بالرغم من أن ضحكات الأطفال عادة ما تكون بريئة وعفوية، إلا أنه في بعض الأحيان قد يلاحظ الأهل أن ضحك الأطفال يبدو غريبًا أو بشكل جنوني لا يمكن إيقافه أو في أوقات غير ملائمة أبدًا.[١]


ويعود السبب وراء مثل هذه النوبات من الضحك إلى أسباب صحية تؤثر على صحة وأداء الدماغ، مسببة حدوث تغيرات في الأداء السلوكي لدى الأطفال.[١]


فما هي أسباب وأعراض الضحك الهستيري عند الأطفال؟ وكيف يمكن علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال:



الضحك الهستيري عند الأطفال: أسبابه وأعراضه

يمكن تعريف الضحك الهستيري بأنه ضحك غير لائق ولا يمكن السيطرة عليه ويتجاوز الاستجابة المتوقعة، وقد يكون عكس المزاج المحسوس تمامًا ويصعب أو يستحيل التحكم فيه، والذي قد يشار إليه بالضحك المرضي.[٢]


يعد اضطراب الضحك بشكل غير مسيطر عليه علامة على وجود مشكلة في المخ أو الجهاز العصبي، إلا أنه يجدر الذكر بأن ليس كل ضحك في وقت غير مناسب هو بسبب وجود مشكلة في الجهاز العصبي، فقد نضحك بالمواقف غير المريحة والتي يوجد فيها الكثير من التوتر والقلق، مثل الضحك عندما نكون في الواقع في غاية الحزن، أي بمعنى آخر الضحك قد يكون وسيلة للمساعدة في استعادة التوازن العاطفي وليس بالضرورة وجود حالة مرضية. [٢]


أسباب الضحك الهستيري عند الأطفال

من أبرز الأسباب الصحية التي تؤدي إلى الضحك الهستيري عند الأطفال ما يأتي:


1. صرع الضحك (Gelastic epilepsy)

وهو من أنواع الصرع نادرة الحدوث والتي قد يعاني منها طفل واحد أو اثنين بالأكثر من كل 1000 طفل مصاب بالصرع، وهو يشمل وجود ورم غالبًا ما يكون من الأورام الحميدة في بعض مناطق الدماغ؛ وهي منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus) والفص الصدغي (Temporal lobes) والفص الجبهي (Frontal lobes).[٣]


2. التأثير البصلي الكاذب (Pseudobulbar Affect)

يعتقد العلماء أن التأثير البصلي الكاذب قد ينتج عن تلف قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة من الدماغ تساعد في التحكم في العواطف،[٤] كما من الممكن أن ينتج عن وجود اضطراب عصبي أو إصابة في الدماغ.[٥]


ومن الحالات المرضية التي تؤثر على الدماغ وقد تؤدي إلى الإصابة بالتأثير البصلي الكاذب عند الأطفال: [٦][٥]


أعراض الضحك الهستيري عند الأطفال

قد يبدأ حدوث نوبات الضحك في أي عمر، ولكنه عادًة ما يكون قبل سن الثالثة أو الرابعة، ويوصف الضحك في هذه الحالة بأنه لا يوجد معنى أو سبب له.[٣][٧]


ومن أعراض الضحك الهستيري عند الأطفال ما يأتي:

  • حدوث الضحك بشكل مفاجئ ومن دون سبب واضح وعادًة ما يكون في غير محله.
  • عند الأطفال الأكبر سنًا قد يشتكي الأطفال من تحذير مسبق، مثل: الشعور بالخوف أو وجود رائحة أو طعم غير طبيعي، إلا أنه في بعض الأحيان قد لا يستطيعون وصف ما يحدث بالضبط.
  • وجود صعوبة في التحكم في شدة أو مدة الضحك.
  • عدم الشعور بالراحة المعتادة بعد الضحك.
  • تعابير الوجه التي لا تتطابق مع المشاعر.[٤]


علاج الضحك الهستيري عند الأطفال

تختلف الطرق المتبعة لعلاج الضحك الهستيري لدى الأطفال باختلاف الحالة المرضية المسببة له، ومن العلاجات المستخدمة ما يأتي:


في حالة نوبات صرع الضحك

من الممكن أن يُستخدم في هذه الحالة عدة طرق للعلاج، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]

  1. العلاج بالأدوية المُضادة للصرع والمستخدمة لعلاج النوبات البؤرية والتي من الممكن أن تكون فعالة في علاج صرع الضحك أيضًا؛ ولكن قد لا تكون فعالة في بعض النوبات.
  2. الجراحة أو العلاج الإشعاعي في حال وجود ورم في منطقة ما تحت المهاد أو الفص الصدغي أو الفص الجبهي، وقد تؤدي الجراحة الناجحة في هؤلاء الأطفال إلى تحسين ليس فقط السيطرة على النوبات، ولكن أيضًا تحسين مشاكلهم السلوكية وقدرتهم على التعلم.


في حالة علاج التأثير البصلي الكاذب

من أبرز العلاجات المستخدمة في حالة التأثير البصلي الكاذب هو ديكستروميتورفان / كوينيدين (Dextromethorphan hydrobromide /Quinidine sulfate)، [٦] حيث أظهرت الدراسات أنه يساعد في السيطرة على نوبات الضحك لدى الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد والتصلب الجانبي الضموري.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "No Laughing Matter: New Surgery Offers Hope to Children With Dangerous Giggling Seizures", ABC News. Edited.
  2. ^ أ ب "What Is Inappropriate Laughter?", Verywell Health. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Gelastic epilepsy", Epilepsy Action. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Pseudobulbar Affect (PBA)", WebMD. Edited.
  5. ^ أ ب is resultant of a,likely to exhibit pseudobulbar affect. "Pseudobulbar Affect (PBA)", Psycom. Edited.
  6. ^ أ ب of Pseudobulbar Affect in Pediatric ALS2_E. Neil.pdf "Effective Treatment of Pseudobulbar affect in Pediatric ALS", Continuing Medical Education (CME) - UT Southwestern. Edited.
  7. "Pseudobulbar Affect (PBA)", C.S. Mott Children's Hospital. Edited.