العلاقة بين ثنائي القطب والطاقة الإيجابية للمصاب

اضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder)، والذي كان يعرف سابقًا بالاكتئاب الهوسي، هو حالة صحية عقلية تُسبب تقلبات مزاجية شديدة تشمل تحسنًا عاطفيًا ملحوظًا (الهوس أو الهوس الخفيف) أو تراجعًا عاطفيًا (الاكتئاب)،^[١] وعلى الرغم من عدم وجود علاج معين لاضطراب ثنائي القطب، إلا أنّ الأدوية الموصوفة والعلاج النفسي يزيد من استقرار الحالة المزاجية، ويقلل من الحاجة إلى دخول المستشفى،^[٢]فما العلاقة بين ثنائي القطب والطاقة الإيجابية؟

ما العلاقة بين ثنائي القطب والطاقة الإيجابية؟

غالبًا ما يُظهر المصابون بثانئي القطب طاقةً إيجابية أثناء تفاعلهم مع المجتمع، وهذا قد يكون سببه الحساسية الزائدة لديهم لسياق الكلام الإيجابي والميول نحو العاطفة الإيجابية،^[٣]وتبيّن أنّ بعض المصابين يمتلكون ما يسمّى بالسمات الإيجابية لاضطرابات ثنائي القطب؛ كالدافع، والإصرار، والانفتاح، وذلك عند التزامهم بالعلاجات الدوائية الموصوفة من قبل الطبيب.^[٤]

طرق لتحفيز الطاقة الإيجابية لدى مصاب ثنائي القطب

يمكن أن تُساعد الأنشطة المجدولة والروتين الثابت لأسبوع في التخفيف من أعراض ثنائي القطب، والحفاظ على نوبات الهوس والاكتئاب تحت السيطرة، ولا بدّ من اختيار الأنشطة بناءً على شخصية المصاب، وشغَفه بحيث يمكنه الاستمتاع بشكل مستمر أثناء ممارستها،^[٥] ومن هذه الأنشطة ما يأتي:

بدء اليوم بممارسة الرياضة

يمكن أن تحسّن التمارين الرياضية أعراض ثنائي القطب من خلال دورها في كل مما يأتي:^[٦]

• إطلاق مادة الإندروفين:

وهي مادة كيميائية تساعد على تحسين المزاج.

• إطلاق مواد كيميائية أخرى مرتبطة بالمزاج الجيد:

التي تكون منخفضة عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب، مثل الدوبامين والسيروتونين الذي يحسن المزاج.

• دعم نمو الخلايا العصبية في الحصين (Hippocampus):

وهي المنطقة في الدماغ المسؤولة عن تحسين المزاج.

• خفض مستويات الكورتيزول:

,هو هرمون معروف بارتفاعه لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.

القيام بعمل مثمر أو منتج خلال نوبة الهوس

غالبًا ما يشعر المصابون بأنهم نشطون جدًا عندما يكونون في حالة الهوس، ولكن من المهم جدًا توجيه هذه الطاقة الزائدة بشكل مناسب،^[٥] ومن الأمور المقترح القيام بها ما يأتي:^[٧]

• بذل أقصى جهد لاتباع روتين منتظم:

فوجود روتين محدد يقلل من القرارات التي من المحتمل أن تسبب قلقًا عند اتخاذها.

• التفكير الواقعي بشأن ما يمكن القيام به:

إنّ وضع توقعات واقعية حول ما يمكن إنجازه هو الخطوة الأولى لتجنّب لوم الذات فيما بعد.

• تحضير قائمة مهام، والاحتفال بكل مهمة مكتملة:

إذ يُوصى بتنظيم قائمة مهام صغيرة وقابلة للتحقيق بسهولة.

• تخصيص وقت للأشياء التي نستمتع بها:

فإجبار النفس على قضاء وقت بعيد عن العمل، والقيام بأشياء تجدد النشاط يعدّ أمرًا بالغ الأهمية.

إطلاق العنان للإبداع

ففي كثير من الأحيان تستهلك العوامل السلبية؛ كالاكتئاب، والهوس، والقلق المصابين بثنائي القطب؛ فينسون الجانب المشرق من هذا الاضطراب، حيث أجريت العديد من الدراسات عبر العقود عن العلاقة بين ثنائي القطب والإبداع، ولم يتمّ إلى الآن تحديد ما إذا كان جين ثنائي القطب يجعل المصاب به مبدعًا، أو أنّ الإبداع يجعل لدى الشخص فرصة أكبر للإصابة باضطراب المزاج، ولكن هناك علاقة قوية بين الاثنين.^[٨]

وتم الكشف عن العديد من الفنانين والرسامين والكتّاب المصابين بهذا الاضطراب، مثل الرسام الشهير فينسينت فان غوغ والأيقونة الأمريكية كاري فيشر؛ فألهم هذا التشخيص الأطباء النفسيين حول العالم لدراسة هذا الارتباط وتشريحه.^[٨]

ملخص المقال

إنّ المصابين بثنائي القطب عادةً ما يُظهرون الطاقة الإيجابية عند تفاعلهم مع المجتمع، وبالرغم من النصائح الواردة في المقال لا بدّ من الإيضاح بأنها ليست بدائل لطلب الرعاية الصحية العقلية من مختصين نفسيين، إلا أنّها يمكن أن تساعد المصابين على الشعور بالرضا عن أنفسهم، وجعلهم أكثر تعايشًا مع مرضهم.