وفقأ لأحدث الدراسات: ما يشعر به المرء عندما يكون في غيبوبة؟

يكمن الفرق ما بين الغيبوبة والنوم هو بأنَّ الشخص النائم قادر على الاستيقاظ، بينما الشخص في حالة الغيبوبة عاجز عن ذلك، وتختلف الغيبوبة عمّا يُسمى بالموت الدماغي؛ والذي يعني بأن الشخص لا يزال على قيد الحياة ولكنه لا يستطيع الاستجابة للبيئة المحيطة، لذا يتساءل العديد عما إذا كان الشخص واعيًا أثناء إصابته بالغيبوبة؟ وإن كان كذلك فما هو مستوى هذا الوعي؟^[١]

ماذا يشعر الشخص عندما يكون في غيبوبة؟

لا يستطيع الأشخاص المصابون بغيبوبة الاستجابة تماماً، فعند تعرض الدماغ لصدمة شديدة فإنّه يمر بحالة من فقدان القدرة على التفاعل مع الأصوات والضوء والاستجابة للألم، حيث يصف العلماء ذلك بكونه أشبه بالتخدير العام الذي يتم إخضاع المرضى له عند الدخول للعمليات،^[٢] ويجدر بالذكر أنَّ الغيبوبة تحدث جرّاء تضاؤل النشاط الدماغي حتى يصِل لحدود شبه معدومة أو في أحيانٍ أخرى معدومة بالكامل، وبالتالي يعتبر من النادر أن يعطس الشخص، أو يسعل، أو يتواصل مع الآخرين في حال دخوله في غيبوبة، وفي حين أن بعض الأشخاص المصابين بالغيبوبة قادرون على التنفس بمفردهم، إلّا أن الكثير منهم لا يستطيعون ذلك ويحتاجون للخضوع للتنفس الاصطناعي ليتمكنوا من التنفس.^[٣]

هل يمكن للشخص المصاب بغيبوبة سماع الأصوات؟

الإجابة نعم، إذ تعتبر فرصة استمرار دماغ الشخص على معالجة الأحداث من حوله خلال الغيبوبة كبيرة للغاية، إذ إنّ الأشخاص الذين أُصيبوا بغيبوبة يغلقون أعينهم، ولا يمكن لهم رؤية ما يُحيط بهم، وعلى الرغم من ذلك فإنّ آذنهم تستمر بتلقي الأصوات من البيئة المحيطة، مثلاً يستطيعون سماع خطوات شخص يقترب منهم، أو أصوات الأشخاص الذين يتحدثون إليهم، إذ إنّ دماغ الشخص تحت تأثير الغيبوبة لا يزال قادراً على معالجة الأصوات، ولكنهم قد لا يفهمون هذه الأصوات، وغالبًا ما ينسونها بمجرد الاستيقاظ، وهذا لا ينفي حقيقة أن أدمغتهم قادرة على تلقي الأصوات ومعالجتها إلى حدٍ ما.^[٤]

هل يمكن أن يحلم الشخص المصاب بغيبوبة؟

الإجابة لا، ففي الحقيقة لا يوجد حل وسط بين الوعي واللاوعي بالنسبة للدماغ، وتتمثل الدورة اليومية بكونها عملية داخلية مسؤولة عن تنظيم النوم والاستيقاظ في جسم الإنسان، ولهذا السبب فإن فقدان الإحساس يعني أن الأحلام قد لا تحدث، لذا تدور العديد من الشكوك حول إمكانية رؤية أحلام خلال الغيبوبة تبعًا لكونهم يفقدون الإحساس، وعلى الرغم من ذلك هناك بعض الأشخاص يملكون ذكريات وروايات عن أحلام بعد استيقاظهم من الغيبوبة، وحسب التفسيرات فقد يعود سبب ذلك إلى الطريقة التي يُفسّر بها الدماغ المحفزات المختلفة حوله، ولكن ما يزال العلماء لا يملكون المعلومة الكافية بشأن آلية الانتقال من اللاوعي إلى اليقظة بالنسبة لمن استيقظوا من غيبوبة.^[٥]

ما الذي يمكن فعله للأشخاص في الغيبوبة؟

هناك بعض النصائح التي يمكن الاستعانة بها والتي يمكن من خلالها مساعدة الشخص المصاب بالغيبوبة، ومنها ما يلي:^[٣][٦]

• اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة كالإفصاح للشخص المصاب بالغيبوبة عن الذات، والتحدث معه، وإمساك يديه، أو لمس وجهه.
• التحدث مع الشخص المصاب بالغيبوبة عن مواضيع غير رسمية بطريقة طبيعية وعقلانية وكأن الشخص قادر على الرد، كالتحدث عن بعض اليوميات التي تحدث، أو ما يحدث داخل المنزل، أو عن الفريق الرياضي المفضل لديه، أو عن الأماكن والاهتمامات المرتبطة بالشخص، لما لذلك من تأثير إيجابي كبير في تحفيز الحواس لدى الأشخاص في وضع الغيبوبة.
• إحضار باقة من الزهور إلى غرفة الشخص المصاب بالغيبوبة أو رش العطر المفضل في الغرفة.
• مساعدة الكادر التمريضي بشأن القيام ببعض المهمات البسيطة، على سبيل المثال مسح وجه المصاب بالماء.
• حضور عدد قليل فقط من الأقارب وأفراد العائلة ضمن مجموعات عوضًا عن الدخول في مجموعات كبيرة لغرفة الشخص المصاب بالغيبوبة.
• عرض بعض الصور للعائلة والأصدقاء المقربيّن والحيوانات الأليفة للشخص في حالة الغيبوبة، إذ قد يشعره ذلك بالتحسن.
• وضع أشياء يمكن الإحساس بها في أيدي الشخص المُصاب بالغيبوبة، ويُفضّل أن تكون هذه الأشياء ذات أحاسيس لمسية لطيفة وذات أنسجة مميزة، على سبيل المثال الدمى الناعمة، أو الكتب، أو الأوشحة الحريرية.