التعريف باضطراب الآنية

يُعد اضطراب الآنية أحد الاضطرابات النفسية التي تُؤثر على المشاعر والسلوك، ويشعر المصاب بهذه الحالة بأنّه يُراقب نفسه من خارج جسده، كما يعتقد أيضًا أنّ ما حوله غير حقيقي؛ أي يشعر كما لو أنّه يعيش داخل حلم، ويستمر هذا الشعور لمدة طويلة لدى المصاب، الأمر الذي يُؤثر على حياته وعمله، ويُعيق قدرته على القيام بمهامه اليومية، ويُطلق عليه اضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع.^[١]

ما نسبة انتشار اضطراب الآنية؟

يُقدّر أنّ عدد الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب لا تزيد على 2% تقريبًا، ولكن بينت بعض الإحصائيات أنّ حوالي 50% من الأشخاص ظهرت عليهم أعراض تبدد الشخصية أو الاغتراب عن الواقع مؤقتًا لمرة واحدة على الأقل.^[٢]

كما يُمكن أن يحدث اضطراب الآنية كعرض من أعراض اضطرابات أخرى، مثل الصرع، أو قد يحدث بشكل مستقل عن الاضطرابات العقلية، وعندها يحدث باستمرار وبصورة متكررة، وعادةً يبدأ في عمر 16 عامًا، ولكن في حالاتٍ نادرة قد يظهر بعد سن الـ 40.^[٢]

ما هي الأعراض التي تُصاحب اضطراب الآنية؟

يتمثل العرض الرئيسي لاضطراب الآنية في الشعور بالانفصال، سواء أكان ذلك بالانفصال عن الشخصية (تبدد الشخصية)، أو الانفصال عن الواقع المُحيط به (الاغتراب عن الواقع)،^[١] وتُقسّم أعراض ارتباط الآنية إلى الآتي:

أعراض تبدد الشخصية

يُعاني المصاب بتبدد الشخصية من الأعراض الآتية:

• يشعر أنّه مراقب خارجي لأفكاره، ومشاعره وجسمه؛ أي كما لو كان يطفو في الهواء ويشاهد جسمه.^[١]
• يشعر أنّه إنسان آلي.^[٣]
• يظن أنّه لا يستطيع التحكم في كلامه وحركاته.^[٣]
• يفقد القدرة على وصف مشاعره وعواطفه.^[٣]
• يشعر أن جسمه بالكامل أو أطرافه تبدو مشوهة، أو متضخمة أو منكمشة.^[١]
• يشعر بالخدر العاطفي أو الجسدي لحواسه، ولا يستطيع الاستجابة والتفاعل مع ما حوله.^[١]
• يشعر أنّ ذكرياته ليست خاصة به أو مجردة من المشاعر.^[١]

أعراض الاغتراب عن الواقع

يُمكن وصف أعراض الاغتراب عن الواقع من خلال الآتي:^[١]

• يشعر بالغربة عن واقعه؛ فمثلًا يعتقد أنّه يعيش في فيلم أو حلم.
• يشعر بالانفصال العاطفي عن الأشخاص الذين يهتم لأمرهم؛ كما لو كان هناك جدار يفصله عنهم.
• تبدو له البيئة المحيطة به مشوهة، أو ضبابية أو عديمة اللون.
• يُعاني من خللٍ في إدراك الوقت، فمثلًا يشعر أنّ الأحداث الأخيرة حدثت قبل فترة طويلة.
• يُواجه صعوبة في تقدير المسافة، وحجم الأشياء، وشكلها.

لماذا يحدث اضطراب الآنية؟

إنّ السبب الدقيق للإصابة باضطراب الآنية غير معروف، ولكن يُعتقد أنّ بعض العوامل البيولوجية والبيئية قد تلعب دورًا في ذلك؛ حيث يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب:^[٤]

• استجابة جهازهم العصبي للمشاعر بشكلٍ أقل.
• طبيعة شخصيتهم أو إصابتهم باضطراب نفسي معين.
• إصابتهم ببعض الأمراض كالصرع مثلًا.
• إدمانهم على المخدرات، خاصةً المسببة للهلوسة.

كما قد يحدث اضطراب الآنية بعض التعرض لصدمة نفسية شديدة، مثل:^[٤]

• العيش مع والد يُعاني من مرضٍ نفسيٍ شديد.
• التعرض للعنف أو الاستغلال.
• المرور بحادث خطير.
• التعرض لكارثة بيئية.
• موت شخص عزيز.
• حدوث حرب.

كيف يُمكن علاج اضطراب الآنية؟

قد تختفي أعراض الاضطراب دون أي علاج أو تدخلٍ طبي في بعض الأحيان، ولكنها أيضًا قد تستمر لفترة طويلة، كما قد يصبح من الصعب السيطرة عليها،^[٣] وفي هذه الحالة قد يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية:

العلاج النفسي

ومن الأمثلة عليه العلاج السلوكي المعرفي، وتُعد العلاجات النفسية من أكثر العلاجات فعالية لاضطراب الآنية؛ فهو يُساعد المصاب على الآتي:^[٥]

• فهم وتعرف سبب حدوث الانفصال لديه.
• تعلم التقنيات المناسبة لصرف الانتباه عن أعراض اضطراب الآنية.
• الشعور بالتواصل والارتباط مع نفسه والعالم من حوله.
• تعلم تقنيات للتعامل مع التوتر والضغط النفسية بطريقة أفضل.
• تعرف المشاعر المرتبطة بالصدمات النفسية السابقة.

الأدوية

لا يوجد دواء محدد يمكنه علاج اضطراب الآنية، ولكن قد يصف الطبيب أحد أدوية العلاج النفسي لعلاج الاكتئاب وأعراض القلق المصاحب لاضطراب الآنية.^[٤]

طرق أخرى

قد يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية أيضًا:^[٤]

• التنويم المغناطيسي:

يعتمد العلاج بالتنويم المغناطيسي على الاسترخاء والتركيز الشديد؛ للوصول لحالة معينة من الوعي، وهذا سيُساعد الطبيب على معرفة أفكار المصاب ومشاعره وذكرياته، وبالتالي سيتمكن من تحديد سبب المشكلة.

• تقنيات التأمل:

يُساعد تعلم هذه التقنيات على تخفيف الأعراض كثيرًا؛ فهي تزيد من ارتباط المصاب بمشاعره وعواطفه.