يعد اضطراب ثنائي القطب حالةً مرضيةً نفسيةً طويلة الأمد يُصاحبها عدة علامات وأعراض، ومنها نوبات الاكتئاب والهوس الاكتئابي، ولحسن الحظ تتوفر عدة علاجات لهذه الحالة تساهم في التقليل من حدة الأعراض التي يعاني منها المصاب، وغالباً ما تكون مزيجاً بين العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، وتحسين نمط الحياة، وذلك بحسب الحالة، وهو ما سيُعرض في هذا المقال.[١]



كيفية علاج اضطراب ثنائي القطب

يهدف العلاج المستخدم لحالة اضطراب ثنائي القطب للتقليل من حدة الأعراض التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى المحافظة على استقرار الحالة المزاجية له، ما يمكنه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، وفي ما يأتي سنبين الأساليب العلاجية المتّبعة في حالات اضطراب ثنائي القطب.[٢]


العلاج الدوائي

تساهم الأدوية العلاجية بالمحافظة على استقرار مزاج المريض والتحكّم في الأعراض التي يعاني منها، وقد يلجأ الطبيب لتجربة أكثر من نوع من الأدوية، وذلك لاختيار الدواء الذي يحقق النتيجة الأفضل بحسب حالة الشخص،[١] وفيما يأتي سنذكر أبرز الأدوية المستخدمة في علاج حالات اضطراب ثنائي القطب:

  • الأدوية المثبتة للمزاج: تساهم هذه الأدوية في التحسين من الحالة النفسية للمصاب، إضافةً إلى تخفيف نوبات الهوس التي يعاني منها، مثل: دواء ليثوبيد (بالإنجليزية: Lithobid) ودواء ديباكين (بالإنجليزية: Depakine).[٣]
  • الجيل الثاني من مضادات الذهان: تستخدم أدوية الجيل الثاني من مضادات الذهان بشكلٍ شائع في علاج نوبات الهوس الناجمة عن حالات اضطراب ثنائي القطب، مثل : دواء الكيتيابين (بالإنجليزية: quetiapine) ودواء أولانزيبين (بالإنجليزية: olanzepine) ودواء فلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine).[١]
  • مضادات الاكتئاب: يمكن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب للسيطرة على نوبات الاكتئاب الناجمة عن اضطراب ثنائي القطب، وفي الحقيقة يمكن أن تتسبب هذه الأدوية بنوبات من الهوس، ما يستدعي ضرورة استخدام أحد الأدوية المضادة للهوس، مثل: الأدوية المثبتة للمزاج أو مضادات الذهان جنبًا إلى جنب مع أدوية الاكتئاب.[٣]
  • الأدوية المضادة للقلق: تستخدم هذه الأدوية لمدة قصيرة نسبيًا، وذلك لتحسين النوم والتقليل من التوتر، مثل: دواء البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines).[٣]


العلاج النفسي

يستخدم الطبيب النّفسي أو المعالج النّفسي عدة أنواع من العلاج النّفسي للمساهمة في التّقليل من حالة اضطراب ثنائي القطب، حيث يحاول من خلالها معرفة المشاعر السلبية ومحاولة تغييرها، بالإضافة إلى تعليم بعض المهارات والأساليب التي تساعد الشخص على التعامل مع هذه المشاعر،[٤] وفيما يأتي توضيح لهذه الأساليب:[١][٥]

  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى معرفة الأفكار السلبية التي يعاني منها الشخص، وتدريبه على بعض الاستراتيجيات التي تساهم في مواجهة الأفكار السلبية أو التأقلم معها.
  • التّثقيف النّفسي: وهو عبارة عن برنامج علاجي يهدف لمساعدة المريض على تعلّم طرق التحكّم في الحالة المرضية ومعرفة أنماط وأوقات ظهور الأعراض.
  • العلاج الأسري: ويهدف لتثقيف جميع أفراد العائلة، أو شريك الحياة، حول كيفية التّعامل مع المصاب باضطراب ثنائي القطب، ودورهم في المساهمة في التحسين من حالته النفسية.
  • علاج الإيقاع الشخصي المتناسق: يساعد هذا العلاج الشخص على الالتزام بروتين يومي ثابت، تضمن أوقات النوم والاستيقاظ وتناول الوجبات، ما يساعد على تحسين الحالة المزاجية له.[٣]


علاجات أخرى

تساهم عدة علاجات أخرى في معالجة حالة اضطراب ثنائي القطب،[١] ومنها ما يلي:

  • العلاج بالصدمة الكهربائية: يستخدم العلاج بالصدمة الكهربائية غالبًا لعلاج حالة اضطراب ثنائي القطب الحادّة، والتي لم تتجاوب مع العلاجات الأخرى، كما قد يلجأ إليها المرضى الذين يحتاجون للعلاج سريعاً.[٤]
  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: لا تزال تقنية التحفيز المغناطيسي للجمجمة قيد الدراسة لكونها تقنية جديدة، ويستخدم خلالها الموجات المغناطيسيّة لتحفيز الدماغ.[١]
  • المكملات الغذائية: بالرّغم من إظهار بعض التقارير مساهمة المكملات الغذائية في التقليل من حالة اضطراب ثنائي القطب، إلا أن الدراسات التي تدعم ذلك لا تزال غير كافية.[١]


