تُعرَف الأحلام بكونها سلسلةٌ من القصص والصور تخلقها عقولنا أثناء نومنا، وقد تكون مسلية وممتعة في بعض الأحيان، أو رومانسية، أو مزعجة ومخيفة في أحيانٍ أخرى، وكثيرًا ما نرغب في تذكرها وإعادتها للذاكرة، لكن ما السّبب الذي يجعل هذا الأمر صعبًا؟ وكيف يمكن تذكّر الأحلام بعد الاستيقاظ؟[١]


لماذا ننسى بعضًا من أحلامنا عند الاستيقاظ؟

إلى غاية الآن ما زال الباحثون يجهلون السبب الأكيد وراء نسياننا لبعض الأحلام بسهولة، لكن من بين تفسيرات عدم القدرة على تذكّرنا الأحلام بعد الاستيقاظ التي اقترحها المتخصصون ما يلي:[٢]

  • توقف نشاط الدماغ المسؤول عن الذكريات: يكون من الصّعب أحيانًا تذكّر الأحلام، لأنه وخلال مرحلة من مراحل النوم التي تتميّز بحركة العين السريعة (REM)، يُوقِف الجسم عمل الخلايا العصبية في الدماغ والمسؤولة عن تذكر الأحلام، ويمكن تذكّر الأحلام التي حدثت فقط قبل الاستيقاظ مباشرة بعد عودة نشاط الذاكرة.
  • صعوبة الوصول لمكان تخزين الأحلام: تكون الأحلام مُخزّنة في الذاكرة بانتظار تحفيزها، ولكننا لا نعرف كيفية الوصول إليها واسترجاعها، لذلك فيحدث في بعض الأحيان أن نتذكّر الحلم فجأةً في وقتٍ لاحق من اليوم، والسبب أنه يكون قد حدث شيء معين قام بتحفيز الذاكرة وجعلنا نتذكر الحلم.




يُقصَد بحركة العين السريعة (بالإنجليزية: REM - Rapid Eye Movment Sleep) بأنها حركةٍ سريعة عشوائية للعينين، مصحوبةٌ بعددٍ من التغيّرات؛ كثبات حركة اليدين والقدمين، وازدياد عدد ضربات القلب.



[٣]


لماذا نتذكر بعض الأحلام؟

هنالك بعض الأحلام التي نتذكرها ولا ننساها فقد تكون مميزةً بعض الشيء، ومن الجدير بالذكر أنّ قيامك بسرد الحلم لشخصٍ آخر يساعدك على تعزيز ذاكرتك،[٤] وقد يكون السبب في تذكر الأحلام عائدًا إلى أحد ما يلي:

  • تفرّد بعض الأحلام التي تكون مرتبطة بالعاطفة الشّديدة كالخوف مثلًا، بالتالي تعلق في الذهن.[٤]
  • النّشاط العالي للجزء الموجود في الدماغ والذي يُشار إليه باسم اللوزة العصبية (بالإنجليزية: Amygdala)، المسؤول عن التحكّم بالعاطفة والسلوك واستنباط تلك العواطف.[٤][٥]
  • تزداد احتمالية تذكرنا للأحلام أكثر إذا كانت حركة العين السريعة مجزّأة.[٤]


العوامل المؤثّرة في تذكر الأحلام

هنالك عدّة عوامل لها تأثير في تذكرنا للأحلام، وهي كالتّالي:[٦][٤]

  • مستويات القلق قبل النوم، فمن المرجّح جدًا أن يتذكر الأشخاص أحلامهم عندما يكونون قلقين أو مكتئبين.
  • بعض الأدوية، كالمخصّصة لعاج الاكتئاب.
  • المراهقات أكثر قدرة من نظرائهن الذّكور على تذكر الأحلام.
  • اضطرابات النوم أو انقطاع التنفس خلال النوم.
  • طبيعة الأحلام ونوعيتها، بما في ذلك أحلام الغرق أو الاختناق، تزداد احتمالية تذكّرها.


