يعتبر الحزن الشديد من أكثر المشاعر التي تصيب الأفراد أثناء حياتهم اليومية بسبب الصدمات ومختلف أنواع الضغوط النفسية والمادية والعاطفية، ومع أنه شعور طبيعي، إلّا أنّه قد يؤثر في الصحة الجسدية والنفسية عندما يكون شديدًا وقويًا.


ما هي أضرار الحزن الشديد؟

إن الشعور بالحزن أو الخوف أو القلق جزء من طبيعة الحياة، ولكن إذا استمرت هذه المشاعر بشدتها لأكثر من أسبوعين، فقد تكون أعراضا لاضطرابات وأمراض نفسية تحتاج إلى علاج، فيما يلي بعض الآثار للحزن الشديد والمستمر:[١][٢]

  • أضرار الجهاز العصبي المركزي: حيث يمكن أن يؤثر في الذاكرة، ووقت ردات الفعل، ويصبح أكثر حساسية للألم، ويسبب الصداع والآلام المزمنة التي لا تستجيب للأدوية، وأحيانا ينتج عنه أمراض عصبية مختلفة، مثل الزهايمر والصرع والتصلب اللويحي.
  • زيادة الوزن أو فقدانه: قد يعاني الأشخاص المصابون بالحزن الشديد من تغيرات في الشهية، مما قد يؤدي إلى فقدان أو زيادة الوزن بشكل غير مقصود، وهذا لأن الطعام هو مصدر مهم للطاقة، وبناء الذكريات، والعناية بالذات، في حين أنّ الشخص الحزين لا يهتم لكل هذا.
  • آلام مزمنة: قد يعاني الأشخاص المصابون بالحزن من آلام وأوجاع غير مفهومة وليس لها سبب طبي، بما في ذلك آلام المفاصل أو العضلات، آلام في الثدي، والصداع.
  • أمراض القلب: يمكن أن يقلل الحزن من دافع الشخص لاتخاذ خيارات نمط حياة صحية، ويزداد خطر الإصابة بأمراض القلب عندما يرتبط الطعام بشعورهم، وتثبت الدراسات أن واحدا من كل خمسة أشخاص مصابين بأمراض القلب أو مرض الشريان التاجي مصابون بالاكتئاب.
  • الالتهاب المتكرر والإصابة بأمراض عدة: تشير الأبحاث إلى أن التوتر والحزن المزمن مرتبطان بالالتهابات وقد يغيران جهاز المناعة، مما يؤدي إلى تفاقم الأمراض وسوء الحالة الصحية، ويصبح الفرد أكثر عرضة للإصابة بالسكري ومتلازمة القولون العصبي، والتهابات المفاصل.
  • اضطراب في الصحة الجنسية: قد يعاني الأشخاص المصابون بالحزن الشديد من انخفاض الرغبة الجنسية، أو يواجهون صعوبة في الإثارة، وصعوبات في الوصول للنشوة الجنسية، وبالتالي يكون لديهم مشاكل في العلاقات العاطفية والزوجية.
  • تفاقم الحالات الصحية المزمنة: إن المصابين بأمراض مزمنة يلاحظون أن أعراضهم الجسدية تزداد سوءًا إذا أصيبوا بالحزن والعزلة والتوتر، وذلك بسبب انخفاض مناعتهم وفقدان رغبتهم في التحسن أو حتى التحدث عن مشكلاتهم.[٣]




لا يتسبب الحزن الشديد في حدوث أعراض جسدية فحسب؛ بل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض أو حالات جسدية معينة أو قد يزيدها سوءًا، وفي المقابل، يمكن أن تؤدي بعض الأمراض إلى الحزن الشديد.





غالبًا ما يتجاهل المصابون بالحزن الشديد، وكذلك أسرهم وأخصائيو الرعاية الصحية، العلامات والأعراض الجسدية لذلك، باعتبارها جزءًا طبيعيًا من الحياة والتقدم في السن.





ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

إن الحزن هو شعور طبيعي بسبب خيبات الأمل والخسارات والمواقف الضاغطة، كما أن الشعور بالحزن هو جزء من الإنسانية وتجربة ضرورية للتطور، ولكنه يتوقف عند هذا الحد ويمكن للشخص الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي ومنتج، بينما عندما يكون الحزن شديدا فهذا يدل على بداية الاكتئاب، والاكتئاب هو مرض نفسي شديد يؤثر في المزاج وأسلوب الحياة وجودتها، وقد يصاحبه أفكارًا انتحارية في بعض الحالات، ويواجه الشخص المكتئب صعوبة في أخذ القرارات وعيش حياته بشكل طبيعي.[٤]


لمزيد من المعلومات عن الفرق بين الحزن والاكتئاب، انقر هنا.




ينصح دائمًا باللجوء إلى أخصائي نفسي لتقييم الحالة النفسية للفرد ومعرفة كيفية إدارة المشاعر وفهمها، ومعرفة أنماط التفكير المؤثرة في جودة الحياة.



المراجع

  1. Ann Pietrangelo (22/10/2019), "The Effects of Depression in Your Body", healthline, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  2. Zawn Villines (9/7/2018), "How does depression affect the body?", medicalnewstoday, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  3. "How Depression Affects Your Body", webmd, Retrieved 9/1/2022. Edited.
  4. "What’s the difference between sadness and depression?", heretohelp, Retrieved 27/12/2021. Edited.