إن الهلوسة الفكرية يمكن أن تكون مزعجة للغاية للمريض، وعادة ما تحدث نتيجة لوجود سبب محدد، ويمكن للمصاب أن يتلقى العلاج المناسب لها، فما هي أنواع الهلوسة الفكرية؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟ ومتى تجب مراجعة الطبيب بسبب الهلوسة الفكرية؟[١]


ما هي الهلوسة الفكرية؟

الهلوسة الفكرية هي عبارة عن أحاسيس أو تصورات وهمية تحدث للشخص وهو في حالة اليقظة، وتبدو له على أنها حقيقية، إذ يقوم دماغ المصاب بخلق هذه الهلوسات والتي تؤثر في حياة الشخص وسلوكه، ويمكن أن تكون الهلوسات مرتبطة بأحاسيس أو صور أو أحداث من الماضي، وقد لا تكون مرتبطة بأي من تلك التجارب.[٢]


أنواع الهلوسة الفكرية

يمكن تلخيص أنواع الهلوسة الفكرية كما يلي:[٣]

  • الهلوسة السمعيّة: تحدث عندما يسمع الشخص شيئًا غير موجود، مثل: صوت شخص أو صوت الراديو.
  • الهلوسة البصريّة: تحدث عندما يرى الشخص شيئًا غير حقيقي، مثل: شخص آخر أو حيوان.
  • الهلوسة الشميّة: تحدث عندما يشم الشخص شيئًا غير موجود.
  • الهلوسة الذوقيّة: تجعل الشخص يتذوق ويستطعم شيئًا لم يقم بأكله.
  • الهلوسة اللمسيّة: تحدث عندما يشعر الشخص بأن شيئاً ما أو شخصاً ما قام بلمسه.
  • الهلوسة الجسديّة: يمكن أن تؤثر هذه الهلوسة على الجسم كله، مسببة أحاسيس غير واقعية مثل الإحساس بوجود حشرات زاحفة على الجلد.


أسباب الهلوسة الفكرية

لا يقتصر حدوث الهلوسات على الأمراض النفسية فقط، ويمكن بيان أسباب الهلوسة الفكرية وتلخيصها كما يلي:

  • اضطرابات ومشاكل النوم: يعاني بعض الأشخاص من الهلوسة التي يمكن أن يربطها الأطباء باضطرابات النوم وعدم الحصول على عدد ساعات كافٍ من النوم، وتظهر هذه الهلوسة عادة أثناء النوم أو عند الاستيقاظ.[٣]
  • القلق والاكتئاب: قد يعاني المصابون بالقلق والاكتئاب من هلوسة متكرّرة، وعادةً ما تكون هذه الهلوسة قصيرة جدًا، وغالبًا ما تتعلق بالعواطف المحددة التي يشعر بها الشخص.[٣]
  • تناول الأدوية غير المشروعة والكحول: يمكن أن يعاني الأشخاص من الهلوسة أثناء الشعور بالنشوة عند تعاطي المخدرات، مثل: الأمفيتامينات (بالإنجليزية: Amphetamines)، أو الكوكايين، أو مواد مخدرة أخرى مثل: LSD، ويمكن أن تحدث الهلوسة أيضًا أثناء الفترة الانسحابية عند التوقف المفاجئ عن تناول المخدرات والكحول.[٤]
  • مرض الفصام: يعاني ما يقارب 70% من المصابين بالفصام من الهلوسة، وغالبًا ما تكون الهلوسة في هذه الحالة من نوع الهلوسة السمعية التي تشتمل على سماع الأصوات مثل الهمس أو التمتمة.[٥]
  • مرض باركنسون: يعاني مرضى باركنسون من الهلوسات البصرية، حيث يرى ما يقارب نصف الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض أشياءً غير موجودة.[٦]
  • مرض ألزهايمر والخرف: خاصةً في حالة الخرف المصاحب لأجسام ليوي (بالإنجليزيّة: Lewy body dementia)؛ حيث تسبب هذه الأمراض حدوث تغيرات في دماغ الشخص المصاب والتي من شأنها أن تتسبب في الهلوسة، وغالباً ما تحدث الهلوسة في هذه الحالة في مراحل متقدمة من المرض.[٦]
  • الصداع النصفي: يعاني حوالي ثلث المصابين بهذا النوع من الصداع من الهالة (بالإنجليزية: Aura)؛ وهي نوع من الهلوسة البصرية، والتي تبدو عادةً على شكل هلال من الضوء متعدد الألوان.[٦]
  • ورم في الدماغ: يمكن أن يسبب وجود ورم في الدماغ أنواعًا مختلفة من الهلوسة، ويعتمد ذلك على مكان وجود الورم.[٦]
  • الصرع: يمكن لنوبات الصرع المصاحبة لهذا المرض أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالهلوسة، ويعتمد نوع الهلوسة على الجزء من الدماغ الذي تؤثر فيه هذه النوبات.[٦]
  • متلازمة شارل بونيه: وهي حالة يُصاب بها بعض الأشخاص عندما يفقدون الرؤية أو جزءاً منها، مّما قد يتسبب في هلوسات بصرية، تحدث هذه الحالة عند الأشخاص الذين يعانون من الضمور البقعي بسبب العمر، أو ارتفاع في ضغط العين، أو اعتلال الشبكية بسبب مرض السكري؛ حيث يكون النظام البصري لهؤلاء الأشخاص غير قادر على معالجة الصور الجديدة، فيقوم الدماغ بملء الفراغ عبر تشكيل صور جديدة أو استرجاع صور قديمة مخزنة ليراها الشخص.[٧]


