يعدّ اضطراب الشخصية الحدية اضطرابًا عقليًا يُؤثّر على الحالة المزاجية للفرد، وسلوكه، وصورته الذاتية، بالإضافة إلى تصرّفات اندفاعية، ومشكلات في العلاقات الاجتماعية، كما قد يتسبّب هذا الاضطراب بحدوث نوبات شديدة من الغضب، والقلق، والاكتئاب، قد تستمر من عدّة ساعات إلى عدّة أيام.[١]
أعراض اضطراب الشخصية الحدّية
يمكن أن يُسبب اضطراب الشخصية الحدية مجموعة واسعة من الأعراض، والتي يمكن تصنيفها ضمن مجالات رئيسية، تشمل ما يأتي:
عدم الاستقرار العاطفي
يُعاني جميع المصابين باضطراب الشخصية الحدية من عدم الاستقرار العاطفي، وتغيّر مستمر في المشاعر على نحو واضح، ويتسبّب بالعديد من الأعراض،[٢] والتي يمكن أن تشمل كلًا ممّا يلي:
- المشاعر السلبية
يعاني المصاب من مجموعة من المشاعر السلبية الشديدة في كثير من الأحيان، مثل: الغضب، والحزن، الخوف الشديد والرعب، والشعور بالذنب.[٢]
- الشعور بالوحدة
يشعر المصاب على نحو دائم بالفراغ، والوحدة طوال الوقت.[٢]
- الأفكار الانتحارية
يميل المصاب للأفكار والسلوكيات الانتحارية وأذية النفس، والتي غالبًا ما تكون نتيجة الخوف من رفض الآخرين.[٣]
- تقلبات في الحالة المزاجية
يصاب المريض بتقلبات مزاجية شديدة تستمر لعدّة ساعات أو عدّة أيام، وتتمثّل في سعادة غامرة، أو ضيق، وشعور بالذنب أو القلق،[٣] فقد يشعر المصاب باضطراب الشخصية الحدية باليأس والرغبة في الانتحار، ثم يشعر بإيجابية بعد بضع ساعات.[٢]
- نوبات الغضب
يعاني المصابين من الغضب الشديد غير المناسب، أو عدم القدرة على السيطرة على الغضب.[١]
- عدم استقرار الصورة الذاتية
عادةً ما تكون صورة المصاب الذاتية غير واضحة أو متغيرة؛ فيشعر بالرضا عن النفس في بعض الحالات، أو كره النفس في أحيان أخرى.[٤]
التشوهات المعرفية والإدراكية
يمكن أن تؤثر أنواع مختلفة من الأفكار على الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، كما موضّح فيما يأتي:
- الأفكار المزعجة
مثل تفكير المصاب تجاه نفسه بأنه شخص فظيع، أو غير مرغوب به.[٢]
- الأفكار السلبية
كأفكار إيذاء النفس أو الآخرين.[٢]
- الانفصال عن الواقع
كالمعتقدات المؤلمة التي لا يمكن لأحد التحدّث عنها، مثل اعتقاد الفرد بأن أفراد العائلة تحاول سرًا قتله،[٢] أو الشعور بالريبة أو عدم الاتصال بالواقع؛ كجنون العظمة أو الأفكار المشبوهة حول دوافع الآخرين.[٤]
التشوهات السلوكية
وتشمل الاضطرابات والتشوهات السلوكية ما يأتي:
- سلوكيات متهورة وخطيرة
مثل إنفاق الأموال دون وعي، وممارسة الجنس غير الآمن، وتعاطي المخدرات، والقيادة المتهورة، والشراهة في الأكل.[١]
- إيذاء النفس المتعمد
ويشمل ذلك جميع المحاولات لإيذاء النفس دون وجود نية انتحارية، مثل الجرح، والحرق.[٤]
- السلوك الانتحاري
بما في ذلك التفكير في الانتحار، أو القيام بإيماءات أو تهديدات انتحارية، أو القيام فعليًا بمحاولة انتحار.[٤]
عدم استقرار العلاقات الاجتماعية
نمط غير مستقر من العلاقات العاطفية؛ كتعظيم شخص بشدّة، وفي اللحظة التالية الاقتناع بأنه شخص مهمل، أو قاسٍ، أو مكروه،[٣] كما يُصاحب ذلك الآتي:
- إقامة علاقات قوية وقصيرة الأمد.[٤]
- شعور المصاب بالخوف المستمر من الفراق، أو تخلّي الآخرين عنه؛ كما في شعوره بالرعب عند تأخّر أحد أفراد أسرته بالوصول إلى المنزل.[٤]
كيف يمكنني تخفيف أعراض اضطراب الشخصية الحدّية؟
تُساعد التدابير الآتية في تخفيف أعراض الاضطراب، وتسهيل عملية المعالجة:[٣]
- قراءة معلومات وزيادة المعرفة حول هذا الاضطراب.
- تسجيل كل ما يُثير الأفكار والمشاعر السلبية، ومحاولة تجنّبه.
- طلب الرعاية الطبية، والالتزام بتعليمات الطبيب المختّص.
- مشاركة العائلة والأصدقاء معلومات عن الاضطراب، وطلب المساعدة والدعم منهم.
- التواصل مع أشخاص يُعانون من نفس الاضطراب، والتعلّم من تجاربهم.
ملخص المقال
يُعاني المصاب باضطراب الشخصية الحدية من مجموعة من الأعراض التي تؤثر على تفكيره ومشاعره ونظرته الذاتية، وبالتالي التأثير على سلوكياته وأفعاله؛ مما يؤثّر على علاقاته بالآخرين، وتجدر الإشارة إلى أنّ المصاب بهذا الاضطراب يحتاج لرعاية خاصة ودعم مستمر للمساعدة في تخفيف الأعراض ومعالجة الحالة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Borderline Personality Disorder", nimh, Retrieved 15/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Symptoms - Borderline personality disorder", nhs, Retrieved 15/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Borderline personality disorder", mayoclinic, Retrieved 15/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Borderline Personality Disorder (BPD)", helpguide, Retrieved 15/1/2022. Edited.
