علاج القلق المرضي والخوف الزائد

من الطبيعي أن تشعر بالقلق أو الخوف في بعض الأحيان، فقد تشعر بالقلق أو الخوف في حال واجهت مشكلة في العمل، أو كنت ذاهبًا لمقابلة عمل، أو أجريت اختبارًا أو كان عليك اتخاذ قرار هام، فقد يكون القلق حينها مفيدًا ليساعدك على ملاحظة المواقف وتقييم مدى خطورتها، وبالتالي تركيز انتباهك والمحافظة على سلامتك.^[١]

ولكن عندما يتحول الخوف والقلق الطبيعي إلى قلق مرضي وخوف زائد ويؤثر على قدرتك على ممارسة حياتك الطبيعية، فإنه يحتاج للعلاج وسنركز في هذا المقال على كيفية علاج القلق المرضي والخوف الزائد.^[١]

علاج القلق المرضي والخوف الزائد

يتضمن علاج القلق المرضي والخوف الزائد مزيجًا من العلاج النفسي والعلاج السلوكي والأدوية، إليك أهم طرق علاج القلق المرضي والخوف الزائد فيما يأتي:^[٢]

العلاج بطرق طبيعية

في بعض الأحيان فإنه من الممكن علاج اضطراب القلق المرضي والخوف الزائد في المنزل ولكنه يناسب حالات القلق المرضي والخوف الزائد الخفيفة أو المتوسطة وقد لا يكون فعالًّا لعلاج القلق المرضي والخوف الزائد الشديدين أو اللذين يستمران لفترة طويلة، وتشمل هذه الطرق ما يأتي:

إدارة الضغط النفسي (Stress Management)

يساعد التحكم بالضغط النفسي على تقليل محفزات القلق والخوف، حيث يمكنك القيام بتنظيم المواعيد القادمة وتجميع القوائم لجعل المهمات الشاقة أكثر سهولة، كما قد يساعد أخذ استراحة من الدراسة أو العمل في علاج القلق المرضي والخوف الزائد.

ممارسة تقنيات الاسترخاء

تساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء في تخفيف الأعراض الجسدية والذهنية للقلق والخوف، وتشمل هذه التقنيات: التأمل، وتمارين التنفس العميق، واليوغا.

محاولة استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية

قد يساعدك كتابة قائمة بالأفكار السلبية الناتجة عن القلق والخوف الزائد، وإضافة قائمة أخرى بجانبها تحتوي على أفكار إيجابية في استبدال هذه الأفكار وتكوين صورة ذهنية إيجابية تساعد في مواجهة الخوف والقلق بنجاح.

الحصول على الدعم الاجتماعي

قد يساعدك التحدث مع أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك في تخفيف القلق والخوف لديك، كما قد يساعد الانضمام لمجموعات الدعم في علاج القلق المرضي والخوف الزائد.

ممارسة التمارين الرياضية

بالإضافة لفوائدها الصحية العديدة، تساعد ممارسة التمارين الرياضية في تحسين الصورة الذاتية لديك، حيث إنها تعمل على تحفيز إفراز مواد كيميائية من الدماغ، ممّا يثير مشاعر إيجابية لديك.

العلاج عن طريق الحصول على النُصح والإرشاد النفسي

قد يتم علاج القلق المرضي والخوف الزائد عن طريق تقديم النُصح والإرشاد النفسي، ويشمل ذلك: العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioural therapy)، وجلسات العلاج بالتحدث مع أخصائي نفسي.

العلاج بالأدوية

قد يتم اللجوء لعلاج القلق المرضي والخوف الزائد عن طريق الأدوية، والتي يُذكر أنّها جميعها تتطلب الحصول على وصفة طبية والاستخدام تحت إشراف الطبيب المعالج وتشمل هذه الأدوية ما يأتي:

بنزوديازيبين (Benzodiazepines)

قد يقوم الطبيب بوصف بنزوديازيبين لبعض الأشخاص الذين يعانون من القلق المرضي والخوف الزائد.

مضادات الاكتئاب (Anti depressants)

قد يصف الطبيب بعض مضادات الاكتئاب، مثل: مثبطات امتصاص السيروتونين (Seratonin reuptake inhibitors) التي تتميز بأن لها آثارًا جانبية أقل من مضادات الاكتئاب الأخرى، ولكنها قد تسبب حدوث التوتر والغثيان وانخفاض الرغبة الجنسية عند بدء العلاج.

كما قد يتم استخدام مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclics)، والتي تكون مفيدة لعلاج القلق المرضي والخوف الزائد، ولكنها قد تؤدي لحدوث بعض الآثار الجانبية، مثل: الدوخة، والشعور بالنعاس، وجفاف الفم، وزيادة الوزن.

أدوية أخرى

قد يتم استخدام أدوية أخرى لعلاج القلق المرضي والخوف الزائد، وتشمل هذه الأدوية ما يأتي:

• مثبطات مونوأمين أوكسيديز (Monoamine oxidase inhibitors).
• حاصرات بيتا (Beta-blockers).
• بوسبيرون (Buspirone).

نصائح لتقليل القلق المرضي والخوف الزائد

والآن وبعد أن قدمنا لك معلومات كافية عن علاج القلق المرضي والخوف الزائد، فمن المهم أن تتذكر أن مشاعر القلق والخوف هي جزء من الحياة الطبيعية وأن مواجهتها لا يعني بالضرورة أنك تعاني من اضطراب نفسي، وهنا قد يكون مفيدًا تقديم بعض النصائح.

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في تخفيف مشاعر القلق المرضي والخوف الزائد أو الوقاية منها، والتي تشمل ما يأتي:^[٣][٢]

• قلل من تناول القهوة والشاي والكولا والشوكولاتة.
• احرص على تناول طعام صحي ومتوازن.
• التزم بمواعيد منتظمة للنوم.
• تجنب شرب الكحول أو القنب (Cannabis) والعقاقير الترويحية الأخرى.
• أقلع عن التدخين.

استشر الطبيب قبل استخدام الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية، أو العلاجات العشبية لعلاج القلق المرضي والخوف الزائد، حيث أنها قد تحتوي على بعض المواد الكيميائية التي من الممكن أن تجعل أعراض القلق المرضي والخوف الزائد أكثر سوءًا.^[٢]