يعد اضطراب الهوية التفارقي أحد الاضطرابات النفسية التي تنطوي على الشعور بالانفصال وعادةً ما يتطور نتيجة التعرض لصدمة ويساعد في التخلص من الذكريات المرتبطة بها، وقد يكون علاج هذا النوع من الاضطرابات صعباً إلا أن الكثير من المرضى تعلموا طرقاً جديدة للتأقلم وعيش حياة صحية، فما هي طرق علاج اضطراب الهوية التفارقي؟[١]

علاج اضطراب الهوية التفارقي

يعد العلاج النفسي هو العلاج الرئيسي والأكثر فعالية لاضطراب الهوية التفارقي (Dissociative Identity Disorder)، وقد تساعد الأدوية في تخفيف بعض أعراضه مثل الاكتئاب أو القلق، ويركز العلاج النفسي على استحضار المواقف الصادمة والتجارب السابقة والعمل من خلالها لتعلم المهارات السلوكية للسيطرة على الأحداث، ومحاولة دمج الهويات المنفصلة في هوية واحدة، وتالياً توضيح لأهم طرق العلاج:[٢]


العلاج النفسي

تستخدم عدة تقنيات في العلاج النفسي للسيطرة على أعراض اضطراب الهوية التفارقي وتحسين نوعية الحياة، أهمها ما يلي:[٣]

  • العلاج السلوكي المعرفي: (CBT)، يركز على العلاقة بين الأفكار والعواطف والسلوكيات، ويعمل على الكشف عن أنماط التفكير غير الصحية وكيف ممكن أن تؤدي إلى سلوكيات مؤذية بالإضافة إلى تعلّم استراتيجيات التأقلم ومواجهة ذكريات التجربة المؤلمة.[٣]
  • إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة: (EMDR)، يعمل على استبدال العواطف السلبية اتجاه التجربة المؤلمة التي عاشها الشخص بأخرى أكثر إيجابية، من خلال سلسلة من حركات العين المتتابعة ذهاباً وإياباً لمدة 20-30 ثانية.[٣]
  • العلاج السلوكي الجدلي: (DBT)، يركز هذا النوع من العلاج على القبول والتغيير من خلال اكتساب المهارات التالية:[٤]
  • تحمل الإجهاد وتعلم السيطرة على المشاعر.
  • التيقّظ، حيث يكون الشخص على دراية بمحيطه وما يحدث في الوقت الحالي.
  • الفعالية الشخصية، وهي القدرة على التواصل وبناء علاقات صحية.
  • تعلم تنظيم المشاعر وفهمها دون الحاجة إلى التصرف حيالها.
  • العلاج التخطيطي: (Schema therapy)، يعمل على تطوير مخطط عقلي لمساعدة الشخص على فهم عواطفه وأفكاره المرتبطة بالتجربة المؤلمة التي مر بها والتي أدت إلى نقص في مهارات التأقلم لديه، ويهدف هذا النوع من العلاج إلى مساعدة الشخص على التعامل مع مخططاته السلبية وزيادة الوعي تجاه الذكريات المرتبطة بتجربة سابقة، والسيطرة على كيفية الاستجابة للمحفزات من حوله.[٤]
  • العلاج بالتنويم المغناطيسي: (Hypnosis)، ويستخدم للسيطرة على السلوكيات غير المرغوب بها وللتعامل مع الألم بشكلٍ أفضل، ويكون الشخص خلال جلسات التنويم المغناطيسي ذي تركيز أعلى ويشعر بالهدوء والاسترخاء ويكون أكثر انفتاحاً على الاقتراحات، ومن الجدير بالذكر أن الشخص لا يفقد السيطرة على سلوكه أثناء التنويم المغناطيسي وإنما يكون أكثر انفتاحاً على الاقتراحات.[٥]


العلاج الدوائي

لا توجد أدوية محددة لعلاج اضطراب الهوية التفارقي، وإنما قد تساعد بعضها في السيطرة والحد من الأعراض كالقلق والاكتئاب، كالتالي:[٤][٢]

  • مضادات الاكتئاب: مثل ايستالوبرام (Escitalopram) وديلوكستين (Duloxetine).
  • مضادات القلق والتوتر: حيث يمكن استخدام دواء ديازيبام (Diazepam) أو الألبرازولام (Alprazolam) عندما يعاني الشخص من أعراض القلق لتقليل توتر العضلات وتعزيز الاسترخاء.




لا يوجد وسيلة لمنع الإصابة باضطراب الهوية التفارقي إلا أن تحديد علامات الإصابة والبدء بالعلاج بشكلٍ مبكر يمكن أن يساعد على التخفيف من شدة الأعراض، لذا ينصح الآباء ومقدمو الرعاية بمراقبة الأعراض عند الأطفال بعد فترة وجيزة من التعرض للصدمات أو سوء المعاملة لمنع تقدم المرض.




نصائح وإرشادات للتعامل مع اضطراب الهوية التفارقي

يساعد تثقيف النفس حول ماهية اضطراب الهوية التفارقي في فهم المرض والتعايش معه، وعادةً ما يتضمن العلاج إعادة النظر في التجارب السابقة المؤلمة والذي قد يكون تذكرها أمراً مزعجاً، لذا قد تساعد بعض الاستراتيجيات التالية في العناية بالصحة النفسية والتخفيف من الأعراض:[٦][٧]

  • جلب الأفكار والانتباه إلى اللحظة الحالية يمكن أن يساعد الشخص المصاب على أن يصبح أكثر تقبلاً لأحداث لا يمكن السيطرة عليها، وهو ما يعرف بالتيّقظ (Mindfulness).
  • اتباع نمط حياة صحي من خلال شرب كميات وفيرة من المياه والحصول على ساعات نوم كافية، بالإضافة إلى تناول وجبات طعام صحية قليلة السكر، كما أن ممارسة الرياضة تساعد على التقليل من أعراض اضطراب الهوية التفارقي.
  • تحديد المحفزات بمساعدة معالج نفسي مؤهل قد يساعد في تجنب زيادة شدة الأعراض.
  • تخصيص الوقت للقيام بالنشاطات الممتعة بانتظام مع العائلة أو الأصدقاء.
  • الاحتفاظ بدفتر يوميات قد يساعد في فهم التجربة وتحديد المحفزات أيضاً، كما يعمل على تحسين الروابط بين الأجزاء المختلفة من الهوية.
  • استخدام التخيل لإنشاء بيئات داخلية تساعد على الشعور بالأمان واحتواء الأفكار الصعبة.


المراجع

  1. "Dissociative disorders", mayo clinic, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Dissociative Identity Disorder (Multiple Personality Disorder)", cleveland clinic, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Dissociative Disorders", national alliance on mental illnes, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت "How to Treat Dissociative Identity Disorder", verywellhealth, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  5. "Hypnosis", mayo clinic, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  6. "Dissociative identity disorder (DID)", sane Australia, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  7. "Dissociation and dissociative disorders", mind, Retrieved 16/2/2022. Edited.