الفرق بين الفصام والاكتئاب

بالرغم من مُصاحبة أعراض الاكتئاب للمُصابين بالفُصام، إلا أن هُناك بعض الفروقات بين مرض الفصام ومرض الاكتئاب، أهمها القدرة على التعبي عن المشاعر، والحالة المزاجية، إضافة لطبيعة الحياة التي يُمكن ان يعيشها كل مُصاب.

الفرق بين الفصام والاكتئاب

يكمن الفرق الأساسي بين الفصام والاكتئاب بأن الفُصام يُصاحبه عادة الهلوسات بأنواعها المُختلفة سواء بصرية، أو سمعية، أو حسِّية، أما الاكتئاب فيتصف بانخفاض المزاج لفترات طويلة وفقدان الأمل، والشعور باليأس بشكل دائم، ويُمكن توضيح الفرق بين الفصام والاكتئاب كالتالي:^[١]

• التعبير عن المشاعر: حيث إن الشخص المصاب بالاكتئاب قادر على التعبير عن مشاعره حتى لو لم يفهمها بشكل جيد، بينما الشخص المصاب بالفصام فإنه غير قادر على التعبير أو فهم مشاعره، ويفتقر إلى تعابير الوجه ولغة الجسد المناسبة
• الحالة المزاجية للشخص: فقد تظهر الهلوسات والأوهام المتفائلة على الشخص المصاب بالفصام، بينما لا يظهر إلا الأفكار السلبية عند الشخص المكتئب، وذلك لأن الفصام لا يتربط بالضرورة بمزاج الشخص.
• طبيعة الحياة: فقد يستطيع المصاب بالاكتئاب أن يعمل ويبني علاقات جيدة وخاصة عندما تتحسن حالة الاكتئاب لديه، بينما المصاب بالفصام غير المعالج يعاني كثيرا من أجل الحفاظ على علاقاته ويواجه صعوبات في العمل وإدارة حياته بشكل عام.

العلاقة ما بين الاكتئاب والفصام

تشير الدراسات إلى أن ما يقارب 25% من المصابين بالفصام تنتطبق عليهم أعراض الاكتئاب، ويمكن أن تحدث أعراض الاكتئاب في جميع مراحل المرض بما في ذلك نوبات الذهان والهلوسات، وتؤدي أعراض الاكتئاب المصاحبة لمرض انفصام الشخصية إلى تفاقم العجز في الأداء النفسي والاجتماعي وزيادة خطر الانتحار، كما أن ما يقرب من 5% -6% من الأفراد المصابين بالفصام يموتون بالانتحار و 20% يحاولون الانتحار، لكن خطر السلوك الانتحاري موجود في جميع الأوقات خلال نوبات الاكتئاب الرئيسية لديهم.^[٢]

وفي الحقيقة إن من المحتمل أن يكون الاكتئاب أحد الدوافع الرئيسية للانتحار لدى الأشخاص المصابين بالفصام، تمامًا كما هو الحال لدى عامة الناس، ويعتقد بعض الخبراء أن الاكتئاب هو في الواقع أهم سبب للانتحار في مرض انفصام الشخصية، ومنتشر أكثر حتى من الهلوسة أو الأوهام، كما تتضمن بعض عوامل الخطر الرئيسية للانتحار في مرض انفصام الشخصية هو الاكتئاب الذهاني.^[٣]

الاكتئاب الذهاني

يحدث الاكتئاب الذهاني لدى مرضى الفصام بنسبة كبيرة، ولكنه يمكن أن يصاب به أيضا لدى مرضى الاكتئاب، ولكن بالرغم من ذلك، هناك أعراض يتميز بها عن الاكتئاب العام، ويلاحظ أن الكثير من الأعراض تشترك مع مرض الفصام، ويعرف الاكتئاب الذهاني بأنه نوع فرعي من الاكتئاب الشديد يحدث عندما يتضمن مرض الاكتئاب الحاد شكلاً من أشكال الذهان، وقد يكون الذهان عبارة عن هلوسات مختلفة، مثل:^[٤][٥]

• الهلوسات السمعية، والتي تتضمن سماع صوت يخبر المريض بأنه ليس جيدًا أو عديم القيمة
• الهلوسات البصرية، حيث يظن المُصاب بأنه يرى أشخاص أو أحداث لم تحدث في الحقيقة على أرض الواقع.
• الهلوسات الحسية والأوهام، وتتضمن الشعور الشديد بعدم القيمة، أو الفشل، أو ارتكاب الخطيئة.

أو أي أعراض أخرى تشمل الانفصال عن الواقع، حيث يصيب الاكتئاب الذهاني واحدًا تقريبًا من بين كل أربعة أشخاص يدخلون المستشفى بسبب الاكتئاب.

الفصام العاطفي

وهو مرض نفسي آخر يتميز بتشخيص الفصام كالمرض الرئيسي إلا أنه يُمكن أن يُصاحبه أعراض الاكتئاب، على عكس الاكتئاب الذهاني الذي يكون التشخيص الأولي اكتئاب ويُصاحبه أعراض الفُصام مثل الهلوسة، وكون أن أعراض هذه الأمراض تتشابه فيما بينها، يصعب عادة التمييز بينهما بسهولة، إلا باتباع نمط الأعراض لفترة مُعينة.^[٦][٧]

هل يُمكن الوقاية من الاكتئاب الذهاني أو الفصام العاطفي؟

للأسف، لا يُمكن الوقاية من الاكتئاب الذهاني أو الفصام العاطفي، إلا أنه يُمكن في حال مُراجعة الطبيب فور ظهور الأعراض وتلقي العلاج مُبكِّراً، يُمكن أن يُساعد هذا على تفادي حدوث المُضاعفات المُرتبطة بالاكتئاب الذُهاني مثل السلوكيات الانتحارية أو العنف تجاه المُحيطين بالمُصاب.^[٦]

علاج الأمراض النفسية التي يُصاحبها أعراض الاكتئاب والفصام

يُمكن للطبيب وصف العلاجات التالية لتخفيف الأعراض والتحكم فيها، إضافة للوقاية من حدوث انتكاسات نفسية تستدعي إدخال للمستشفيات النفسية:^[٦]

• مُضادات الذَُهان: مثل حبوب سيروكويل (Seroquel).
• مُضادات الاكتئاب: مثل حبوب بروزاك (Prozac).
• العلاج المعرفي السلوكي (CBT): والتي تُساعد المُصاب على الاندماج في المجتمع والتغلب على العقبات التي يُمكن أن يُسببها مرض الاكتئاب الذُّهاني.

والتي عادة ما يتم استخدامها على المدى الطويل، مع المتابعة الدورية للمُلاحظة تحسن الحالة أو ظهور أي أعراض تستدعي إجراء تغيير على الدواء المُستخدم أو إدخال للمشفى لتلقي العلاج.