يتعرض معظم الناس للقلق في مواقف متعددة في الحياة، خاصّةً في المواقف التي تتطلب اتخاذ قرارات مصيرية أو صعبة، ويعد القلق شعورًا طبيعيًّا في معظم الحالات، إلا أنه من الممكن أن يشكّل القلق المبالغ به اضطرابًا لدى بعض الأشخاص، وفي هذا امقال سنتناول القلق حول المستقبل، وماهيّة هذا الاضطراب، والعديد من المعلومات المتعلقة به.


قلق المستقبل

يعبّر مصطلح قلق المستقبل، أو القلق التوقعي عن الشعور بالقلق الشديد والمبالغ به بسبب التفكير في الأحداث والمواقف التي قد تحدث في المستقبل، ولا يشكّل قلق المستقبل اضطرابًا في حدِّ ذاته، إنما يعدّ عرضًا شائعًا للعديد من الاضطرابات المرتبطة بالقلق، مثل القلق العام.[١]


الفرق بين القلق الطبيعي وغير الطبيعي من المستقبل

يشعر معظم الأشخاص بالقلق في كثيرٍ من الأحيان قبل القيام بشيءٍ جديد، أو أداء مهمة كبيرة، أو التجهيز لحدث كبير في الحياة، مثل: القلق قبل أداء الامتحان، أو الانتقال إلى منزلٍ جديد، أو الذهاب برحلة كبرى، ويعدُّ هذا القلق من الأمور المستقبلية أمرًا طبيعيًّا، إلا أنّه يعدّ حالةً غير طبيعية في حال تجاوزه الحد الطبيعي، مثل استمراره لعدة ساعات، أو أيام، أو أسابيع، أو حتى شهور قبل وقوع الحدث.[٢][٣]


أعراض قلق المستقبل

يتسبب قلق المستقبل بالعديد من الأعراض، نذكر منها ما يلي:[٣]

  • التوتُّر، والخوف، والقلق، والرهبة بشأن الأمور المستقبلية.
  • قضاء وقت طويل في التفكير وتوقّع أسوأ السيناريوهات المحتمل حدوثها في المستقبل.
  • الأرق، أو التهيُّج.
  • ترقب علامات الخطر باستمرار.
  • تسارع ضربات القلب، وصعوبة في التنفُّس.
  • الصداع.
  • التعب والإرهاق.
  • التعرُّق الشديد.
  • التشنُّجات.
  • اضطرابات المعدة، مثل: الإسهال.
  • كثرة التبوُّل.


أسباب قلق المستقبل

يحدث قلق المستقبل المفرط أو المتكرر نتيجةً للإصابة بإحدى المشكلات العقلية، مثل المشكلات التالية:[٤]

  • اضطراب الهلع: قد يعاني المصابون باضطراب الهلع من قلق المستقبل خوفًا من التعرُّض لنوبات هلع أخرى.
  • اضطراب الرهاب الاجتماعي: حيث يتسبب هذا الاضطراب بالقلق عند التحضير أو التخطيط لحدثٍ اجتماعي.
  • الرهاب: يعاني المصاب بأحد أنواع الرهاب، أو الفوبيا من قلق المستقبل قبل التعرض للمواقف التي من المحتمل أن يتعرّض فيها لمواجهة سبب الرهاب.
  • اضطراب القلق العام: يتعرض الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام إلى قلق المستقبل قبل التعرض لأي موقف جديد أو غير مألوف.
  • اضطراب ما بعد الصدمة: حيث يتسبب هذا الاضطراب بالقلق من المستقبل نتيجةَ الخوف من تكرر حدوث سبب الصدمة.
  • اضطراب الوسواس القهري: قد ينتج قلق المستقبل قبل مواجهة مواقف معينة تتسبب بالوسواس القهري.
  • اضطرابات الإدمان: يعاني بعض الأشخاص الذين يُحاولون الإقلاع عن تعاطي مادة معينة من قلق المستقبل بسبب الخوف من صعوبة ترك هذه المادة.
  • اضطرابات الأكل: تتسبب اضطرابات الأكل بالقلق من المستقبل لدى بعض الأشخاص نتيجة الخوف من اكتشاف الآخرين لحالة اضطراب الأكل لديهم، أو الخوف من التعرض لأحكام أو انتقادات الآخرين بسبب عاداتهم الغذائية.