كيف تتذكر الأحلام بشكل أفضل؟

إن أفضل وقتٍ لمحاولة استرجاعك الحلم وتذكّره هو أولّ 90 ثانية بعد أن تستيقظ، وذلك قبل أن تختفي الذكرى، إلى جانب ذلك يوصي العالم Loewenberg ببعض التّوصيات للمساعدة على تذكّر الأحلام، وهي كالتالي:[٦]

  • محاولة إبقاء جسمك في نفس الوضعية التي استيقظت فيها تمامًا، لأن هذا سيساعد في تعزيز قدرتك على تذكّر الأحلام.
  • احتفظ بمذكّرة خاصّة لتسجيل أحلامك بعد الاستيقاظ بالقرب من وسادتك؛ فبعد مرور دقيقتين من تكرار عرض الصّور والمشاعر واللقطات وتجميعها معًا عليك بتدوينها، لأنك إذا لم تدوّن الحلم أو تخبر به أحد فغالبًا ستنساه بعد تناولك وجبة الإفطار.
  • احرص على التغذية الجيّدة، فهي أيضًا تلعب دورًا مهمًا في استرجاع الحلم، ككمية فيتامين (ب6) التي يتمّ الحصول عليها.


هل الأحلام أمرٌ جيد؟

تعتقد النّظرية السائدة أن الأحلام تساعدنا على توطيد وتحليل ذكرياتنا، مثل: المهارات والعادات الخاصّة بنا، وتساعد على تحسين قدرتنا على الاستجابة للأمور بطريقةٍ معينة، لكن يختلف بعض الخبراء في هذا الصدد، كما أنه لا يوجد معرفة مفصّلة حول كيفية حدوث ذلك.[٧]


كيف تحدث الأحلام؟

يُشار إلى أنّ الأحلام تنبع من خيالنا كالذكريات والأمنيات والأفكار التي نضخّها للعقل، وليس من الإدراك كالتجارب الحسية مثلًا التي تتراكم في الجزء الأمامي من الدماغ، وبالرّغم من المعرفة التي بحوزتنا لكن ما زال هناك الكثير لاكتشافه، ولغاية الآن لا نعلم ما يحدث من الناحية الفسيولوجية خلال الحلم.[٧]


ولمزيد من المعلومات الممتعة عن كيفية حدوث الأحلام، انقر هنا.


لماذا بعض الأحلام تكون غريبة جدًا؟

يعود السبب في غرابة بعض الأحلام إلى تفسيرٍ علمي، وهو أنّ قشرة فص الجبهة (بالإنجليزية: Prefrontal Cortex) الموجود في الدماغ، لا يتمّ تنشيطها خلال الحلم، وإنما تكون مرتبطة بتنشيط مناطق محددة من الدّماغ، ففي هذه الحالة وعندما لا يتم تنشيطها فإن عقلك لا يدرك الأفعال غير الممكن حدوثها في الحلم، كالمشي عبر الجدران مثلًا.[٧][٨]


دواعي مراجعة الطبيب

من الجدير بالذّكر ضرورة مراجعة الطبيب عند وجود إحدى الحالات التّالية:[٨]

  • الكوابيس التي تؤثر في صحّتك، أو حياتك الاجتماعية، أو المهنية، أو العاطفية، أو الجسدية.
  • الكوابيس الناتجةً عن الاضطرابات النفسية، مثل: الإجهاد، أو القلق، أو الصّدمة.
  • الكوابيس الناتجة عن تناول بعض أنواع الأدوية، مثل حاصرات بيتا لارتفاع ضغط الدم أو مضادات الاكتئاب.

المراجع

  1. Hannah Nichols (28/6/2018), "What does it mean when we dream?", medicalnewstoday, Retrieved 15-7-2021. Edited.
  2. Hedy Marks (5/11/2019), "Dreams", webmd, Retrieved 15-7-2021. Edited.
  3. "What Are REM and Non-REM Sleep?", www.webmd.com, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Brandon Peters, MD (1/4/2021), "Why Can't I Remember My Dreams When I Wake Up?", verywellmind, Retrieved 16-7-2021. Edited.
  5. "Why Some People Always Remember Their Dreams and Others Forget", www.healthline.com, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Vanessa Caceres (5-3-2019), "Why You Remember — or Forget — Your Dreams", everydayhealth, Retrieved 18-7-2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Why Do We Dream? A Sleep Expert Answers 5 Questions", clevelandclinic, 13/9/2019, Retrieved 18-7-2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Why do we dream when we sleep?", piedmont, Retrieved 18-7-2021. Edited.