تشخيص الهلوسة الفكرية

يقوم الطبيب المختص بأخذ كل المعلومات المتعلقة بالأعراض والتاريخ الطبي وعادات نمط الحياة للمريض، ومن ثمّ يقوم بإجراء فحص جسدي، بالإضافة إلى طلب مجموعة من التحاليل في محاولة لاستبعاد الأسباب الطبية أو العصبية للهلوسة، وقد تشمل الاختبارات التشخيصية على ما يلي:[٨]

  • فحوصات الدم: للتحقق من مستوى بعض المواد أو السموم في الدم.
  • مخطط كهرباء الدماغ: للتحقق من وجود نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، وللتحقق من نوبات الصرع.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: للتحقق من وجود مشاكل في هيكلية الدماغ وتركيبه، مثل وجود ورم في المخ أو سكتة دماغية.


علاج الهلوسة الفكرية

يعتمد علاج الهلوسة الفكرية كليًا على السبب الذي أدى إليها، ويمكن أن تشمل علاجات الهلوسة على ما يلي:[١]

  • اتباع مجموعة من التعليمات والتدابير العامة التي من شأنها أن تقلل فرص حدوث الهلوسات أو تخفف من حدتها، وتتضمن هذه الإجراءات:[١]
  • القدرة على التعامل مع التوتر وضغوطات الحياة.
  • المحافظة على نمط حياة صحية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • المحافظة على النوم جيدًا.
  • إعطاء أدوية معينة يمكن أن تساعد على منع حدوث الهلوسة، خصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من الهلوسة بسبب الأعراض الانسحابية من تناول الأدوية أو الكحول.
  • استراتيجيات نفسية اجتماعية تستخدم للمساعدة على إدارة الهلوسة والتحكم بها، وتتضمن التثقيف وتقديم المشورة اللازمة لمساعدة المريض وعائلته على التعامل مع الهلوسة، وفهم أهمية الالتزام بالأدوية.
  • استخدام الأدوية المضادة للذهان والهلوسة.


متى تجب مراجعة الطبيب بسبب الهلوسة الفكرية؟

يجب على الفور فحص الشخص الذي يبدأ في الهلوسة وينفصل عن الواقع من قبل الطبيب المختص؛ فقد تتحول العديد من الحالات الطبية والعقلية التي تسبب الهلوسة بشكل سريع إلى حالات طارئة، ولا ينبغي ترك الشخص المصاب وحده.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Hallucination Treatments", news-medical, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  2. "Hallucinations", healthgrades, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What to know about hallucinations", medicalnewstoday, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  4. "Hallucinations and hearing voices", nhs, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  5. "Schizophrenia: Hallucinations and Delusions", psycom, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Hallucinations", webmd, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  7. "What Is Charles Bonnet Syndrome?", aao, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  8. "What Are Hallucinations?", verywellmind, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  9. "Hallucinations", medlineplus, Retrieved 16/8/2021. Edited.