مرض الفصام الجامودي

يُعد مرض الفصام مرضًا عقليًا نفسيًا خطيرًا؛ فهو يُؤثر على أفكار المصاب وحركاته وسلوكه، ويُمكن أن يُسبب إصابته بالذهان والانفصال عن الواقع المحيط به، ويُقسم الأطباء هذا المرض إلى عدة أنواع، مثل جنون الارتياب أو البارانويا والفصام الجامودي،^[١] وفي هذا المقال سنتعرف على مرض الفصام الجامودي وأعراضه.

ما هو مرض الفصام الجامودي؟

يُعد الفصام الجامودي (Catatonic Schizophrenia) أحد أنواع أو أشكال مرض الفصام، ويُقدّر أنّ 7.6% من المصابين بالفصام يُعانون من أعراض هذه الحالة، والتي تتميز بحدوث تغيرات حركية وسلوكية؛ فالمصاب لا يعود قادرًا على التحكم بحركاته، كما لا يستجيب للتعليمات والمؤثرات.^[١]

ما الأعراض التي تصاحب مرض الفصام الجامودي؟

إنّ العلامة الأساسية للفصام الجامودي هي عدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي،^[٢] على الرغم من قدرته على فعل ذلك جسديًا،^[٣] بالإضافة إلى بقائه على وضعيات ثابتة لمدة طويلة، تصل إلى ساعات وحتى أيام،^[٢]كما يُعاني الفصام من الأعراض الآتية:

• الذهول؛ إذ لا يُوجد أي نشاطٍ نفسي حركي، ولا يتفاعل المصاب مع البيئة المحيطة.^[٤]
• السلبية،^[٥] ويُقصد بذلك أنّ المصاب لا يستجيب للتعليمات أو المحفزات الخارجية.^[٤]
• الصمت؛ فردوده أو استجابته اللفظية محدودة وقليلة جدًا.^[٤]
• القيام بأفعال وسلوكيات غريبة أو خارجة عن المألوف.^[٤]
• القيام بحركات بشكل متكرر ودون أي مبرر.^[٤]
• تقليد حركات وكلام الآخرين.^[٤]
• العصبية المفرطة دون سبب.^[٤]
• الأوهام والهلوسات.^[٦]

لماذا يحدث مرض الفصام الجامودي؟

إنّ السبب الدقيق لظهور أعراض الفصام الجامودي غير معروف بعد، ولكن هناك عدة نظريات تُفسر الإصابة، ومنها:^[٦]

• حدوث خلل في توازن المواد الكيميائية داخل الدماغ:

والذي يؤثر على انتظام نشاط النواقل العصبية كالدوبامين (Dopamine) وجابا (GABA).

• الإصابة ببعض الأمراض النفسية:

على الرغم من أن مرض الفصام الجامودي يُصاحب مرض الفصام، إلا أنه قد يظهر مع أمراض نفسية أخرى مثل اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب.

كما يُعتقد أنّ العوامل الآتية تزيد من خطر الإصابة بمرض الفصام الجامودي:

• إساءة المعاملة:

مثل تعرض الطفل للاعتداء الجسدي أو الجنسي، الأمر الذي يسبب التوتر وتطور هذا الاضطراب.^[٤]

• التعرض للضغط النفسي الشديد:

فالطفل الذي يعاني من ضغوط نفسية شديدة في وقت مبكر من الحياة تزيد فرص الإصابة لديه بالفصام الجامودي.^[٧]

• العوامل الوراثية:

إذ تزيد فرصة الإصابة بالمرض إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا به.^[٧]

• سوء تغذية الجنين خلال مرحلة الحمل:

تزيد فرص الإصابة بالفصام إذا كان الجنين يعاني من سوء التغذية.^[٤]

كيف يتم تشخيص مرض الفصام الجامودي؟

يُعد التقييم النفسي من أهم خطوات تشخيص مرض الفصام الجامودي؛ فقد يسأل الطبيب النفسي المصاب (إن أمكن) عن أفكاره، ومشاعره، وأنماط سلوكه، ويُناقش معه الأعراض، ومدة ظهورها وشدتها.^[٤]

كما قد سيطلب إجراء فحوصاتٍ شاملة؛ لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى التي قد تُسبب أعراضًا مشابهة، ومن الفحوصات التي يطلبها:^[٧]

• الفحص البدني:

يتم فحص طول المصاب ووزنه، بالإضافة إلى معدل ضربات القلب وضغط الدم؛ لاستبعاد أي أمراض أخرى.

• تحاليل مخبرية:

للتحقق من عدم إدمان المصاب على المخدرات أو وظائف الغدة الدرقية مثلًا

• الفحوصات التصويرية:

مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)؛ وذلك للبحث عن أي تشوهات في الدماغ.

• تخطيط لكهرباء الدماغ (EEG):

للتحقق من وظائف المخ.

هل يُمكن علاج مرضى الفصام الجامودي؟

نعم؛ فعلى الرغم من خطورة مرض الفصام الجامودي، إلا أنّه يُعد مرضًا قابلًا للعلاج، خاصة إذا تم تشخيصه بوقت مبكر،^[٦] وتتضمن طرق العلاج الآتي:^[٣]

الأدوية

وتساعد في تخفيف أعراض المرض، حيث قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للقلق والصرع، وذلك إلى جانب العلاج بالصدمات الكهربائية.^[٣]

تحفيز الدماغ

• ويتم عن طريق إما التيارات الكهربائية أو النبضات المغناطيسية كالتالي:^[٣]
• العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT):

يمكن أن يقلل هذا العلاج من الأعراض أو قد يُساعد على التخلص منها تمامًا، وقد يوصي الطبيب بهذا العلاج في حال فشل الأدوية في تخفيف الأعراض وحدها.

• التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS):

يتضمن هذا العلاج إرسال نبضاتٍ مغناطيسية لتنشيط الخلايا العصبية في الدماغ؛ حيث يستهدف مناطق معينة من الدماغ بفعالية أكبر من العلاج بالصدمات الكهربائية، كما أن أعراضه الجانبية أقل.