يُعدّ الاكتئاب (Depression) وكذلك الرهاب الاجتماعي (Social anxiety disorder) من المشاكل النفسية التي تتطلب المتابعة الصحية والعلاجية، إذ يُعاني المصابون بالاكتئاب من حالات حزن شديدة، بينما يشعر المصابون بالرهاب الاجتماعي من الخوف الشديد الذي يفوق المعدل الطبيعي عند الانخراط مع الآخرين والتعامل معهم،[١]فما العلاقة بينهما؟


ما العلاقة بين الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؟

يُعدّ الاكتئاب والرهاب الاجتماعي من أكثر المشاكل النفسية شيوعًا كما ذكرنا، وقد تبين أنّ نسبة كبيرة من الأشخاص يُعانون من الحالتين في آنٍ واحد، ويُشار إلى أنّ أغلب المصابين بالحالتين معًا عانوا من الرهاب الاجتماعي في البداية ثم أصيبوا بالاكتئاب.[١]


وفيما يأتي تفصيل العلاقة بين هاتين الحالتين النفسيتين:

  • يُواجه المصاب بالرهاب الاجتماعي مشاكل واضحة في تكوين العلاقات والصداقات

وهذا مع الوقت يُفقده عددًا من الفرص، وفي حال ترك الرهاب الاجتماعي دون علاج فإنّه يتسبب بعدد من المشاكل كالاكتئاب والعزلة والوحدة وغيرها.[١]

  • يزيد الرهاب الاجتماعي من خطر الإصابة بالاكتئاب

فقد أثبتت الدراسات وجود علاقة وطيدة بين الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؛ فأغلب المصابين بالرهاب الاجتماعي خاصة الذين لم يتلقوا العلاج الصحيح، هم أكثر عُرضة للمعاناة من الاكتئاب، أو اضطراب الهلع، أو حتى تعاطي الكحول.[٢]

  • يُمكن الإصابة بهما معًا

في حال تشخيص الإصابة بالاكتئاب والرهاب الاجتماعي معًا؛ فإنّ الشخص يميل للمعاناة من أعراض مزمنة وأكثر شدة، مقارنة بالأشخاص المصابين بأحد الاضطرابات دون غيرها.[٢]

  • يزيد الاكتئاب من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي

إنّ الإصابة بالاكتئاب تجعل الشخص أكثر عُرضة للمعاناة من الرهاب الاجتماعي؛ فالشعور بالاكتئاب قد يُسبب ميل الشخص للعُزلة وعدم الاختلاط مع الآخرين وتزيد من حدة أعراض الرهاب الاجتماعي.[١]


ما رأي العلم بالعلاقة بين الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؟

بينت الدراسات أن العلاقة بين الرهاب الاجتماعي والاكتئاب علاقة طردية، فالاكتئاب يزيد من فرصة الإصابة بالرهاب الاجتماعي والعكس صحيح، وذلك بحسب دراسة سريرية نشرتها مجلة (Journal of Family Medicine and Primary Care) عام 2017م.[٣]


كيف يعالج الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؟

تتعدد الخيارات العلاجية المتاحة للاكتئاب والرهاب الاجتماعي، ويعتمد الطبيب على اختيار المناسب للمصاب بحسب حالته، ومن الخيارات المتاحة الآتي:[١]

  • العلاج النفسي:

يقوم مبدأ هذا العلاج على تخليص الفرد من أفكاره السلبية لتحل محلها أفكار إيجابية، وهذا يساعد كثيرًا في علاج الحالتين، وغالبًا ما يبدأ الطبيب في علاج الرهاب الاجتماعي نفسيًا ثم علاج الاكتئاب؛ فعند التخلص من الرهاب الاجتماعي تتحسن حالة الاكتئاب كثيرًا.

  • الأدوية:

توجد الكثير من الأدوية للسيطرة على هاتين الحالتين ومنها مضادات الاكتئاب بأنواعها المختلفة، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).

  • النصائح وتغيير نمط الحياة:

بالامتناع عن شرب الكحول وتعاطي المواد الممنوعة قانونيًا، وممارسة التمارين الرياضية، النوم لساعات كافية، وتناول الغذاء الصحي المتوازن.


ملخص المقال

يعد الاكتئاب والرهاب الاجتماعي إحدى المشاكل النفسية التي يتعرض لها العديد من الأشخاص؛ فقد يؤدي كل منهما إلى الإصابة بالآخر، ووجد أن الكثير من الأشخاص يعانون من كلتا الحالتين في آن واحد، وغالبًا ما يلجأ الطبيب في بداية الأمر إلى علاج الرهاب الاجتماعي نفسيًا الذي بدوره يحسن من نفسية المصاب ويقلل من شعوره بالاكتئاب، كما تتوفر أدوية تخفف من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Social Anxiety and Depression: What to Know If You Have Them Both", healthline, 3/9/2021, Retrieved 4/2/2022.
  2. ^ أ ب "The Link Between Social Anxiety Disorder and Depression", verywellmind, Retrieved 4/2/2022. Edited.
  3. "Association of social anxiety disorder with depression and quality of life among medical undergraduate students", ncbi, Retrieved 4/2/2022. Edited.