يُشير الفصام الجمودي (Catatonic Schizophrenia) إلى مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على المصاب بمرض الفصام، وترتبط هذه الأعراض بتغيراتٍ حركية غير طبيعية؛ فمثلًا تبقى الأطراف ثابتة في وضعية غريبة، بالإضافة لعدم استجابة المصاب للمحفزات الخارجية المؤثرة،[١] وإصابته بالذهول والهلوسة،[٢] وفي هذا المقال سنتعرف على طرق علاج الفصام الجامودي.[٣]

كيف يمكن علاج الفصام الجامودي؟

يعتمد علاج الفصام الجامودي بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المُصاحبة له، بالإضافة إلى التحكم به لتخفيف تأثيره على حياة المصاب، ويُحدد الطبيب الطريقة الأمثل للعلاج اعتمادًا على عمره وحالته الصحية، وذلك بعد تقييم شدّة ونوع الأعراض،[٤] ويُمكن أن يلجأ للطرق الآتية لعلاج أعراض الفصام الجامودي:[٣]


العلاج بالأدوية

تُعد الأدوية الخيار العلاجي الأول لتخفيف أعراض الفصام الجامودي والتخلص منها بشكلٍ فعّال،[١] وتتضمن هذه الأدوية الخيارات الآتية:


البنزوديازيبين

تعمل هذه الأدوية كالمهدئات، وتستخدم بشكلٍ شائع لتخفيف أعراض هذه الحالة، خاصةً أنّها تُعطي نتائج سريعة،[٤] وتكون على شكل حقن في العضل أو الوريد،[١] ومن الأمثلة عليها لورازيبام (Lorazepam) أو ألبرازولام (Alprazolam)،[٥] ولكن ينطوي استخدام هذه الأدوية على خطر الإدمان أو الاعتماد النفسي.[٤]


الباربتيورات

تُعد هذه الأدوية من المهدئات أو المثبطات؛ فهي تُثبط الجهاز العصبي المركزي، ويتراوح تأثيرها بين التسكين الطفيف إلى التخدير الكامل للجسم، وتخفف هذه الأدوية أعراض الفصام الجمودي سريعًا، ولكن استخدامها لمدة طويلة ينطوي على خطر الإدمان أو الاعتماد النفسي.[٤]


أدوية أخرى

قد يلجأ الطبيب إلى أدوية أخرى مثل أدوية الاكتئاب أو الأدوية المنظمة للمزاج؛ ففي الكثير من الحالات يُعاني المصاب بالفصام الجمودي من اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب،[٤] كما قد يلجأ الطبيب إلى الليثيوم؛ إذ قد يُساعد منع حدوث الفصام الجامودي بصورة متكررة.[٦]


ويجب أن يلتزم المصاب بتناول جرعات الدواء باستمرار، ولا يجوز أن يتوقف عن تناولها حتى إذا شعر بالتحسن؛ فالتوقف عن العلاج دون استشارة الطبيب قد يزيد حالته سوءًا.[٤]


العلاج النفسي

يركز العلاج النفسي على تعليم المصاب التعامل مع الضغوطات النفسية بطريقة أفضل،[١] وبالتالي والسيطرة على الأعراض بشكل أفضل، خاصةً إذا كان المصاب يُعاني من اضطراباتٍ نفسية أخرى؛ إذ يُفضل أن يجمع الطبيب بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي لتحقيق نتائج أفضل، ولكن لا يوصى به إن كانت الأعراض شديدة.[٤]


التحفيز الدماغي

يتضمن التحفيز الدماغي عددًا من الإجراءات الطبية، والتي يتم استخدام التيارات الكهربائية أو النبضات المغناطيسية خلالها لتحفيز الدماغ أو تنشيطه، ومن الأمثلة عليها:[٥]


العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)

يتضمن هذا العلاج استخدام تيارات كهربائية قصيرة تصل للدماغ من خلال غطاء أو جهاز يوضع على الرأس، وتُساهم هذه التيارات في تخفيف أعراض الفصام الجامودي بشكلٍ فعال، وقد تُساعد على التخلص منها بصورة تامة، ويلجأ الطبيب إلى هذه العلاج في حال فشلت الأدوية في إعطاء النتائج المرجوة.[٥]


التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)

ينطوي هذا الإجراء على تنشيط الخلايا العصبية في الدماغ من خلال إرسال نبضات مغناطيسية، وكما هو الحال مع العلاج بالصدمات يتم إرسال هذه النبضات عن طريق جهازٍ يُوضع على الرأس، ولكنه يتميز بالقدرة على الوصول لنقاط معينة من الدماغ بصورة دقيقة، كما أنّ آثاره الجانبية تكون أقل.[٥]


طرق علاج أخرى

يُمكن أن للطرق الآتية كجزءٍ من الخطة العلاجية للمصاب بالفصام الجامودي:

  • التدريب الوظيفي والاجتماعي:

يهدف هذا العلاج إلى تعليم المصاب كيفية الاعتماد على نفسه مرة أخرى؛ فهذا أمرٌ ضروري ليتمكن من التعافي، ويتضمن ذلك تعلم الحفاظ على النظافة الشخصية وطريقة تحضير الوجبات.[٤]

  • تعلم كيفية الالتزام بالخطة العلاجية:

سيشرح الطبيب ضرورة الالتزام بتناول الدواء في الوقت والجرعة المناسبة، خاصةً أنّ المصاب يعاني من مشاكل كبيرة متعلقة بذلك.[٤]


هل يحتاج المصاب إلى دخول المستشفى للعلاج؟

تستدعي بعض الحالات إدخال المصاب إلى المستشفى والبقاء في لمدة معينة للسيطرة على الأعراض؛ وذلك في حال حدوث مضاعفات بسبب الفصام الجامودي، مثل حدوث اضطراباتٍ في الآتي:[٥]

  • معدل ضربات القلب.
  • درجة حرارة الجسم.
  • ضغط الدم.


كيف يجب التعامل مع المصابين بالفصام الجامودي؟

إنّ الاعتناء بشخصٍ قريبٍ يعاني من هذه الحالة يُعد أمرًا صعبًا للغاية، ولكن قد يُساعدك اتباع النصائح الآتية على التعامل معه بشكلٍ صحيح:[٣]

  • حاول أن تثقف نفسك:

ابق على اطلاع حول أهم المعلومات المتعلقة بهذا المرض وأعراضه والطرق العلاجية.

  • كن جاهزًا ومتعاونًا مع الطبيب:

عليك التواصل مع الطبيب؛ لتصف له الأعراض التي ظهرت على قريبك وتصرفاته، خاصةً أنّه لن يتمكن غالبًا من التعبير عن هذه الأعراض.

  • ادعم المصاب:

قم بتشجيعه على الالتزام بالعلاج والأدوية التي وصفها له الطبيب، واقترح عليه المساعدة في بعض مهامه اليومية.

  • اهتم بنفسك:

لا يجب أن تهمل نفسك أثناء الاعتناء بالمصاب؛ لتحافظ على سلامتك وصحتك النفسية أيضًا؛ فمثلًا تأكد من الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Catatonic Schizophrenia", healthline, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  2. "What is Catatonic Schizophrenia?", banyanmentalhealth, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What Is Catatonic Behavior in Schizophrenia?", verywellhealth, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "What is catatonic schizophrenia?", medicalnewstoday, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "What Is Catatonic Schizophrenia?", webmd, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  6. "Recurrent Catatonia Treated With Lithium and Carbamazepine: A Series of 2 Cases", ncbi.nlm.nih, Retrieved 18/2/2022. Edited.