يمرّ النّاس عادةً بحالات من الشّعور بالوحدة أو الحزن عند المرور بتجربة صعبة، وقد يطول الأمر في بعض الأحيان تبعًا لسبب الحزن، ولكنه غالبًا ما ينتهي بعد فترةٍ ليبدأ الإنسان صفحةً جديدة في حياته، ولكن ماذا لو لم يحصل هذا؟ ماذا لو بقيت مشاعر الحزن لديه، وكانت تتعارض مع عمله أو نومه أو شعوره بالمتعة؟ أو رافقتها حدوث مجموعةٍ من التغيّرات كفقدان أو زيادةٍ في الوزن، أو الشّعور بالتعب وانعدام القيمة، حينها يمكن أن يشخّص المريض بالاكتئاب الشديد، في هذا المقال سنتعرّف على أهم الفروقات بين الحزن والاكتئاب. [١]


أربعة فروقات جوهرية بين الحزن والاكتئاب

يوجد أربعة فروقات جوهريّةٍ بين الحزن والاكتئاب، نذكرهم هنا.


الحزن شعور، أمّا الاكتئاب فهو مرض نفسي

قد يكون الحزن أحد أعراض الاكتئاب ولكنّه ليس الوحيد، فإذا لم يترافق الحزن بأعراضٍ أخرى لا يُمكن أن يسمّى اكتئابًا وإن استمرّ لفتراتٍ طويلة، وفيما يلي نوضّح الفرق بين الحزن كشعور والاكتئاب كمرضٍ نفسي:[٢][٣]

  • الحزن: يمكن أن تؤثّر أحداثٌ معيّنة في الحالة المزاجية للفرد بشكل سلبي فتؤدّي لشعوره بالحزن أو التعاسة، فالحزن هو عاطفة إنسانيّة طبيعية ترتبط بوجود محفّزٍ معيّن مثل الفقد، أو وجود المشاكل المادية أو العائلية، أو فقدان الوظيفة أو وقوع الطلاق، أو الفشل في امتحان ما، ولكن يوجد العديد من الطّرق والحلول لتخفيف مشاعر الحزن هذه كالبكاء أو التحدث مع شخصٍ آخر.
  • الاكتئاب: والذي يُعرف بالاضطراب الاكتئابي الشديد بحسب الجمعية الأمريكية للطب النفسي، فهو مرضٌ طبّيٌ شائعٌ وخطير يصاب به الأفراد بدون تفسير واضح أو كاستجابة بطريقة غير صحيّة لأحداث الحياة المؤلمة، حيث أنّه لا يرتبط بحدث معين فقط، بل يتسبب بشعور الشخص بالحزن على كل شيء تقريبًا، كما يؤثّر سلباً في أحاسيس الفرد وطريقة تفكيره وسلوكه، وغالباً ما يشعر الفرد المصاب بالاكتئاب بأعراضٍ كالخدر، أو اللّوم والعار، أو كراهية الذات.


الحزن يمتدّ لفترة قصيرة على عكس الاكتئاب

عادةً ما يتلاشى شعور الحزن بمرور الوقت، ويعود الشّخص لحياته وأعماله ونشاطاته، أمّا إذا ما استمرّت حالة الحزن لفتراتٍ طويلة يرافقها انقطاعٌ عن الحياة والأعمال والنّشاطات، فقد يكون ذلك علامة على الإصابة بالاكتئاب، حيث يجب على الشّخص زيارة الطبيب في حال استمرار الحزن وزيادة حدته لأكثر من أسبوعين.[٤]


الحزن ردّ فعل على حدثٍ ما، أما الاكتئاب هو حالة المزاج العامة

عادةَ ما يكون الحزن ردُّ فعل طبيعيٍ وصحّي بسبب التعرّض لأمرٍ مؤلم، حيث يأتي على فترات متقلبة بين حين وآخر، وعادةً ما يميل الأفراد الذين يعانون من الحزن إلى قبول المساعدة لتجاوز الأمر، بينما يحدث الاكتئاب غالبًا من غير سببٍ محدّد، فإذا بدأ الاكتئاب بعد وقوع حدثٍ معين، فمن المحتمل أنّه أحد أسباب ظهور الاكتئاب، وليس السبب الوحيد، وبالإضافة لجميع ما ذكرناه فإنّ الاكتئاب والحزن يتشاركان بأعراض تُصيب كليهما بحيثُ يصعب تشخيص حالة المريض، وهما:[٥]

  • حدوث مشاكل في النوم.
  • فقدان الشّهية ونزول الوزن.


