يتعرض الجميع لحالاتٍ من تعكّر المزاج في أوقاتٍ مختلفة ولأسبابٍ غير معروفة في الكثير من الأحيان أيضًا، وعلى الرغم من أنَّ تعكُّر المزاج يُعتبر أمرًا طبيعيًّا ولا يستدعي القلق لأنّ مسبّباته كثيرة ومتعدّدة، إلّا أنه قد يُشير أحيانًا إلى وجود حالةٍ كامنة،[١] يمكنك من خلال قراءة المقال التالي التعرُّف على أسباب تعكُّر المزاج.


أسباب تعكّر المزاج

تتعدّد وتتنوّع أسباب تعكّر المزاج المفاجِئة الّتي لا أسباب واضحةً ومباشرةً لها، وفيما يأتي ذكرٌ لأبرز هذه الأسباب:


قلّة النوم

يساعد النوم لفتراتٍ كافية على تحسين المزاج في ذلك اليوم، لذلك، من الضّروري النوم لساعاتٍ كافيةٍ تمتدُّ ما بين 7-9 ساعاتٍ، ومن الجدير بالذكر أنَّ قلة النوم قد تنتج أمراض لا علاقة لها بقلّة ساعات النّوم في بعض الحالات، مثل الإصابة بمرض انقطاع النّفس الانسدادي النّومي (Obstructive sleep apnea) -وهي حالةٌ صحيّةٌ نادرة تصيب البالغين الّذين يعانون من السّمنة المفرطة والّتي تشير إلى انسداد مجرى التنفّس أثناء النوم بسبب ارتخاء الجزء الخلفيّ من اللّسان أو عضلات الحنك، وبالتّالي يسبّب قلّة في النوم، وتعكّرًا في المزاج-.[٢][٣]


الآلام مزمنة

قد يكون وجود هذه الآلام أو الأمراض المزمنة كآلام الظّهر غير مرتبطٍ بتغيّر وتعكّر المزاج بشكلٍ مباشر، لكن ما قد تسبّبه من عدم ارتياحٍ خلال اليوم وما يُصاحب هذه الأمراض من أعراض مزعجة قد يُؤثّر في المزاج بالطّبع.[٣]


الاكتئاب

للاكتئاب درجاتٌ مختلفة؛ بعضها يحدث بشكلٍ عابر لا يؤثّر في أنشطة الحياة اليوميّة، وبعضها قد يصل لمراحل متقدّمة يحتاجُ فيها للعلاج، وبالتّالي لا تعيق أعراض الاكتئاب خفيفة المستوى أداء المهام اليوميّة، لكنّها قد تعكّر من مزاج الشّخص، كما قد يبدو أكثر غضبًا وتشاؤمًا.[٣]


تناول بعض أنواع الأدوية

مثل دواء بريدنيزون (Prednisone) الذي يستخدم لعلاج العديد من الحالات، بما فيها، الحساسيّة والرّبو، وقد يسبب استخدامه بكميّات وجرعات كبيرة قلقًا وضغطًا على المريض.[٣]


ضغوطات الحياة

يتعرض الجميع لضغوطات الحياة المختلفة النّاتجة عن العمل، أو المنزل، أو حصول حوادث مفاجئة قد تسبّب تعكّرًا في المزاج وقلقًا غير طبيعي، وقد يكون من الصّعب التحكُّم بها وإدارتها بشكلٍ صحيح.[٤]


انخفاض سكّر الدم

قد يؤثّر انخفاض السّكر بالدم في صحّة المريض الجسديّة والنّفسيّة، وغالبًا ما يؤثّر انخفاضه بشكلٍ شائع على مرضى السّكريّ نتيجة استخدام الأنسولين وأدوية السّكري الأخرى، لكن يمكن أن يُصاب الأشخاص الأصحّاء بانخفاض سكر الدم نتيجة عدم تناول الطعام لعدة ساعات، ممّا قد يسبّب تغيّراتٍ في المزاج.[٤]


الاختلال الهرموني

قد يؤثر حدوث خللٍ في التوازن الهرموني لدى النّساء والرّجال في الصحّة الجسديّة والنّفسيّة أيضًا، ممّا قد يسبّب تعكّرًا في المزاج، وفيما يلي بعض الأسباب الّتي تؤدّي لتغيّراتٍ هرمونيّة:[٤]

  • التوتّر.
  • سوء التغذية.
  • قلّة النوم.
  • مرض السّكري.
  • فرط نشاط الغدّة الدرقيّة.
  • متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات.
  • سن اليّأس.




ومما يجدر التنويه إليه أنَّ انخفاض مستويات هرمون التيستوستيرون أو ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين لدى الذكور تسبب لهم تهيُّجًا وتعكُّرًا في المزاج.




القلق

على الرّغم من وجود أنواع مختلفة من اضّطرابات القلق والّتي تظهر بطرقٍ مختلفة، إلّا أنّ جميعها قد يسبّب شعورًا بالقلق والخوف، كما يؤثّر أيضًا في ممارسة الأنشطة اليوميّة المختلفة.[٥]


الإفراط في تناول الكافيين

قد يساهم استهلاك كميّاتٍ كبيرة من الكافيين في جعل الشّخص أكثر عصبيّة واضّطرابًا في المواقف التي قد تكون طبيعيّة في العادة، كما يُمكن أن تتسبّب زيادة الكافيين في زيادة القلق ونوبات الهلع أيضًا.[٦]


سن اليّأس

يتم تشخيص بداية سن اليّأس عند انقطاع الدّورة الشّهريّة لمدّة 12 شهرًا بشكلٍ متواصل، حيث ستلاحظ الأنثى تغيّراتٍ عدّة تحدث بسبب انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، ومن هذه التغيّراتِ ما يلي:[٢]

  • هبّات حرارة ساخنة.
  • تغيّراتٍ في المزاج.
  • مشاكل في النوم.
  • جفاف المهبل.
  • تغيّرات في الرّغبة الجنسيّة.