نصائح للتعامل مع قلق المستقبل

يُنصح باتباع النصائح التالية للتعامل مع قلق المستقبل:[٥][٦]

  • احرص على الحصول على قسطٍ كاف من نوم: حيث يمكن أن تتسبب قلة النوم إلى تفاقم القلق.
  • تعلُّم تقنيات الاسترخاء وممارستها: مثل؛ التنفُّس العميق، أو التأمُّل، أو الاسترخاء التدريجي للعضلات، من خلال شدّ كل مجموعة عضلية من الرأس حتى أطراف القدمين، ومن ثم إرخائها.
  • ممارسة بعض الأنشطة لتشتيت الذهن: مثل: المشي، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو القيام ببعض الأعمال المنزلية السريعة، أو قراءة الكتب، أو مشاهدة مقاطع الفيديو المضحكة.
  • احرص على إعادة تكوين الأفكار: وذلك لمحاولة التغلُّب على الأفكار الخاطئة، أو تغيير تصوُّر المواقف المخيفة.
  • تجنب التفكير المطوّل بالأمور التي تتسبب لك بالقلق: واحرص على تحديد وقت محدد للتفكير بها.
  • ناقش الأمور التي تسبب بالقلق مع الأصدقاء أو الأشخاص المقربين: وكذلك تجنب متابعة الأخبار التي تتسبب بالقلق.


علاج قلق المستقبل

تتضمن الأساليب العلاجية المستخدة لقلق المستقبل ما يأتي:


العلاج النفسي

يعدُّ العلاج النفسي من أكثر الأساليب العلاجية فعاليةً في اكتشاف المشكلات التي تتسبب بالقلق، حيث يفحص الطبيب مصادر التوتر، ويعالج الأسباب المحتملة لقلق المستقبل، وذلك من خلال اتباع أحد الأساليب التالية:[٧]

  • العلاج السلوكي المعرفي: وهو علاج نفسي يقوم من خلاله الطبيب بالتكلم مع الشخص حول مسببات القلق.
  • العلاج بالتعرُّض: يعتبر هذا العلاج فعّالًا خاصّةً في حالات الرهاب المحددة، كما يُوصى به أحيانًا لاضطراب ما بعد الصدمة، أو أنواع أخرى من القلق.
  • إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين: وهو علاج نفسي يساعد على تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.


العلاج بالأدوية

تساهم الأدوية التالية في التحسين من الأعراض المرتبطة بقلق المستقبل:[٧][٨]

  • حاصرات بيتا: تعمل هذه الأدوية كعلاج عرضي للتوتُّر، ويمكن استخدامها في حال كان القلق قابلًا للتحكُّم.
  • البنزوديازيبينات: تستخدم هذه الأدوية كمهدئات تعزز من الاسترخاء والهدوء، إلا أنها قد تتسبب بالإدمان، ما يعني ضرورة تجنب استخدامها على المدى الطويل.
  • مضادات الاكتئاب: تساهم مضادات الاكتئاب في منح فترات أطول من الراحة.


المراجع

  1. "Anticipatory Anxiety", anxietyuk, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  2. "Anticipatory Anxiety and Panic Disorder", verywellmind, 17/2/2021, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "What to know about anticipatory anxiety", medicalnewstoday, 20/7/2021, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  4. "Anticipatory Anxiety: Signs, Symptoms, & Treatment", choosingtherapy, 3/11/2020, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  5. "5 Tips To Feel Less Anxiety About The Future", wellsanfrancisco, 13/9/2020, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  6. "Coping With Anticipatory Anxiety", verywellmind, 9/3/2020, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Meet Anticipatory Anxiety, The Reason You Worry About Things That Haven't Happened Yet", healthline, 17/3/2020, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  8. "Medications for Panic, OCD, Worry, Phobia and Social Anxiety", anxieties, Retrieved 3/8/2021. Edited.