ما هو الجاثوم؟

يُشار إلى الجاثوم باسم شلل النوم، وهو الحالة التي يفقد فيها الشخص قدرته على الحركة أو التحدّث بشكلٍ صحيح خلال النوم أو فترة اليقظة، ويستمرّ هذا الإحساس لثوانٍ أو حتى دقيقتين، لكنه سيكون مدركًا لجميع ما يحدث من حوله، وهو أمرٌ نادر الحدوث، إلا أنه قد يكون مخيفًا بالنسبة للشخص، فهو لا يعلم ما الذي يحدث معه خلال ذلك.[١][٢]



ما هي أنواع الجاثوم؟

ينتشر استخدام مصطلحين في المراجع الطّبية لتصنيف حالات الجاثوم، وهي:[٣]

  • شلل النوم المنعزل: هو الذي يحدث عندما تكون النوبات مرتبطةً بالتّشخيص الأساسي لحدوث الشلل، وهو اضطرابٌ عصبي يمنع الدماغ من التحكّم بالشّكل الصّحيح في آلية اليقظة، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى شلل النوم.
  • نوبات شلل النوم: يتمثّل بحدوث نوباتٍ متعددة من شلل النوم مع مرور الوقت.


ما هي أسباب شلل النوم؟

يتميّز الجاثوم بالشلل المؤقت في الجسم بعد الاستيقاظ، وهو ما يحدث كجزءٍ طبيعي عند استيقاظ الدماغ من وضعية النوم المتمثّلة بحركة العين السّريعة REM، ولكن الجسم ما زال نائمًا، وهذا ما يجعل الشّخص مُدرِكًا لما حوله، ولكنه لا يستطيع أن يبدي أيّ ردّ فعلٍ جسدي، كما قد يكون شلل النوم مصحوبًا بالهلوسة، فيعتقد المُصاب بشلل النوم أنه يحلم، إذ إنّ شعوره يكون مُشابهًا لشعور الشّخص الذي يحلم، من حيث عدم القدرة على الحركة والثبات في نفس المكان، بالإضافة إلى ذلك فقد يتخيّل الشخص أمورًا غير موجودة في الغرفة مثل التي يراها في أحلامه،[٤] إلى جانب ذلك فقد يترافق شلل النوم مع عددٍ من المشكلات الصّحية والعادات اليومية التي يمكن أن تساهم في حدوثه، وهو ما سيتمّ توضيحه على النحو الآتي:

  • مشكلات واضطرابات النوم، كقلّة النوم، أو الأرق، أو أنماط النوم غير المُنتظمة الذي يكون سببه في العادة هو العمل بنظام الورديات، أو السفر لرحلاتٍ طويلة.[٥][٦]
  • التغفيق، أو النوم القهري وهو حالةٌ مَرَضية طويلة الأمد تجعل الشخص ينام في أوقاتٍ غير مناسبة.[٥]
  • بعض وضعيات النوم، كالنوم على الظهر.[٥]
  • امتلاك تاريخٍ عائلي من حالات حدوث شلل النوم.[٥][٧]
  • بعض الحالات النفسية، مثل الاضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب بعد الصّدمة، أو اضطرابات الهلع.[١]
  • استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل المخصّصة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[١]
  • استعمال المواد المخدّرة.[١]
  • الاستيقاظ المتكرر للذهاب إلى الحمام، أو رؤية الكوابيس المُزعِجة.[٦]
  • المعاناة من التوتر الزّائد، أو التعرّض لأحداثٍ حياتية مؤلمة كفقدان أشخاصٍ عزيزين.[٦]
  • الصّداع النصفي، أو انقطاع النفس الانسدادي خلال النوم.[٧]


من يُصاب بشلل النوم؟

يمكن أن يؤثر شلل النوم في جميع الأشخاص ومن جميع الفئات العمرية، إذ إنه يصيب شخص من بين كل 10 أشخاص على الأقلّ خلال الحياة.[٨][٩]


ما هي علامات وأعراض شلل النوم؟

يتمثّل العَرَض الرئيسي لشلل النوم بالإدراك التامّ لما يحيط بالشخص، مع عدم القدرة على الحركة أو الكلام بشكلٍ مؤقت، وقد يحدث ذلك أثناء النوم أو بعد الاستيقاظ بفترةٍ وجيزة لثوانٍ أو حتى دقائق معدودة،[٥][١٠] إلى جانب ذلك يتميّز شلل النوم بعلاماتٍ وأعراضٍ عديدة هي:[١٠]

  • الاستيقاظ العقلي المُترافِق مع الوعي والإدراك بما يسري من حول الشّخص.
  • عدم القدرة على الكلام خلال مرور النوبة.
  • صعوبة التنفس.
  • الشّعور كما لو أن الموت يقترب.
  • التعرّق.
  • الصّداع، وآلام العضلات.
  • تزايد أهمية الأصوات والأحاسيس والمحفّزات الأخرى البسيطة، والتي يتجاهلها الدماغ عادةً.


دواعي مراجعة الطبيب

لا يحتاج شلل النوم في العادة إلى التّشخيص الطبي، لكن إذا كانت الأعراض مثيرةً للقلق فلا بدّ من مراجعة الطبيب، وهذه الأعراض هي:[١٠][٨]

  • تكرار حدوث شلل النوم بانتظام.
  • المعاناة من القلق أو صعوبة النوم.
  • النوم المُفاجئ، أو الشّعور بالنعاس غير المُعتاد خلال النهار.
  • التغفيق المُفاجئ وعدم السّيطرة على رغبة النوم بغضّ النظر عن الظّروف المُحيطة.
  • الشّعور بالإرهاق الشّديد خلال النهار نتيجة قلّة النوم ليلاً.


