يقضي الشخص بالعادة حوالي ساعتين كل ليلة في الأحلام والتي في المعظم لا يتذكرها عند استيقاظه من النوم، وقد يتساءل الكثيرين عن الهدف وراء الأحلام؛ الأمر الذي يعتبر حتى الآن غير معروف تمامًا، إلّا أن الأحلام قد تُساعد على معالجة مشاعر الشخص خلال اليوم، ولكن السؤال هو كيف تحدث الأحلام علميًا؟ سيتم الإجابة عن هذا السؤال من خلال هذا المقال.[١]




كيف تحدث الأحلام أثناء النوم؟

يتنشط الدماغ بشكلٍ كامل ابتداءً من جذع الدماغ وحتى القشرة أثناء رؤية الأحلام،[٢] ووفقًا للدراسات تحدث الأحلام عندما يكون الدماغ في ذروة نشاطه، حيث تُعرَف هذه الفترة باسم حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Rapid eye movement)،[٣][٤] حيث يزداد نشاط الدماغ بشكلٍ كبير خلال فترة حركة العين السريعة بينما لا يكون بذات النشاط في المراحل الأخرى من النوم، وهذا هو السبب الكامن والذي يمكن من خلاله تفسير أنواع الأحلام المختلفة، وتتركز الأحلام غالبًا خلال النصف الثاني من فترة النوم أثناء حركة العين السريعة، والتي غالبًا ما تكون فيها الأحلام أكثر وضوحاً، أو خيالية، أو غريبة، وهذا يعني أن الأحلام تميل إلى التركيز في الساعات التي تسبق الاستيقاظ.[٥]


ما هي أجزاء الدماغ المسؤولة عن الأحلام؟

حتى الآن لم يتمكن الباحثون من التوصل إلى أجزاء الدماغ المسؤولة تمامًا عن رؤية الأحلام، إلّا أن الكثير من الدراسات المتعلقة بالنوم أشارت إلى وجود العديد من الأجزاء التي تنشط أثناء فترة الأحلام، ومنها ما يأتي:[٦]

  • اللوزة الدماغية: (بالإنجليزية: Amygdala)، وهي أحد أجزاء الدماغ البسيطة المسؤولة عن التحكم بالعواطف، ومن هُنا نستطيع تفسير سبب المشاعر القوية أثناء الحلم.
  • جذع الدماغ: (بالإنجليزية: Brainstem)، وهو من الأجزاء البسيطة في الدماغ، والتي تساعد الجهاز العصبي اللاإرادي على التحكم بالإحساس والحركة، وخلال فترة رؤية الأحلام يقوم هذا الجذع بإطلاق إشارات سريعة من الدماغ، وهذا هو سبب الإحساس بحقيقة الأحلام.
  • الحُصين: (بالإنجليزية: Hippocampus)، وهو الجزء المتعلق بالذاكرة بشكلٍ كبير، إلى جانب علاقته بترجمة المعلومات العاطفية ومهارات التعلم، وينشط بشكلٍ كبير أثناء فترة الأحلام، وقد يكون ذلك سبب دمج الذكريات التي يمر بها الشخص بأحلامه، وهذا يدلّ على أن الأحلام متعلقة بمعالجة الذاكرة في الدماغ وتوقيتها.
  • القشرة البصرية: (بالإنجليزية: Visual Cortex)، وهي غالبًا مسؤولة عمّا يراه الشخص في أحلامه، فهي تقوم بمعالجة الصور والمعلومات المرئية في الدماغ، وتكون شديدة النشاط خلال فترة الأحلام.


من أين يأتي محتوى الأحلام؟

يكون محتوى الأحلام عبارة عن جمع ودمج لكل من المعلومات على أرض الواقع واليقظة والخيال في الأحلام، بحيث تدمج الأحلام ما بين صور الواقع وبعض الخيال وكذلك ذكريات الماضي ذات العلاقة باهتمامات الشخص والتي تشغل تفكيره، ويقوم الدماغ بإنتاج إشارات كهربائية ثابتة كتعبير عن هذا الاندماج على شكل دفعة من الإشارات القصيرة والتي أشبه ما تكون بسلالة من الموجات، والتي يتغير شكلها تبعًا لمستوى نشاط الدماغ خلال ساعات النوم، وغالبًا ما يبدأ الدماغ بعد 80 دقيقة من النوم بإطلاق موجات تدل على أنه مستيقظ، ويشعر الشخص بأنَّ الأحلام حقيقة وذلك لكون الخلايا العصبية التي تنشأ من القشرة البصرية الأولية توهم الشخص برؤية الأشياء وكأنها حقيقة، وكذلك تقوم الخلايا العصبية في القشرة السمعية بإنشاء وهم لسماع الأحداث في الحلم والذي يوهم الرائي بأنّ ما يراه واقعًا وليس حلمًا.[٧]


لماذا ننسى أحلامنا؟

غالبًا ما ينسى الأشخاص أحلامهم فور استيقاظهم من النوم، وتبعًا لبعض العوامل قد لا يستطيع الكثير تذكر أحلامهم أبدًا أو يتذكرونها في حالاتٍ نادرة، بينما البعض الآخر قد لا يواجهون أي صعوبات في تذكر الكثير من أحلامهم خلال النوم،[٢] وتجدر الإشارة إلى وجود دورتين للنوم؛ الدورة الأولى والتي يحدث فيها النوم بدون حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Non-REM sleep)؛ والذي يحدث خلال الفترات الأولى من النوم، بينما الدورة الثانية هي فترة نوم حركة العين السريعة (بالإنجليزية: REM sleep) والتي تحدث في ساعات الصباح الباكر أو في المرحلة الأخيرة من مراحل النوم، وغالبًا ما يتذكر الأشخاص الأحلام عند الاستيقاظ في هذه الفترة.[٨]


لقراءة المزيد عن سبب نسيان الأحلام، انقر هنا.


هل تعتبر الأحلام مفيدة لنا؟

قد يتراود إلى أذهان الكثيرين السؤال عما إذا كانت الأحلام مفيدة، والنظرية السائدة بهذا الخصوص تشير إلى أنَّ الأحلام تساعد على تحليل الذكريات وتوحيدها كما يحدث عند الحلم بما يتعلق بالمهارات والعادات، كما أنّ الأحلام قد تساعد على تحقيق المزيد من الاستعداد؛ والمقصود بالاستعداد هو القدرة على الاستجابة للمواقف بطريقة معينة، ولكن حتى الآن لم يتفق الخبراء بشكلٍ مؤكد على الفوائد الكامنة وراء الأحلام، كما أنه وحتى هذه اللحظة لم يتوصلوا لحقائق ومعلومات تفصيلية حول كيفية حدوث ذلك بالضبط.[٤]


المراجع

  1. "Brain Basics: Understanding Sleep", ninds, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Dreams and nightmares: What are they?", medical news today, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  3. "Why We Dream, And What Happens When We Do", psychology today, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Why Do We Dream? A Sleep Expert Answers 5 Questions", Cleveland clinic, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  5. "Dreams", sleep foundation, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  6. "Dreams: What They Are and Why They Happen", sleep, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  7. "How the Brain Paints Your Dreams", brain facts, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  8. "Living Better newsletter sign up", piedmont, Retrieved 30/7/2021. Edited.