بالرّغم من أنّ القلق جزءٌ من روتين الحياة الطّبيعية، إلا أنّ تزايده وتأثيره في الحياة اليومية، سيُشكِّل حالةً مرضية لدى الشخص، والمعروفة باسم القلق المرضي المزمن (Generalized anxiety disorder - GAD)، وهو ما سنتطرّق إليه في المقال.[١]
القلق المرضي المزمن
يُصنَّف القلق المرضي المزمن بأنه حالةٌ طويلة الأمد تستمرّ لأشهر أو حتى سنوات من القلق الزائد حول الأمور الحياتية ودون وجود سببٍ مُحدّدٍ لذلك، إذ يميل الأشخاص المُصابون به إلى التخوّف من وقوع الكوارث على نحوٍ دائم، سواءً فيما يتعلّق بأحد أفراد الأسرة أو العمل أو المدرسة.[١][٢]
أسباب القلق المرضي المزمن
لا يوجد سببٌ واحد مُحدَّد للإصابة باضطراب القلق المرضي المزمن، لكن بالرّغم من ذلك فقد اقترح المختصّون عددًا من العوامل الجينية والبيئية التي قد يكون لها دورٌ في تطوّر المرض، ومن هذه العوامل ما يلي:[٣][٤]
- تاريخٌ عائلي من الإصابة بالقلق.
- نشاطٌ زائد في بعض مناطق الدّماغ، وبالتّحديد المناطق التي تتشارك تنظيم مشاعر وسلوكيات جسم الإنسان.
- خللٌ في موازنة النواقل العصبية، وهما هرمون السيروتونين والنورادرينالين، واللذان يتشاركان في التحكّم بالمزاج وتنظيمه.
- التعرّض خلال الآونة الأخيرة لكثير من المواقف المُثيرة للعصبية والقلق.
- الاستهلاك الزائد للمنتجات المحتوية على الكافيين أو الدخان.
- إساءة معاملة الأطفال أو التنمر.
- الإصابة ببعض الحالات الصّحية، كمشاكل الغدّة الدرقية أو عدم انتظام ضربات القلب.
يُشار إلى أن اضطراب القلق المرضي المزمن هو أكثر انتشارًا بين النساء مقارنةً بما هو عليه عند الرجال.
أعراض القلق المرضي المزمن
يتمثَّل القلق المرضي المزمن الشّعور المستمرّ بالقلق أو الخوف الذي يتداخل مع قدرة الفرد على القيام بالأعمال اليومية، وهو ما يختلف عن القلق الاعتيادي النّاتج عن الإرهاق، إلى جانب ظهور مجموعةٍ من الأعراض والعلامات على المُصاب، وهي:[٥]
- الشّعور بالضيق، والانزعاج والانفعال الدّائم.
- التعب بسهولة.
- صعوبة التّركيز.
- الإصابة بالصّداع وآلام المعدة والعضلات.
- صعوبة السّيطرة على مشاعر القلق، وصعوبة الخلود إلى النوم أو مواصلته.
تشخيص القلق المرضي المزمن
يقوم الطبيب بالأمور التالية لتشخيص القلق المرضي المزمن:[١]
- التحقق من الأعراض بمراجعة التاريخ الطبي للمريض.
- الفحص الجسدي للبحث عن أيّة علاماتٍ مُرتبطة بالقلق.
- تحليل عينة دم أو عينة بول، عندما يشكُ الطبيب بوجود حالةٍ صحية مُسبِّة للقلق.
- استخدام المعايير المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، والذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
علاج القلق المرضي المزمن
يعتمد علاج القلق المرضي المزمن على شدّة الأعراض والحالة الصّحية للشخص، لكن عادةً ما يتمثّل العلاج بالخضوع إلى جلسات العلاج النفسي، والالتزام بالعلاجات الدّوائية المُقرَّرة من الطبيب، إلى جانب مجموعةً من الأساليب والسّلوكيات المنزلية، وهو ما سنتطرّق إليه بالتفصيل كما يلي:[٦]
جلسات العلاج النفسي
يمكن أن يساعد العلاج النفسي على تخطّي بعض الأعراض، وقد يلجأ الخبير خلال هذه الجلسات إلى تطبيق أسلوب العلاج السّلوكي المعرفي (CBT)، فقد يكون لهذا الأسلوب فعاليةً ملحوظة بعد مرور 6 أشهر على العلاج.
العلاجات الدوائية
يوصي الطبيب في بعض الحالات ضرورة الالتزام بالعلاجات الدوائية للمساعدة على تخفيف حدّة أعراض القلق المرضي المزمن، ومن الجدير بالذّكر أنّ ملاحظة نتائج هذه الأدوية سيستغرق فترة زمنية تتراوح بين أسابيع وعدّة أشهر، وبما فيها:
- أدوية الاكتئاب.
- دواء بوسبيرون (Buspirone).
السلوكيات المنزلية
تُساهِم بعض السلوكيات والتدابير المنزلية في السّيطرة على بعض المخاوف، ومن أمثلة ما يمكن القيام به:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
- تقليل الإجهاد والتعرُّض للضغوط.
- ممارسة تقنيات وتمارين الاسترخاء، كاليوغا أو تمارين التأمل.
- تحديد مسببات القلق ومحاولة تجنّبها قدر الإمكان.
- تفادي شرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات، وتقليل استهلاك المنتجات المحتوية على الكافيين.
- وضع جدول نومٍ منتظم لضمان الحصول على 7-9 ساعات نوم كلّ ليلة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Anxiety disorders", www.mayoclinic.org, Retrieved 25/5/2022. Edited.
- ↑ anxiety disorder (or GAD,family, work, or school. "Generalized Anxiety Disorder", www.webmd.com, Retrieved 25/5/2022. Edited.
- ↑ "An Overview of Generalized Anxiety Disorder", www.healthline.com, Retrieved 25/5/2022. Edited.
- ↑ "Overview - Generalised anxiety disorder in adults", www.nhs.uk, Retrieved 25/5/2022. Edited.
- ↑ "Anxiety Disorders", www.nimh.nih.gov, Retrieved 25/5/2022. Edited.
- ↑ "What to know about generalized anxiety disorder", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25/5/2022. Edited.