تشير اضطرابات الشخصية بشكلٍ عام إلى أنماط تفكير وسلوك غير مرنة وغير قادرة على التكيف، وعادةً ما تبدأ معظمها في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ، وتؤدّي إلى ضعف في الأداء و/أو ضيق واضطراب داخلي شديد.[١]

اضطراب الشخصية الهستيرية

اضطراب الشخصية الهستيرية (بالإنجليزية: Histrionic Personality Disorder) هو واحد من 10 اضطرابات شخصية محدّدة في النسخة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، وهو حالة نفسية تتميز بنمط من الانفعال الشديد وسلوك البحث عن الاهتمام، والذي يبدأ عادةً في مرحلة البلوغ المبكر ويتجلّى في مواقف معيّنة.[٢]


أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية

يتمتع الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية بمهارات اجتماعية جيدة في الكثير من الحالات؛ ومع ذلك فإنّهم يميلون إلى استخدام هذه المهارات للتلاعب بالآخرين حتى يصبحوا مركز الاهتمام، وذلك نظرًا لأنّ حاجتهم لأن يكونوا في مركز الاهتمام وتقديرهم لذاتهم يعتمد على موافقة الآخرين ولا ينشأ من شعور حقيقي بقيمة الذات،[٣] وقد لا يدرك الأشخاص إصابتهم باضطراب الشخصية الهستيرية لأنّ طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم تبدو طبيعية بالنسبة لهم، وقد يلومون الآخرين على التحديات التي يواجهونها،[٤] وفيما يأتي ذكر لأبرز الأعراض التي قد تظهر على المصاب باضطراب الشخصيّة الهستيريّة:[٥][٣]

  • شعور المصاب بعدم الراحة في حال عدم وجوده في مركز الاهتمام.
  • البحث باستمرار عن القبول لدى الآخرين.
  • تغييرات سريعة في العواطف، والمزاج، والمعتقدات.
  • التصرف بشكلٍ درامي للغاية كما لو كان المصاب يؤدّي مشهدًا أمام جمهور بمشاعر وتعبيرات مبالغ فيها ولكنّها تفتقر للصدق.
  • الاهتمام الشديد بالمظهر الجسدي، وقد يُلاحَظ ارتداء المصاب ملابس استفزازية لجذب الانتباه.
  • إظهار سلوك مُغرٍ أو غزلي بشكلٍ غير لائق بهدف السيطرة على الآخرين أو جذب الانتباه.
  • إظهار المشاعر بشكلٍ مفرط، وكذلك إظهار أعراض الضعف والمرض بشكلٍ مبالغ فيه، وقد يتمّ استخدام تهديدات بالانتحار، أو محاولة الانتحار بحثًا عن الاهتمام والتلاعب بالآخرين.
  • سهولة التأثر بالآخرين.
  • الحساسية الشديدة تجاه النقد أو الرفض.
  • صعوبة الحفاظ على العلاقات، وغالبًا ما تظهر علاقاتهم مع الآخرين بشكلٍ مزيف أو سطحي.
  • عدم التفكير قبل التصرف واتخاذ قرارات متهورة.
  • الأنانية وندرة إبداء الاهتمام بالآخرين.
  • الملل بسهولة من الروتين، وغالبًا ما ينتقل من حدثٍ لآخر دون إنهاء الحدث أو المهمة السابقة.


أسباب اضطراب الشخصيّة الهستيريّة

كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى فإنّ اضطراب الشخصية الهستيرية لا ينتج عن سبب واحد أو محدّد بعينه، بل يعتقد الأطباء النفسيون أنّ معظم الحالات ناتجة عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، وفيما يأتي ذكر لأبرز العوامل التي قد تلعب دوراً في الإصابة باضطراب الشخصيّة الهستيريّة:[٦]

