العلاقة بين الوسواس القهري الفكري والخوف

اضطراب الوسواس القهري هو مرض نفسي يتميز بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها، والتي تقود الفرد إلى القيام بسلوكيات متكررة، حيث تتداخل هذه الوساوس والسلوكيات القهرية مع الأنشطة اليومية وتسبب ضائقة شديدة، وغالبًا ما يتمحور هذا الوسواس حول موضوعات معينة، كالخوف المفرط من التلوث بالجراثيم ولتخفيف هذه المخاوف قد تغسل يديك قسرًا حتى تتألم وتتشقق،^[١]وكثيرًا ما يتم الربط بين الوسواس القهري والخوف فما العلاقة بينهما؟

ما العلاقة بين الوسواس القهري الفكري والخوف؟

تدعم الأدلة وجود علاقة بين الخوف وبين السلوكيات التي غالبًا ما تكون من أعراض اضطراب الوسواس القهري، حيث إن الأشخاص الذين يخشون من فقدان السيطرة ويخافون من الخطر أو يمتلكون أي مخاوف أخرى معينة، هم أكثر عرضة بشكل ملحوظ لإظهار سلوكيات الوسواس القهري.^[٢]

ومع الوقت يتحول هذا الخوف إلى وسواس؛ فمثلًا إذا كنت مصابًا بالوسواس القهري فقد تخشى فقدان السيطرة وإلحاق الضرر بنفسك أو بالآخرين، ونتيجة لذلك، قد تؤدي هذه المخاوف إلى قيامك باتخاذ إجراءات للحفاظ على السلامة وتجنب المؤذيات بشكل مبالغ فيه، خشية أن تقوم بفعل لا إرادي يسبب الأذية لك ولمن حولك.^[٢]

أمثلة على ارتباط الخوف بالوسواس القهري الفكري

توجد العديد من الأمثلة على ارتباط الخوف بالوسواس القهري الفكري، ومنها ما يأتي:^[٣]

• الخوف بشأن إصابتك أو إصابة الآخرين بالمرض مما يُسبب تكرار مراقبتهم للتأكد من أمانهم وسلامتهم.
• الخوف والشك المستمر بأن الشريك غير مخلص دون سبب يدعو إلى ذلك.
• الخوف المستمر من الملوثات والأوساخ، فيصبح التنظيف والتعقيم هوس عند هؤلاء الأشخاص.
• خوف المصاب من أن يفقد السيطرة على نفسه ويُسبب إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين.
• خوف المصاب من أن يفقد بعض الأشياء التي قد يحتاجها أو خوفه من عدم امتلاكها.

كيف يعالج الوسواس القهري المرتبط بالخوف؟

يعتمد علاج الوسواس القهري على شدة المرض، إذ يوصي الطبيب عادةً بفترة علاج قصيرة للوسواس القهري الخفيف نسبيًا، ويتضمن العلاج النفسي والدوائي، أما إذا كان المصاب يعاني من اضطراب الوسواس القهري الشديد، فقد يحتاج إلى فترة علاج أطول، ويشار إلى أن جميع العلاجات المتوفرة فعالة للغاية إلّا أنّها تحتاج وقتًا قبل أن تظهر نتائجها على المصاب،^[٤] وتشمل طرق العلاج الآتي:

العلاج النفسي

والذي يتم عن طريق التعاون مع الطبيب لتقسيم مخاوف المصاب إلى أقسام منفصلة مثل أفكاره، ومشاعره وسلوكياته، كما يساعد المصاب على مواجهة المخاوف والأفكار الوسواسية دون تصحيحها.^[٤]

العلاج الدوائي

إذ يصرف الطبيب للمريض في هذه الحالة أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي قد تساعد في العلاج عن طريق دورها في تغيير توازن المواد الكيميائية في الدماغ وزيادة نسبة السيرتونين في الدماغ.^[٤]

ملخص المقال

يرتبط الخوف ارتباطًا وثيقًا بالوسواس القهري، بمعنى أنه للتغلب على الوسواس القهري عليك التغلب على الخوف، فالهوس والتفكير المفرط أمر مخيف فهو يجعلك تشعر بالخوف وستفعل أي شيء لتتخلص منه، ويمكن السيطرة عليه لفترة قصيرة وبعد ذلك يعود هذا التفكير، فهو يجعلك تعتقد حرفيًا أن أسوأ مخاوفك ستتحقق وأن الطريقة الوحيدة لمنعها هي القيام بتصرفات مكررة تعيق الحياة لذلك يجب اللجوء إلى العلاج ومحاولة السيطرة على هذا الخوف.