الحزن يغيّر المزاج بشكل مؤقت، أما الاكتئاب فيغيّر الحياة بأكملها

يؤدّي الحزن عادةً إلى تغيّر مزاج الشّخص واستمرار التّفكير بالأمور الحزينة والسّلبية، ولكن مع بقاء قدرته على ممارسة يومه بشكلٍ طبيعي، أما عند الاكتئاب، فيُصعب عليه ممارسة نشاطاته الرّوتينيّة بسهولة، كما يؤثّر ذلك بشكلٍ واضح وملحوظ في حياته، وتتضمن الأعراض الشّائعة للاكتئاب ما يلي:[٥][٣]

  • انخفاض الطاقة في معظم الأيام.
  • تغيّرات واضحة على الشهية أو الوزن.
  • الشعور بالذنب وانعدام القيمة معظم الوقت.
  • تراجع الاهتمام بالأنشطة التي اعتاد الفرد الاستمتاع بها.
  • اضطرابات النوم، كعدم القدرة على النوم أو الإفراط فيه.
  • صعوبة التركيز.
  • التفكير بالموت أو الانتحار.


طلب المساعدة الطبية

إذا عانى الفرد من خمسة أو أكثر من الأعراض السّابق ذكرها بشكل يومي تقريباً ولمدة أسبوعين على الأقل، وكانت شدة الأعراض تصل إلى حدّ التأثير في الحياة اليومية، فقد يكون الفرد مصاباً بالاكتئاب، لذلك يجب مراجعة الطبيب للنّظر في الأسباب، وللمساعدة على علاج الأعراض والشعور بتحسن.[١]


تشخيص الاكتئاب

لتشخيص الاكتئاب يستعين الطبيب بمجموعة من الأدوات التشخيصيّة لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من الحزن أو الاكتئاب، ومن هذه الأمور ما يلي:[٦]

  • طرح مجموعة من الأسئلة على المريض.
  • التحدث إلى المريض حول الأعراض الّتي يعاني منها، وسؤاله عن نمط حياته اليومية وعن مشاعره.
  • تعبئة الفرد استبانة تعتمد معايير معيّنة، حيث تستخدم للتحقّق من وجود الأعرض وتقييم شدّة كل عرض.
  • إجراء فحوصات جسدية مثل فحص الدم والبول، للتأكّد إذا ما كان السبب الأساسي الذي أدّى لظهور الحالة هو مشكلة صحية.


الوقاية من الاكتئاب ومنع حدوثه

لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من الاكتئاب، ولكن يمكن للفرد أن يعتني جيداً بنفسه وبصحته الجسدية والنفسية؛ كأن ينتبه لنومه، وطعامه، ويمارس الرياضة بانتظام، وينتظم كذلك في إجراء الفحوصات الطبية، وعدم تأجيل الحصول على المساعدة الطبيّة عند الشعور بالحاجة إليها.[٧]


لقراءة المزيد حول مساعدة مريض الاكتئاب، انقر هنا.

المراجع

  1. ^ أ ب "Depression vs. Sadness", webmd.com, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  2. "The difference between depression and sadness", medicalnewstoday.com, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Depression versus Sadness", bvhealthsystem.org, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  4. "The difference between depression and sadness", medicalnewstoday.com, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "The 5 Fundamental Differences Between Sadness and Depression", mymoodpath.com, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  6. "Diagnosis - Clinical depression", NHS, 11/8/2021. Edited.
  7. "Can You Prevent Depression?", webmd.com, Retrieved 11/8/2021. Edited.