الاضّطرابات العاطفيّة الفصليّة

قد يسبّب الاضّطراب العاطفي الفصلي حدوث اضّطرابات مزاجيّة موسميّة وغالبّتها تبدأ في فصل الشّتاء وتنتهي في الصّيف.[٢]


المتلازمة السّابقة للحيض

والّتي تسمّى أيضًا بالتناذر السّابق للحيض (Premenstrual syndrome)، حيث تؤثّر الأيام السّابقة للدورة الشهرية في نسبة عالية من الإناث، ويشعُرن بتغيّرات في المزاج، بالإضافة إلى أعراض الطّمث الطبيعيّة، مثل التهيّج والغضب والتغيّرات العاطفيّة، كما أنّ لاضّطراب ما قبل الطّمث الاكتئابي (Premenstrual dysphoric disorder) أعراض أكثر حدّة وشدّة من المتلازمة السّابقة للحيض، حيث يؤدّي لتغيّرات مزاجيّة كبيرة تؤثّر في أداء المهام اليوميّة.[٧][٨]


تعكّر المزاج في مرحلة الطّفولة

من الطّبيعي حصول تغيّرات خفيفة في المزاج خلال مراحل معيّنة من فترة الطّفولة أو المراهقة، وذلك بسبب التقلّبات والمشاكل الّتي يتعرّض لها أو يواجهها الطّفل، كالانتقال إلى مدرسة جديدة أو محاولة الحصول على علاماتٍ أفضل، مما قد يسبّب له مخاوف عديدةٍ تؤثّر في مزاجه، بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لتغيّر المزاج والتوتّر علاماتٍ تدلُّ على حالةٍ مرضيّة تصيبه كالقلق، أو اضّطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة.[١][٩]


نصائح للتّعامل مع تعكّر المزاج

يوجد العديد من النّصائح والطّرق للتعامل مع تغيّرات المزاج المختلفة، وفيما يأتي ذكرٌ لأبرزها:[١٠][١١]

  • تناول طعامًا صحّيًا متوازنًا.
  • تناول خمس حصصٍ من الخضار واثنتان من الفواكه يوميًّا.
  • تناول حبة الفواكه كاملة بدلًا من عصير الفواكه.
  • استخدم المواد العضوية قدر المستطاع، وابتعد عن المواد الحافظة والهرمونات والمواد الأخرى الّتي قد تؤثّر في جسمك.
  • احترم رغباتك، وتعامل مع ما تريده وتتمنّاه باعتدال.
  • خفّف من استهلاك الكافيين.
  • اشرب كميّات كثيرة من الماء والشّاي الأخضر.
  • تجنّب استخدام الدهون المشبعة أو المحوّلة، واستخدم زيت الزّيتون والكانولّا عوضًا عنها.
  • استخدم الأطعمة الّتي تحتوي على فيتامين سي، مثل: البرتقال، والصّنوبر، وبذور عبّاد الشّمس.
  • تناول الأطعمة الّتي تحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية، مثل: الأسماك الزّيتيّة، والجوز، والكانولا وزيت بذور الكتّان.
  • حاول وضع بعض الأعشاب في مائدة طعامك، كالّتي تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة، والالتهاب مثل الكركم، والثوم، وإكليل الجبل، والفلفل الحار.
  • تجنّب التدخين.
  • حاول القيام بالأعمال والأنشطة المريحة، كقراءة كتابك المفضّل أو ممارسة بهواية ما.
  • تجنّب استخدام العطور؛ وذلك لما تحتويه على مواد كيميائيّة قد تؤثّر في مزاجك.
  • حاول ممارسة الرياضة الجسديّة بشكلٍ دوري، وذلك لأنّها تخفّف من مدى تغيّر المزاج وتقلّبه من خلال تقليل ضغط الدّم وتحسين قدرة الجسم في التّعامل مع التوتُّر.
  • حاول ممارسة اليوجا والتأمل، أو جرّب العلاج بالتدليك فقد يخفّف ذلك من التوتّر.
  • راجع طبيبك المختصّ لإجراء فحصٍ كامل لصحّتك البدنيّة والعقلية، إذا اشتدّت الأعراض كثيرًا.

المراجع

  1. ^ أ ب "What Is Irritability?", verywellmind, 27/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "8 Irritability Causes & How to Stop Being Irritable", buoy, 27/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Why Am I So Irritable? 16 Medical Causes of Irritability", thehealthy, 27/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What causes irritability?", medicalnewstoday, 27/8/2021. Edited.
  5. "Why Does Anxiety Make Me Feel So Irritable?", themighty, 27/8/2021. Edited.
  6. "Anxiety and Caffeine", psycom, 27/8/2021. Edited.
  7. "What Is Premenstrual Dysphoric Disorder (PMDD)?", verywellmind, 27/8/2021. Edited.
  8. "Mood Swings: PMS and Your Emotional Health", everydayhealth, 27/8/2021. Edited.
  9. "Why Am I in Such a Bad Mood?", kidshealth, 28/8/2021. Edited.
  10. "Anxiety, Irritability & Mood Swings", womeninbalance, 28/8/2021. Edited.
  11. "How to Manage Mood Swings Naturally", everydayhealth, 28/8/2021. Edited.