الفرق بين الفصام والوسواس القهري

نُشر في 26 يناير 2022 ، آخر تحديث 12 مارس 2023

قد يعتقد البعض أن الوسواس القهري والفصام مرضين مُتشابهين، إلا أن هُناك العديد من الفروقات بينهما تتمثل بشكل أساسي في تفكير المُصاب سواء عقلاني أو غير عقلاني، إضافة لجوانب أخرى في الحياة إلى جانب الأعراض الرئيسية التي يُمكن أن تختلف بين المرضين.

الفرق بين الوسواس القهري والانفصام

الفصام مرض نفسي خطير، وتشير الإحصائيات إلى أنّ ما يقارب من 25% من المصابين بالفصام يعانون من أعراض الوسواس القهري، بالرغم أنهما مرضان مستقلان عن بعضهما في السبب والأعراض، ويُمكن توضيح الاختلافات المهمة بينهم كالتالي:^[١]^[٢]

الاختلاف الأكبر بين الاضطرابين هو التفكير العقلاني/ غير العقلاني

حيث يعاني مرضى الوسواس من أفكار قهرية تجبرهم على أداء سلوكيات متكررة، ولكن في أعماقهم يدركون أنهم غير عقلانيين، وهم لا يقتنعون بأفكارهم طوال الوقت، ويدركون عدم عقلانية هذه الأفكار وعدم منطقيتها، ولكن مرضى الفصام ليس لديهم هذا النوع من الاستبصار، بل ويعانون أيضا من هلوسات بصرية، أو سمعية، أو شمية، أو أوهام ملموسة (وهذه الأعراض لا تتواجد في مرضى الوسواس)، ولذلك فهم غير قادرين على التفريق بين ما هو حقيقي وما هو وهمي.

تتأُثر حياة المصابين بالفصام أكثر من حياة المصابين بالوسواس القهري

وفي كثير من الأحيان لا يستطيع مرضى الفصام العيش وحدهم، وذلك بسبب عدم قدرتهم على أداء المهمات اليومية، ويحتاجون إلى مساعدة مستمرة، كما أن مستويات الدوبامين والسيروتونين لدى المصابين بالوسواس تعتبر منخفضة جدا، بينما هي مرتفعة لدى المصابين بالفصام.

إن الوسواس يتميز بالسلوك القهري، يتميز الفصام بالسلوك الاندفاعي

بالإضافة إلى أن المصابين بالوسواس لا يتصرفون دائما بناء على أفكارهم، بينما المصابون بالفصام يعتقدون أن أفكارهم حقيقية ويتصرفون بناء عليها، ومن المرجح أن يؤدي الفصام بالنهاية إلى الدخول للمستشفى أكثر من الوسواس، وذلك بسبب مشكلة انفصالهم عن الواقع.

تشير الدراسات إلى أن المصابين بالفصام على الأغلب يعانون من أعراض الوسواس القهري، ولوحظ أن الأشخاص الذين يصابون بالفصام، تظهر لديهم أعراض سريرية أولية تشبه الوسواس القهري، ويصبح تشخيص الفصام أكثر وضوحا بمرور الوقت، وبسبب هذا التداخل اقترح المختصون تشخيصا مقترحا وهو: اضطراب الوسواس الفصامي، ولكنه لم يدرج بعد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.^[٣]

أعراض الفصام

يعاني مرضى الفصام من مشكلات ترتبط بالتفكير والسلوك والمشاعر، وغالبا تتسم الأعراض بالهلوسات والكلام غير المنظم، وتشمل هذه الأعراض:^[٤]

أوهام وهلوسات

تتضمن الأوهام معتقدات غير واقعية، مثلا قد يعتقد المصاب أن إشارة معينة من شخص ما تعني أنه يحبه، أو يهدده بالقتل، وتتضمن الهلاوس رؤية أو سماع أشياء غير موجودة على أرض الواقع، وتصيب أي حاسة من الحواس، ولكنها في أغلب الحالات هلوسات سمعية.

تفكير وكلام غير منظم

يتم الاستدلال على التفكير غير المنظم من الكلام غير المنظم، حيث يعاني المصاب من مشكلات في التواصل مع الآخرين، ويجيب بطريقة غير مناسبة وغير مرتبطة بالأسئلة، ويجمع كلمات لا تعني شيئا، ولكن المُصاب يعتبرها منطقية ويشعر بالانزعاج في حال لم يفهم المستمع لما يقوله.

سلوك حركي غير منظم

قد يظهر هذا بعدة طرق، من تصرفات طفولية إلى تصرفات عنيفة أو اندفاعية غير متوقعة، إضافة للسلوك العشوائي والذي لا يركز على هدف مُعيّن، لذلك من الصعب القيام بالمهام اليومية، يمكن أن يشمل السلوك مقاومة التعليمات، أو الموقف غير المناسب أو الغريب، أو الافتقار التام للاستجابة، أو الحركة المفرطة وغير الهادفة.

عند الرجال، تبدأ أعراض الفصام عادةً في أوائل العشرينات من العمر، بينما عند النساء تبدأ الأعراض عادةً في أواخر العشرينات، من غير المألوف أن يتم تشخيص مرض انفصام الشخصية لدى الأطفال ونادرًا بالنسبة لمن هم أكبر من 45 عامًا، يمكن أن تختلف الأعراض من حيث النوع والشدة بمرور الوقت، مع فترات من تفاقم الأعراض وتراجعها، أو قد تكون بعض الأعراض موجودة دائمًا.