  • التعرّض لصدمة أثناء الطفولة: وهي أحد العوامل التي تلعب دوراً في الإصابة باضطراب الشخصيّة الهستيريّة، حيث من المتوقع أن يتعامل بعض الأطفال مع الصدمات التي تعرّضوا لها من خلال إظهار السلوكيات الشائعة لاضطراب الشخصية الهستيرية، وعادةً ما تشكل هذه السلوكيات طريقة للتكيف مع الصدمات ولكنّها تصبح اضطرابًا كاملاً إذا لم يتم التعامل معها والبدء بعلاجها في وقتٍ مبكر.
  • طريقة التربية: فعلى سبيل المثال قد يكون لأسلوب التربية الذي يفتقر لحدود مناسبة من قبل الوالدين دور في تطوّر اضطراب الشخصيّة الهستيريّة لدى الأبناء، كما ويلعب أسلوب التربية الذي يتسمّ بوجود تناقض فيه أو ميولٍ مفرطةٍ في التساهل دورًا في ذلك، كما وقد يتأثر الأبناء بسمات الاضطراب السلوكية التي قد يُظهرها آباؤهم.
  • العوامل الجينية: فاضطراب الشخصيّة الهستيريّة قد ينتقل عن طريق الجينات، ولذلك فإنّ وجود تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية بما فيها اضطرابات الشخصية أو اضطرابات تعاطي المخدرات يزيد من خطر إصابة الشخص باضطراب الشخصية الهستيرية.


المشاكل المصاحبة لاضطراب الشخصيّة الهستيريّة

تتضمن بعض الاضطرابات النفسية والسلوكية الأخرى التي يتمّ تشخيصها بشكلٍ روتيني لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصيّة الهستيريّة ما يأتي:[٧]


تشخيص اضطراب الشخصيّة الهستيريّة

يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني وجمع المعلومات حول التاريخ المرضي للشخص، وعلى الرغم من عدم وجود فحوصات مخبرية لتشخيص اضطرابات الشخصية إلّا أنّ الطبيب قد يلجأ للقيام بالعديد من الفحوصات لاستبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض، وفي حال عدم إيجاد سبب جسدي للأعراض، فقد يتمّ تحويل المريض إلى الطبيب أو الأخصائي النفسي وغيرهم من المختصين المدربين والمرخصين الذين لديهم أدوات ومقاييس تقييم مصممة خصيصًا لتقييم الأشخاص المصابين باضطراب في الشخصية،[٨] ويعتمد التشخيص على وجود نمط مستمر من الانفعال المفرط والبحث عن الاهتمام بوجود 5 أعراض أو أكثر من الأعراض التي تم توضيحها في النسخة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والمذكورة سابقًا.[٩]


علاج اضطراب الشخصيّة الهستيريّة

لا يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية أنّهم بحاجة إلى العلاج؛ وهذا ما يجعل اتّباع خطة العلاج أمرًا صعبًا، ومع ذلك فقد يطلب المصاب المساعدة بنفسه بسبب الضيق الناتج عن الاكتئاب المصاحب لاضطراب الشخصيّة الهستيريّة، وبشكلٍ عام فإنّ العلاج النفسي هو الحل الأفضل لاضطراب الشخصية الهستيرية، ويكون الهدف منه هو مساعدة الفرد على اكتشاف الدوافع والمخاوف المرتبطة بأفكاره وسلوكه، ومساعدته على تعلم الارتباط بالآخرين بطريقة أكثر إيجابية، وقد يتمّ استخدام الأدوية لعلاج المشاكل المصاحبة للاضطراب، مثل: الاكتئاب والقلق.[١٠]


المراجع

  1. "Histrionic Personality Disorder", psychologytoday, 22-2-2019, Retrieved 19-7-2021. Edited.
  2. Kendra Cherry (17-9-2020), "What Is Histrionic Personality Disorder (HPD)?", verywellmind, Retrieved 19-7-2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Histrionic Personality Disorder", webmd, 27-9-2020, Retrieved 19-7-2021. Edited.
  4. "Histrionic Personality Disorder: Symptoms, Causes, & Treatment Options", talkspace, Retrieved 20-7-2021. Edited.
  5. "Histrionic Personality Disorder", bridgestorecovery, Retrieved 20-7-2021. Edited.
  6. "Histrionic Personality Disorder", clevelandclinic, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  7. Mark Zimmerman (5-2021), "Histrionic Personality Disorder (HPD)", www.msdmanuals.com, Retrieved 20-7-2021. Edited.
  8. "Histrionic Personality Disorder", my.clevelandclinic, 23-1-2018, Retrieved 20-7-2021. Edited.