Sex Addiction", patient, Retrieved 2/8/2021. Edited.