كم يستمر اكتئاب ما بعد الولادة؟

تشعُر بعض النّساء بعد الوِلادة بالعديد من المشاعر المختلطة؛ كالفرح، والخوف، والقلق، والاكتئاب، والبعض منهنّ قد يُعانين من الكآبة النفاسية، والتي تتسبب بتقلبات المزاج، ونوبات البكاء والقلق، وصعوبة النوم، وعادةً ما تحدث في غضون أول يومين إلى ثلاثة أيام بعد الولادة، وقد تستمر لمدة تصل إلى أسبوعين، ولكن من جهةٍ أخرى تعاني بعض الأمهات الجدد من شكل أكثر حدة من الاكتئاب يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum Depression).^[١]

كم يستمر اكتئاب ما بعد الولادة؟

في الحقيقة، لا يوجد أي دليل يوضح المدة التي سيستمر فيها اكتئاب ما بعد الولادة بدون علاج؛ إذ يمكن أن يستمر لأشهر أو أكثر، كما يمكن أن يتحول إلى اضطراب اكتئابي مزمن، لذا فإن اكتئاب ما بعد الولادة ليس أمرًا يمكن الاستخفاف به وتجاهله،^[٢] وبالنسبة لبعض الأمهات الجدد يستمر اكتئاب ما بعد الولادة لديهنّ لفترة أطول تتراوح بالمتوسط بين 3 - 6 أشهر،^[٣] ومن الجدير بالذكر أن مدة اكتئاب ما بعد الولادة قد تعتمد على مدى سرعة تلقي الأم العلاج، وتاريخ صحتها العقلية،^[٤] وبدون علاج يمكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة لأشهر أو حتى سنوات، ومع ذلك يتوفر العلاج الفعّال الذي يمكن أن يساعد الأمهات على إدارة أعراضهنّ ​​وتحسين نوعية حياتهنّ.^[٥]

وعند تشخيص الحالة وعلاجها يمكن أن تتحسن الأعراض بسرعة، وقد أشار أحد الأطباء أن الأم قد تشعر بتحسن في غضون أسابيع من التشخيص، ومع ذلك قد لا يكون هذا هو الحال بالنسبة لجميع الأمهات، ويتطلب علاج الصحة العقلية اتّباع نهج فردي لأن احتياجات كل امرأة مختلفة عن الأُخرى،^[٦] وفي حوالي 50% من النساء اللواتي تلقين رعاية طبية للاكتئاب استمروا في الشعور بالأعراض بعد أكثر من عام من الولادة، ومن بين المصابات اللواتي لم يتلقين علاجًا سريريًا، لا يزال 30% منهنّ يعانين من أعراض الاكتئاب لمدة تصل إلى 3 سنوات بعد الولادة.^[٥]

ظهور أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

يتميز اكتئاب ما بعد الولادة عن غيره بمدة استمراريته وشدة أعراضه، وعادةً ما تبدأ أعراض اكتئاب ما بعد الولادة بالظهور خلال أسبوعين إلى 6 أسابيع بعد الولادة، ومع ذلك يمكن أن يظهر الاضطراب خلال مدة تصل إلى 6 أشهر بعد الولادة، ويجب أن تستمر النساء في الخضوع للفحص اللازم للكشف عن هذا الاضطراب طيلة هذه المدة.^[٤][٧]

عوامل خطر اكتئاب ما بعد الولادة المزمن

هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من فرصة حدوث اكتئاب ما بعد الولادة، كما قد يعني وجود عامل خطر أنه من المهم مراقبة الأعراض بعد الولادة، أو مناقشة الاستراتيجيات الوقائية مع الطبيب أثناء الحمل،^[٤] وفيما يلي ذكرًا لأهم هذه العوامل:^[٥]

• الاكتئاب قبل أو أثناء الحمل.
• وُجود تاريخ شخصي من الإصابة باضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder) أو الاكتئاب.
• وُجود تاريخ عائلي من الإصابة بالاكتئاب أو الاضطرابات العقلية.
• التعرّض لحدث حياة مرهق في وقت قريب من الحمل، كالعنف الأسري، أو الصدمة، أو فقدان الوظيفة، أو المرض.
• عدم الحصول على الدعم اللازم من الزّوج أو الأحباء الآخرين.
• المضاعفات الطبية أثناء الولادة.
• الولادة المبكرة، أو وِلادة طفل يعاني من حالة صحية.
• وُجود تاريخ من الاعتداء الجنسي.
• التوتر والضغط العصبي.
• العلاقة السيئة مع الزّوج.

كيف يساعد العلاج على إدارة الأعراض؟

تشمل الطرق الأكثر شيوعًا لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة ما يلي:^[٨]

• العلاج النفسي: أثناء العلاج تتحدث المصابة إلى أخصائي نفسي، أو أخصائي اجتماعي لتعلّم استراتيجيات خاصة بتغيير الطريقة التي تجعلها تفكر بالاكتئاب، وكيفية التعامل معه.
• العلاجات الطبية: هناك أنواع مختلفة من الأدوية المستخدمة لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، والتي تتطلب جميعها وصفة طبية، والنوع الأكثر شيوعًا هو مضادات الاكتئاب، ويمكن أن تساعد هذه الأدوية على تخفيف أعراض الاكتئاب، علمًا أنه يسمح بتناول بعضها أثناء الرضاعة الطبيعية، وقد تستغرق مضادات الاكتئاب عادةً عدة أسابيع لبدء مفعولها.