نصائح لعلاج اضطراب ثنائي القطب

إضافةً إلى تلقّي العلاج المناسب بانتظام، تعد العناية بالنّفس المفتاح الرئيسي للسيطرة على حالة اضطراب ثنائي القطب، إذ أن المحافظة على نمط حياة صحي يساهم بالتقليل من نوبات الاكتئاب والهوس، وفيما يلي ذكر لعدة نصائح لعلاج اضطراب ثنائي القطب:[٦]

  • احرص على النوم لعدد ساعات كافي: حيث يساهم النوم المنتظم في استقرار المزاج، لذلك ينصح الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب بضبط أوقات النوم والاستيقاظ.
  • تناول الغذاء الصحي: تؤثّر بعض أنواع الأغذية في الحالة المزاجية للمريض، لذلك يجب استشارة الطبيب حول أنواع الأغذيّة التي تساهم في استقرار المزاج وتحسينه.
  • تجنب التعرض للقلق: قد يساهم التعرّض للقلق في إصابة المريض بنوبة الهوس أو الاكتئاب، لذلك يُنصح بتعلّم كيفية إدارة العوامل التي تسبب القلق والتوتّر بالإضافة إلى ممارسة تقنيات الاسترخاء كالتأمل وتمارين التنفّس بعمق.
  • احرص على تحسين العلاقات الاجتماعية: يجدر بالمريض التحدّث حول إصابته بالاضطراب مع أفراد العائلة والأصدقاء للحصول على الدّعم اللازم.
  • تجنّب شرب الكحول وتعاطي العقاقير المخدرة: وذلك بسبب مساهمة تناول الكحول أو المواد المخدّرة في زيادة أعراض الاضطراب النّفسي.
  • مارس التمارين الرياضية بانتظام: تعود التمارين الرياضية بالعديد من الفوائد على الحالة المزاجية، كما ويمكن أن تقلل من عدد نوبات الاكتئاب والهوس التي قد تُصيب المريض، ويُنصح المريض بممارسة النشاط الرياضي لحوالي 30 دقيقة يومياً.[٧]
  • تأكد من الأدوية التي تستخدمها: استشر طبيبك حول كل الأدوية التي تستخدمها، وقبل استخدام أي دواء جديد، وذلك لتجنب استخدام الأدوية التي تساهم في حدوث نوبات الهوس والاكتئاب، وتجنب استخدام الأدوية التي قد تؤثر في فعالية أدوية علاج اضطراب ثنائي القطب.[٣]
  • سجل مذكراتك: يساهم تسجيل كافة الأعراض والمواقف التي تتعرض لها في تسهيل تتبع الحالة وتقييمها.[١]


ماذا يحدث في حال عدم علاج اضطراب ثنائي القطب

تُصبح حالة اضطراب ثنائي القطب أكثر سوءًا في حال تم تركها دون علاج، مما قد يتسبب بتأخّر الحصول على التشخيص والعلاج المناسبين نتيجةً للتعرّض لمشاكل اجتماعية ومالية، ومن أبرز المخاطر الناجمة عن ترك الحالة دون علاج، نذكر ما يلي:[٨]

  • التفكير في الانتحار: يواجه حوالي 30% من مصابي اضطراب ثنائي القطب الذين لا يخضعون للعلاج خطر التفكير في الانتحار.
  • إدمان المواد الممنوعة: قد يلجأ المرضى لتناول العقاقير المخدّرة أو المواد الكحولية بإفراط في حال عدم تلقّيهم التشخيص والعلاج.
  • فقدان القدرة على العمل: يعد اضطراب ثنائي القطب سادس عاملٍ متسبب بالعجز وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية على مستوى العالم.
  • توتر العلاقات الاجتماعية: قد يقود الاضطراب غير المُعالج إلى تعريض المريض لخسارة العمل أو التعرض لبعض المشاكل العاطفية.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Bipolar Disorder", www.nimh.nih.gov, 01-2020, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  2. Tim Newman (21/7/2020), "What to know about bipolar disorder", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Bipolar disorder", mayoclinic, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب " Bipolar Disorder ", medlineplus, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  5. "Treatment - Bipolar disorder", nhs, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  6. Hedy Marks (26/6/2020), "Staying Healthy With Bipolar Disorder", everydayhealth, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  7. Melinda Smith, M.A, Jeanne Segal, Ph.D, Robert Segal, M.A (09/2020), "Living with Bipolar Disorder", helpguide, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  8. Chris Illiades, MD (26/06/2019), "The Dangers of Untreated Bipolar Disorder", healthgrades, Retrieved 13/6/2021. Edited.