تشخيص شلل النوم

يقوم الطبيب بتشخيص شلل النوم حسب الخطوات التالية التي سيطلب بعضها تعاون المريض معه، وهي:[٨]

  • وصف الأعراض التي يعاني منها.
  • الاحتفاظ بمفكرة خاصّة للنوم، يتمّ فيها تسجيل أيّة اضطراباتٍ حتى بضعة أسابيع.
  • مراجعة التاريخ الصّحي الخاصّ بالشخص.
  • إجراء دراسةٍ للنوم والقيلولة، للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى في النوم.


كيف يتمّ علاج شلل النوم؟

يحدث شلل النوم المتكرر بشكلٍ نادر لدى الأشخاص، لذلك فقليلاً منهم سيكون بحاجةٍ إلى العلاج، والذي يتمثّل بالحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يتراوح ما بين 7-9 ساعات نومٍ كل ليلة،[٧] إلى جانب ذلك يوجد عدد من النّصائح الموصى بها لتقليل احتمالية حدوث شلل النوم، أو حتى تناول بعض الأدوية تحت إشراف الطبيب، وهو ما سيتمّ توضيحه بالتفصيل على النحو التالي:


نصائح لنومٍ هانئ

يحتاج معظم البالغين إلى فترةٍ كافية للنوم، والتي يمكن الحصول عليها باتباع مجموعةٍ من النصائح هي:[٥][١٠]

  • الذّهاب إلى فراش النوم في نفس الوقت من كلّ ليلة، والاستيقاظ في نفس الوقت كلّ صباح، وذلك حتّى في أيام العطلات ونهاية الأسبوع.
  • خلق بيئة نومٍ مريحة، وهادئة ومظلمة، دون أن تكون شديدة الحرارة أو البرودة، وضمان وجود بياضات السرير وملابس النوم المناسبة.
  • تجنّب تناول وجبات الطعام الكبيرة، أو التدخين، أو شرب الكحول أو استهلاك المنتجات المُحتوية على الكافيين قبل النوم بفتراتٍ قصيرة.
  • تجنّب العمل أو الدراسة في غرفة النوم.
  • تفادي أخذ القيلولة بعد الساعة 3 مساءً، ولمدة تزيد عن 90 دقيقة.
  • الامتناع عن النوم بجانب الأجهزة الإلكترونية، مثل التلفاز أو الهاتف.
  • ممارسة طقوس الاسترخاء قبل النوم، كالاستماع إلى الموسيقى الهادئة، أو قراءة كتابٍ مفضّل.
  • تقليل التعرّض للضوء في المساء، واستخدام الأضواء الليلية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قبل النوم بفترة 4 ساعات.


علاج شلل النوم بالأدوية

يمكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاج الدوائي في حال كانت أعراض شلل النوم شديدة، أو يعاني الشّخص من مشاكل أخرى تترافق مع النوم، كحدوث شلل النوم بشكلٍ متكرر، أو كان شديدًا، ومن هذه الأدوية هي المخصّصة لعلاج الاكتئاب، مثل إيميبرامين (Imipramine) وكلوميبرامين (Clomipramine) وفلوكستين (Fluoxetine)، للمساعدة على الحدّ من تكرار نوبات شلل النوم أو حدوث أيّ هلوسة.[٩]


هل يحدث شلل النوم والهلوسة معًا؟

يعدّ شلل النوم والهلوسة أمران مختلفان ومنفصلان عن بعضهما البعض، إلا أنّ الكثير من الأشخاص قد أبلغوا عن حدوث الهلوسة وشلل النوم معًا.[١١]


كيفية الوقاية من شلل النوم

يعدّ علاج السبب الكامن وراء حدوث شلل النوم هو الطّريقة الأفضل للوقاية من شلل النوم، إلى جانب ذلك من الممكن الأخذ بعين الاعتبار بعض النّصائح التي تقلل احتمالية حدوث شلل النوم، وهذه النصائح متمثّلة بما يلي:[٦]

  • تنظيم جدول النوم.
  • الحصول على عدد ساعاتٍ كافٍ من النوم.


هل يعدّ شلل النوم حالةً خطيرة؟

لا يتمّ النظر إلى شلل النوم على أنه حالةٌ خطيرة، فهو علامةٌ على أن الجسم لا يتحرّك بشكلٍ طبيعي خلال مراحل النوم، بسبب مشاكل نفسية، أو ربما جسدية تمّ ذكرها سابقًا،[٨] لكن في حال تكرار حدوثه، أو تسببه بالنعاس المُفرِط خلال النهار عندئذٍ لا بدّ من مراجعة الطبيب.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Sleep paralysis", medlineplus.gov, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  2. "Why Do I Feel Paralyzed Before I Fall Asleep?", kidshealth.org, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "What You Should Know About Sleep Paralysis", www.sleepfoundation.org, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  4. "What Are the Scary Symptoms and Hallucinations of Sleep Paralysis?", www.verywellhealth.com, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Sleep paralysis", www.nidirect.gov.uk, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "What's happening to the body during sleep paralysis?", wexnermedical.osu.edu, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Sleep paralysis", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Sleep Paralysis", www.webmd.com, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Sleep Paralysis", patient.info, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Everything you need to know about sleep paralysis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  11. "What You Should Know About Sleep Paralysis and ‘Sleep Demons’", health.clevelandclinic.org, Retrieved 24/7/2021. Edited.