الذهان التخيلي (Paraphrenia) هو أحد الاضطرابات والمشكلات النفسية الشبيهة بمرض الفصام، وعادة ما يطلق عليه اسم الفصام المتأخر أو الذهان الحاصل في نهاية العمر،[١] ويعود ذلك بسبب تشخيص حالات الذهان التخيلي في مرحلة متقدمة من العمر أي ما بعد عمر 60 عامًا في معظم الحالات، بينما يتم تشخيص الفصام عادة في مرحلة المراهقة أو الشباب،[٢]فما هي أهم أعراض وأسباب وأبرز طرق تشخيص وعلاج الذهاني التخيلي؟
أعراض الذهان التخيلي
عادة ما يشكو المريض من مخاوف نفسية عديدة تتمثل بالهلوسة وبالاعتقادات الخاطئة، إلا أن الذهان التخيلي وبعكس الفصام لا يُحدث تغيرًا كبيرًا في الشخصية، فتكون الشخصية متزنة إلى حد ما،[٣] كما أن قدرات المريض الفكرية كالذاكرة والقدرة على ممارسة العادات اليومية لا تتأثر بشكل كبير أيضًا، وبذلك فإن أبرز أعراض الذهان التخيلي تتضمن الآتي:[٤][٢]
- الاعتقاد والإحساس بالتعرض للاضطهاد والتهديد، إذ يعتقد المصاب دائمًا بأن شخصًا ما يريد أن يلحق به الأذى.
- التوهم والاعتقاد الخاطئ بأن البشر أو الحيوانات لديها القدرة على اختراق حواجز لا تستطيع تجاوزها أو المرور منها في الواقع.
- الهلوسة السمعية والبصرية، برؤية أشياء وسماع محادثات أو أصوات أو فوضى غير موجودة.
- الهلوسة الشمية، بشم روائح عطرية قوية أو روائح مزعجة كريهة غير موجودة أصلًا.
- الهلوسة الحسية، بإحساس المصاب بأن شيئًا قد لمس أو خدش جلده، بالرغم من عدم وجود أي شخص أو أداة سبب ذلك.
أسباب الذهان التخيلي
يمكن أن ينشأ الذهان التخيلي عن عدة أسباب، ومنها الآتي:
العوامل الوراثية
إذ يمكن أن يكون السبب خلف الإصابة بالذهان التخيلي له علاقة بالوراثة والجينات كغيره من الأمراض النفسية.[٣]
العوامل النفسية والاجتماعية
إذ قد تؤثر الوحدة الاجتماعية على كبير السن بتركه لوحده وعدم اختلاطه مع الأهل والأصدقاء، برفع احتمالية خطر الإصابة بصدمة عاطفية تؤثر سلبًا في الدماغ والحالة النفسية مما يرفع ذلك من خطر احتمالية الإصابة بالذهان التخيلي وغيره من الأمراض والمشكلات النفسية.[٢]
الإصابة بالأمراض الجسدية
في بعض الحالات فإن الإصابة بالذهان التخيلي تنتج عن تعرض الدماغ لإصابة أو مرض، ومن الأمراض الجسدية التي ترفع خطر الإصابة بالذهان التخيلي ما يأتي:[١]
- أورام الدماغ.
- السكتة الدماغية.
- إصابات الرأس الخطيرة.
- تلف الأوعية الدموية أو الأعصاب في الدماغ.
- اضطرابات ومشكلات جهاز الغدد الصماء.
- العدوى.
- الصرع الجزئي.
- الزهايمر.
تناول بعض الأدوية
يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية من قبل كبار السن إلى زيادة خطر الإصابة بالذهان التخيلي، ومنها:[١]
- الأدوية المضادة للرعاش.
- الأدوية المضادة للكولين والتي تستخدم في علاج عدة مشكلات كالسلس البولي عند كبار السن.
- الأدوية الستيرويدية مثل حبوب الكورتيزون.
- أدوية حاصرات مستقبلات البيتا المستخدمة لعلاج ضعف عضلة القلب وتسارع النبض وارتفاع ضغط الدم.
عوامل خطر الإصابة بالذهان التخيلي
قد ترتفع نسبة الإصابة بالذهان التخيلي عند بعض كبار السن بسبب توافر عوامل الخطر الآتية:[١]
- أن يكون جنس المريض أنثى.
- الإصابة السابقة بالاضطرابات النفسية.
- العزلة الاجتماعية والعيش وحيدًا.
- المستوى التعليمي المتدني.
- الانفصال عن الزوج أو الزوجة.
- اضطراب الحواس وخاصة حاسة السمع.
تشخيص الذهان التخيلي
يبدأ التشخيص بمعاينة الأعراض النفسية والجسدية عند المصاب لاستبعاد الإصابة بأي من الأمراض الجسدية أو النفسية الأخرى، وفي حال شكوى المريض من أعراض الهلوسة وأفكار الارتياب والخوف من التهديد والمراقبة، مع قدرته على القيام بالعادات اليومية من دون الحاجة للمساعدة، وتمييزه للوقت والأماكن وقدرته على تمييز الأحداث الحالية، فإنه غالبًا ما يشخص بالذهان التخيلي.[٢]
علاج الذهان التخيلي
لحسن الحظ فإن الذهان التخيلي يمكن أن يكون حالة مرضية مؤقتة، ويمكن علاجها بشكل كامل، وتشمل طرق العلاج على الآتي:[٣]
العلاج بالأدوية
يعد العلاج باستخدام الأدوية المضادة للفصام الخيار العلاجي الأول، إذ تساعد على الحد من نوبات وأعراض الذهان التخيلي بشكل جيد، كما تتم إضافة بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق في حال تزامن الذهان التخيلي مع الاكتئاب أو القلق.
العلاج السلوكي المعرفي
في الحالات المتقدمة من المرض فإن الطبيب يلجأ للعلاج السلوكي المعرفي بمحادثة المريض ومحاولة تحديد الأسباب التي قد تكون كمحفز لأعراض المرض كتواجد المصاب في بيئة معينة أو تعامله مع أشخاص معينين.[٢]
ومن جهة أخرى فإن القضاء على عوامل الخطر بقدر الإمكان هو أمر مهم وذلك من خلال تخليص كبير السن من العزلة الاجتماعية ومشاركته في النشاطات المجتمعية والاهتمام به في مراكز رعاية المسنين، والتعاون مع الأهل والأصدقاء لمساعدته على الشفاء من المرض.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث term paraphrenia was previously,hallucinations arising in late life. "Paraphrenia", sciencedirect. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Paraphrenia: Causes, Symptoms And Treatment", netmeds. Edited.
- ^ أ ب ت "Paraphrenia", goodtherapy. Edited.
- ^ أ ب "Paraphrenia", nuh. Edited.