ما العلاقة بين الرهاب الاجتماعي والسيرتونين؟

ساد الاعتقاد قديمًا أنّ السيرتونين يكون منخفضًا لدى المصابين بحالة القلق الاجتماعي أو ما يُعرف بالرهاب الاجتماعي (Social anxiety disorder)، والصواب أنّ الدراسات الحديثة قد كشفت مؤخرًا أنّ السيرتونين يكون مرتفعًا وليس منخفضًا لدى هؤلاء المصابين، ويجدر العلم أنّه كلما زادت مستويات السيرتونين زاد شعور المصاب بالقلق في المواقف الاجتماعية.[١]


علمًا بأنّ السيرتونين هو ناقل عصبي يتم إنتاجه من الخلايا العصبية في الدماغ، وهو المسؤول عن نقل الرسائل من منطقة إلى أخرى في الدماغ، ويُعتقد أنّ الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي تكون الخلايا العصبية لديهم أكثر نشاطًا، وبالتالي فإنّ مناطق الشعور بالخوف في الدماغ تكون حساسة بشكل مفرط، وبناء على الدراسات الحديثة يُعتقد أنّ السيرتونين يلعب دورًا قويًا في تفسير ذلك.[١]


ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟

لا يُصنف الرهاب الاجتماعي على أنّه خجل، بل هو شعور بخوف مفرط من المواقف الاجتماعي وبصورة تُفقد الشخص ثقته في نفسه، وتتسبب بالتأثير سلبًا في قدرته على ممارسة أنشطته اليومية، وعلى الرغم من اعتبار الشعور بالخوف أو القلق من المواقف الاجتماعي أمرًا طبيعيًا، إلا أنّ حالات الرهاب الاجتماعي تكون غير طبيعية لأنّ القلق يكون مفرطًا ويكون قبل وأثناء وبعد الحدث.[٢]


وفي معظم الأحيان تتمثل أعراض الرهاب الاجتماعي بما يأتي:[٢]

  • القلق أو الخوف من ممارسة الأنشطة اليومية، مثل التحدث على الهاتف، والذهاب للتسوق، والذهاب للعمل، ومقابلة الأغراب، والبدء بالمحادثات عامةً.
  • القلق من التواجد في الأماكن التي يجتمع فيها الكثير من الأشخاص، كالحفلات والمكالمات الجماعية.
  • الخوف من التعرق أو احمرار الوجه أو أن يظهر الشخص غير كفء في المواقف المحرجة.
  • الخوف من القيام بعمل يتطلب من المصاب شرحه أو القيام به أثناء الجمهور؛ إذ يشعر بأنه مراقب ومُنتقد.
  • عدم القدرة على مخاطبة الآخرين مع النظر في أعينهم.
  • أن يُرافق القلق أعراضًا جسدية كالتعرق وزيادة معدل ضربات القلب أو حدوث الخفقان.


ما أسباب الرهاب الاجتماعي؟

لم يُعرف السبب الرئيسي للإصابة بالرهاب الاجتماعي، ولكن يُعتقد أنّ هذه الحالة تنتج بسبب اجتماع مجموعة من العوامل البيئية والجينات في وقت واحد، إضافة إلى تأثير بعض الأحداث السلبية في حياة الشخص في الإصابة بهذا المرض، مثل التنمر والخلافات العائلية، والتعرض للاغتصاب أو التحرش الجنسي، إضافة إلى دور السيتونين كما ذكرنا.[٣]


كما يعد الرهاب الاجتماعي متناقلًا في العائلات، ولكن لم يُعرف حتى الآن فيما إن كان هذا النوع من الاضطرابات موروثًا، فمثلًا بعض الأطفال قد يُعانون من مشكلة الرهاب الاجتماعي بسبب تقليد تصرف اعتاد أحد الأبوين المصاب بالمرض على القيام به، وهنا يمكن القول إنّ العيش في هذه البيئة هو ما سبب الإصابة بالاضطراب وليس لأنّ الجينات لعبت دورًا في ظهور المرض.[٣]


ملخص المقال

من المعتقدات القديمة أنّ السيرتونين يكون منخفضًا لدى المصابين بالرهاب الاجتماعي، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة خلاف ذلك؛ إذ بينت أنّ السيرتونين يكون مرتفعًا لدى المصابين بهذه المشكلة، ويُشار إلى أنّه كلما زاد مستوى السيرتونين زاد شعور الشخص بالقلق والخوف.

المراجع

  1. ^ أ ب "'Feel Good' Brain Chemical and Social Anxiety", medicinenet, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Social anxiety (social phobia)", nhs, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Social Anxiety Disorder", healthline, Retrieved 12/2/2022. Edited.