مرحلة الحمل قد تكون مرحلة مليئة بالمخاوف والضغوطات النفسية التي تصيب المرأة، خاصةً مع المسؤوليات الجديدة التي تنتظرها، والتقلّبات الهرمونية الحاصلة في هذه الفترة، وهذا أمر طبيعي تماماً، لكن إذا تحوّلت هذه المشاعر إلى الحزن والإحباط في أغلب الأوقات، وكانت شديدة تؤثر على حياتها وعلاقاتها، فقد تكون إشارة على الإصابة باكتئاب الحمل، وهنا يجب الاستعانة بالمُساعدة الطبية في أسرع وقت.[١]


متى يبدأ اكتئاب الحمل؟

قد يبدأ اكتئاب الحمل في أي مرحلة، سواء في أول الحمل، أو منتصفه أو آخره، لكن بعض الأبحاث وجدت أن نوبات الاكتئاب تتكرر بشكل أكثر خلال الثلث الأول والأخير من الحمل.[٢]


عادةً تبدأ أعراض اكتئاب الحمل بالتدريج خلال فترة أسابيع، لكن أحياناً قد تظهر فجأةً دون سابق إنذار لأي امرأة، بغض النظر عن خلفيتها أو تاريخها المرضي السابق.[١]


كيف تكون نفسية الحامل خلال الأشهر الأولى؟

معظم النساء الحوامل يشعرن بالسعادة والإثارة في هذه المرحلة نتيجة الخبر السعيد بقدوم طفلٍ جديد في هذه الحياة، لكن قد لا يكون الأمر كذلك عند البعض الآخر، فمع التغيّرات المفاجئة التي تحصل في هذه الفترة، من تغيّرات هرمونية، وجسدية، ونفسية، وحتى مسؤوليات مالية جديدة، من الطبيعي أن تكون مرحلة صعبة نوعاً ما، إلا أنه إذا استمرت أعراض وتقلّبات المزاج المفاجئة لأكثر من أسبوعين، وبدأت تؤثر على حياة المرأة وعلاقتها مع عائلتها أو أصدقائها، فقد يعني هذا الإصابة باكتئاب الحمل، الذي يحتاج علاجاً فورياً لمنع آثاره الخطرة على نفسية المرأة المُصابة.[٣]


ما هي علامات اكتئاب الحمل؟

تشعر المرأة المُصابة باكتئاب الحمل باليأس والإحباط معظم الأوقات، ولا تعد تستمتع بالأمور والأشياء التي كانت تفضّلها في السابق، وأيضاً تُعاني من أعراض الاكتئاب التالية:[٤]

  • تبكي وتشعر بالحزن في أغلب الوقت.
  • تصبح انفعالية وتغضب بسرعة على أبسط الأمور.
  • لا تشعر بالاهتمام بالأشخاص والعالم من حولها.
  • لا ترغب بالأكل كما في السابق، أو العكس أصبحت تأكل أكثر من السابق.
  • لديها مشاكل في النوم.
  • تعتريها أفكار سلبية حول طفلها القادم.
  • تُعاني من مشاكل في التركيز.


متى يختفي اكتئاب الحمل؟

يختلف ذلك من امرأة لأخرى، لكن دون علاج يمكن أن يستمر اكتئاب الحمل عدة أشهر، وقد يتطوّر إلى اكتئاب ما بعد الولادة، لكن مع العلاج (سواء الدعم النفسي أو العلاج الدوائي) 70-80% من الحالات تتحسّن في فترة قصيرة، بينما النسبة المتبقية تتحسّن أعراضها بشكل ملحوظ لكن قد تستمر لديها بعض أعراض الاكتئاب الخفيفة لفترة أشهر أو سنوات، وإجمالاً العلاج المبكّر لاكتئاب الحمل يعني فرص تعافي أفضل.[٥]


علاج اكتئاب الحمل

اكتئاب الحمل البسيط يمكن التعافي منه من خلال الدعم النفسي والعاطفي من قِبل أفراد العائلة والأحباء، لكن إذا كان شديداً، فيجب علاجه إما بالعلاج النفسي، أو العلاج الدوائي، أو كلاهما معاً، فيقرّر الطبيب الخطة العلاجية حسب حالة المرأة المُصابة، وما يراه مُناسباً.[٦]


العلاج النفسي (العلاج بالكلام) من أفضل وأنجح الطرق لعلاج الاكتئاب بكل أنواعه، يتضمن جلسات كلامية مع طبيب نفسي أسبوعياً، للتخلّص من الأفكار السلبية التي تظهر في فترة الحمل، ومحاولة إيجاد حلول لتخطّي هذه الفترة النفسية الصعبة.[٦]


أما العلاج الدوائي للحالات الأشد، فإنه يتضمن أدوية مضادات الاكتئاب التي تُساعد على تخفيف معظم أعراض اكتئاب الحمل، ويختار الطبيب نوع الدواء المُناسب حسب مدى أمانه للحامل.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "Antenatal and postnatal depression"، ouh.nhs، اطّلع عليه بتاريخ 2/10/2022. Edited.
  2. "Depression during pregnancy: You're not alone", mayoclinic, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  3. "Antenatal depression", plunket, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  4. "Depression in pregnancy", nhs, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  5. "Perinatal depression", healthnavigator, Retrieved 2/10/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Depression and pregnancy", pregnancybirthbaby, Retrieved 2/10/2022. Edited.